منظمة المرأة العربية تكرم الدكتورة مايا مرسي تقديرا لجهودها لخدمة قضايا المرأة
كتبت : نور العمروسي
ألقت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية كلمة في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع لمنظمة المرأة العربية بعنوان “الحوار الإقليمي رفيع المستوى حول تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة العربية” والذى شهد حضور الدكتورة فادية كيوان المديرة العامة للمنظمة و السفير محمد عرفي المندوب الدائم لمصر لدى جامعة الدول العربية ونخبة من الوزيرات العربيات وعدد من عضوات وأعضاء مجلس النواب بمصر والدول العربية جاء نصها كالتالي : أشرُف بالمشاركة معكم اليوم في فعاليات هذا الحوار الإقليمي الهام وأتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى “منظمة المرأة العربية” العظيمة التي لا تدخر جهداً لمناقشة جميع قضايا المرأة العربية لإرتقاء بأوضاعها ويأتي اجتماعنا اليوم في ظل ظروف استثنائية عصيبة تعاني ويلاتها الشقيقتين المملكة المغربية ودولة ليبيا جراء الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمر في المغرب والعاصفة المدمرة في ليبيا ونتقدم لهم بخالص التعازي والمواساة في جميع الضحايا وخالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل ونتمنى أن يأتي اليوم على منطقتنا العربية دون نزاع أو حروب وأن تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء.السيدات والسادة مازال هناك اعتقاد سائد بأن سعى المرأة لنيل حقوقها في جميع المجالات الأخرى هو من سبيل الرفاهة والرغبة في تحقيق المساواة مع الرجل فقط ولكن حقيقة الأمر أن جوهر سعى المرأة وراء حقوقها لرغبتها الحقيقية في طرح أراءها وأفكارها ووجهات نظرها وتضمين احتياجاتها في جميع الأمور والمجالات التي في الأصل هي طرف أساسي فيها بحكم إنها شريك أساسي في المجتمع وفى كثير من الأحيان هي الطرف الأكثر معاناة من تداعياتها فعلى سبيل المثال في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية والإنسانية وفى حالة الحروب والنزاعات المسلحة تكون المرأة هي الطرف الاكثر معاناة من ويلاتها لما يترتب عليها من فقدان المسكن والأملاك و الاضطرار للنزوح وما يترتب عن ذلك من احتمالات التعرض للتفكك الأسري والعنف الجنسي وغيرها الكثير من أشكال المعاناة وهو ما يستدعي ضرورة مشاركة المرأة في مواقع صنع واتخاذ القرار وعلى طاولة المفاوضات لمراعاة تضمين احتياجات المرأة في الخطط والاستراتيجيات و رسم سياسات تتوافق مع احتياجاتهاالحضور الكريم .. لقد بات جلياً أنه لا مجال للحديث عن التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة العربية دون تحقيق التمكين والمشاركة الفعالة والكاملة للمرأة وتهيئة الظروف لتمتعها بحقوقها وتأكيد دورها بما يشمله تحقيق ذلك من تغيير مجتمعي يتيح فرصاً حقيقية وغير منقوصة للمرأة لاكتساب القدرات البشرية التي تمكنها من توسيع خياراتها لتحقيق الذات وخدمة الوطنالسيدات والسادة.. إن المحرك الأول والأساسي في تحقيق تمكين المرأة العربية يتمثل فى وجود إرادة سياسية حكيمة مؤمنة بأهمية دور ومكانة المرأة في المجتمع وفى مصر فقد شهد ملف تمكين المرأة طفرة غير مسبوقة محلياً ودولياً خلال السنوات التسع الماضية بفضل وجود الإرادة السياسية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وايمانه بأهمية تمكين المرأة وقامت بدور عظيم في فتح جميع الأبواب المغلقة وكسر جميع الحواجز التي كانت تحول دون تمكين المرأة في جميع المجالات علاوة على توفير البيئة الآمنة التي تسمح للمرأة بالعمل والنجاح وأن تكون عنصراً فعالاً في المجتمع وقد نص