اكرم اباك وامك لكي تكون ذكري جميلة لهم .
الكاتب الصحفي : ابانوب جمال
الوالدان هما شمعتان مضيئتان في القلوب، وهما نخلتا العمر اللتان تُعانقان عنان السماء بعطائهما وشموخهما، بل هما شمسان تُشرقان في ظلمة الحياة لتُصبح أكثر جمالاً .
مهما تعددت ينابيع الحب والفرح في الحياة، سيظلّ نبع الوالدين هو الأرقى والأنقى، فحتى قسوتهما نابعة من حبهما وخوفهما، ذلك الحب الأزلي الذي عجزت كتب الأدب أن تصفه، واحتارت ورود الكون أجمع أن تفوح بعطرٍ يُشبهه، والواجب يُحتم أن تُؤخذ كل تفصيلةٍ من تفاصيل الوالدين بعين الحب والرأفة،
فما من أحدٍ يستحق الطاعة أكثر منهما، ولهذا ربط الله تعالى رضاه برضا الوالدين، وأمر بالإحسان إليهما وطاعتهما في ما يُرضي الله، وجعل لهما مكانةً عظيمةً، وجعل لمن يُحسن إليهما من الأبناء أجراً كبيراً، وجعل عقوقهما كبيرةً من الكبائر، خصوصاً في كِبرهم وعجزهم لأن مكانهما لا يسدّه أحد. من أراد الفوز في الدنيا والآخرة، فليكن ممن ركب سفينة بر الوالدين،
لأنها سفينة النجاة والحياة في الدنيا والآخرة، وهما العقد المتين الذي يجعل من العائلة كحبات اللؤلؤ المكنون، فكل شيءٍ في الدنيا قابلٌ للتعويض إلا الوالدين، فهنيئاً لمن كان والداه على قيد الحياة ونال منهما الرضا والدعاء، فدعاؤهما يُشترى بماء العين، ورضاهما هو رأس المال الذي لا يخسر أبداً، وطاعتهما هي التجارة التي لا تبور.