الدستور المصري الصادر في عام 2014 ولأول مرة على الإهتمام بقضايا المرأة بدءاً من ديباجته كما يتضمن أكثر من 20 مادة تخاطب المرأة بشكل مباشر بما يكفل لها الفرص المتكافئة ومشاركتها في المجتمع والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق بدون تمييز السيدات والسادة.. وما أكد التزام القيادة السياسية المصرية بتحقيق تمكين المرأة اعتماد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي “الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 ” في عام 2017 كتوجيه إلى الحكومة المصرية لاعتمادها واعتبارها وثيقة العمل الحكومية لجميع الأعمال المتعلقة بتمكين المرأة وتعد مصر أول دولة على مستوى العالم التى تطلق إستراتيجيتها الوطنية للمرأة 2030 بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتحتوي على 34 مؤشر من أهداف التنمية المستدامة وتتألف من أربعة أعمدة رئيسية تتمثل فى التمكين السياسي والقيادة و التمكين الاقتصادي والتمكين الإجتماعي ، والحماية ، مع التشريعات والثقافة كركائز متقاطعة لتلك المحاور الأربعة وبالتوازي تم إنشاءُ “مرصدِ المرأةِ المصرية” لضمانِ متابعةِ تنفيذِ الإستراتيجية من خلالِ التطبيقِ الدقيقِ والمستمرِّ لآلياتِ الرصدِ والتقييم وأًطلقت مصر الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وللمرأة محورٌ أساسيٌّ فيها يتسقُ وأهدافِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ لتمكينِ المرأةِ 2030الحضور الكريم.. تضم الإستراتيجية الوطنيةُ لتمكينِ المرأةِ المصرية 2030 محور خاص للتمكين السياسي والقيادة وقد شهد تحقيق العديد من المؤشرات الإيجابية وغير المسبوقة خلال التسع سنوات الماضية حيث ارتفع تمثيل المرأة بالبرلمان إلى 28% وبذلك تخطت مصر المتوسط العالمي لنسبة المرأة في البرلمان وهو 25.6% كما بلغت نسبة تمثيل المرأة بالمجالس المحلية القادمة 25٪ وضاعف رئيس الجمهورية التعيينات بمجلس الشيوخ لترتفع نسبتها إلى 14٪. ووصلت أعلي نسبة لتمثيل المرأة بمجلس الوزراء الي 25% ووصلت نسبة نائبات الوزراء والوزيرات 27% ونائبات المحافظين 31% وبلغت نسبة تمثيل المرأة بتشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان ٤٤%السيدات والسادة تم كسر السقف الزجاجي لوصول المرأة المصرية لمناصب قيادية للمرة الأولى بتعيين مستشارة للأمن القومي لرئيس الجمهورية لتكون أولَ أمرأة تتولى هذا المنصبَ الرفيعَ و تعد ضمن 12 مستشارًا لرؤساء الجمهوريات في العال ولأول مرة فى تاريخ مصر وصلت سيدتان إلى منصب محافظ لمحافظتي البحيرة ودمياط و وكيلة لرئيس مجلس الشيوخ ونائبة لمحافظ البنك المركزى و رئيسة للمجلس القومي لحقوق الانسان وتعيين المرأة ذات الإعاقة والمرأة الريفية بعضوية المجلس القومي للمرأة الحضور الكريم.. تولى الدولة المصرية اهتماماً كبيراً للشباب وخاصة الفتيات وجاءت مبادرة السيد رئيس الجمهورية بعقد مؤتمر دوري للشباب وإطلاق برنامج لتأهيلهم للمناصب القيادية ثم الإنتقال بتلك المبادرة إلى المستوى العالمي من خلال المنتدى العالمي للشباب الذي يعقد بشكل سنوي في شرم الشيخ وإشراك الشباب من كل دول العالم لينقل رسالة إلى العالم تؤكد مدى إيمان القيادة السياسية بقدرات وطاقات الشباب من كل أنحاء العالم. السيدات والسادة..يولى المجلس القومي للمرأة اهتماما كبيرًا بقضية التمكين السياسية للمرأة منذ تشكيله عام 2000 و قد أستكمل العمل في هذا الصدد بعد اعادة تشكيله في فبراير 2016 لتعزيز دور النائبات تحت قبة البرلمان وتمكين المرأة من خوض تجربة المشاركة الفعالة في المجالس النيابية المنتخبة ومن أجل تحفيز كافة أشكال المشاركة السياسية للمرأة بما فيها إتاحة الفرصة لتولي المناصب القيادية في المؤسسات التنفيذية القضائية وتأهيلها للنجاح في هذه المناصب.حث يتم تعزيز دور المرأة الناخبة من خلال استكمال استخراج بطاقات الرقم القومي لكافة السيدات المحافظات وتوعيتهن بأهمية المشاركة في التصويت وفي هذا الصدد تم توعية ما يزيد عن 9 مليون سيدة على مستوى جميع محافظات الجمهورية من خلال فعاليات متنوعة مثل ندوات ومؤتمرات جماهيرية وحملات طرق أبواب بعنوان «صوتك لمصر بكرة» أطلقها المجلس بالتزامن مع الاستحقاقات الرئاسية والمجالس النيابية المنتخبة والاستفتاء على الدستور استهدفت النساء من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية لاسيما طالبات المدارس والجامعات والمرأة ذات الإعاقة بهدف تشجيع المرأة الناخبة على المشاركة بكافة الاستحقاقات ورفع إدراكها بأهمية صوتها الانتخابي ونجحنا في اصدار مليون و300 ألف بطاقة رقم قومي للسيدات غير القادرات من جميع المحافظات.ولدينا فرق متابعة للإنتخابات والاستحقاقات الدستورية بجميع المحافظات علاوة على غرف عمليات مركزية وعلى مستوى المحافظات .الحضور الكريم .. اسمحوا لي أن أنتهز حوارنا الإقليمي اليوم لأدق ناموس الخطر إلى أن العنف السيبراني والعنف الناتج عن التكنولوجيا يعد تحديًا عالميًا ملحًا ويشكل حاجزًا ورد فعل عنيفًا مقلقًا ضد قيادة المرأة ومشاركتها في عمليات صنع القرار ومع استمرار كسرها للقيود وترك بصماتها في السياسة والحياة العامة فقد تواجه المرأة موجة جديدة من الهجمات المستهدفة المُصممة لتقويض تقدمها وغالبًا ما يمكن أن يؤدي انتهاك الخصوصية والتشهير وخطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة إلى خطر حقيقي ومادي.السيدات والسادة .. رسالتي الآن إلى صناع القرار بدولنا العربية من خلال هذا المحفل الهام تتمثل فى ضرورة العمل على تحفيز المزيد من المشاركة السياسية للمرأة وضمان التمثيل المناسب لها في المجالس النيابية والمناصب القيادية حتي نري المرأة العربية قادرة علي رسم سياسات تتوافق مع احتياجاتها. ولقد حان الوقت للعمل على جبهات متعددة حيث يعد هناك حاجة إلى التشريعات، وزيادة الوعي ومعايير وأخلاقيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومحو الأمية الرقمية وإرشادات السلامة على الإنترنت بالإضافة إلى تناول قضية مسؤولية وسطاء شركات الإنترنت والتكنولوجيا وكذلك منصات التواصل الإجتماعي نعم ..لقد حان الوقت لمعالجة قضايا وسياسات المرأة والفتاة بشكل صريح وذلك من خلال تكنولوجيا الواقع الإفتراضي والذكاء الاصطناعي. وهنا أشير إلى التوصية الجديدة رقم (40) والتي يتم التوافق حولها خلال هذه الفترة حول تناول المشاركة السياسية للمرأة والوصول إلى مواقع إتخاذ القرار وذلك ضمن اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة في مادتها رقم (4) ” تمييزات إيجابية مؤقتة” ورسالتي إلى المرأة العربية تمسكن بحقوقكن واعملن جاهدات وادعمن بعضكن البعض حتي لا تتخلف أي امرأة عربية عن الركب فبالمثابرة والدعم والعمل الجاد والثقة نستطيع الوصول لجميع أهدافنا وأحلامنا. وعلينا أن نعمل معاً وأن تكون لنا مساحة أكبر حتي تتاح لنا الفرصة في المشاركة في التنمية الفعالة لبلادنا وأن نعمل على تحسين أوضاع النساء الإقتصادية وإطلاق المبادرات في هذا الشأن فلن يكون العمل السياسي فاعلاً الا عبر التمكين الإقتصادي والاستمتاع بكافة الحقوق الإقتصادية الإجتماعية والثقافية وفقنا الله جميعاً لخدمة قضايا المرأة العربية” هذا وقامت الدكتورة فادية كيوان المديرة العامة للمنظمة بتكريم الدكتورة مايا مرسي وإهدائها درع المنظمة تقديرا لجهودها الحثيثة لخدمة قضايا المرأة.