كتبت: فاطمة بدوى
القى رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو كلمة له خلال قمة بوجوتا
جاء نصها :
أصحاب المعالي
إلى شعوب العالم
إلى حركات حقوق اإلنسان
إلى ضمير الإنسانية المتمرد
إلى الشعب الفلسطيني البطل
إلى دول غرب آسيا
من جمهورية فنزويلا البوليفارية، نرحب بأمل واحترام بانعقاد هذا الاجتماع الوزاري الطارئ الخاص
الذي دعت إليه جمهورية كولومبيا بالاشتراك مع جمهورية جنوب أفريقيا، في إطار مجموعة الهاي،
لمعالجة بشكل منسق وعاجل الفظائع التي ال تزال تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني. يمثل هذا االجتماع
استجابة أخلاقية وسياسية أساسية في وقت تواجه فيه البشرية جمعاء تحدي الرعب والأفلات من
العقاب .
بالنيابة عن الشعب الفنزويلي والحكومة البوليفارية، وباسمي، نرفع أصواتنا بقوة، متأثرين بمعاناة
الشعب الفلسطيني، ومستائين بشدة من تقاعس العالم تجاه أعظم جريمة في التاريخ المعاصر: الإبادة
الجماعية المستمرة ضد فلسطين .
هذه ليست مأساة حديثة. فرغم أننا شهدنا منذ أكتوبر/تشرين األول 2023 مرحلة إبادة قاسية للغاية،
فت ما يقرب من
خل 60 ألف شهيد، و520,138 جري ًحا، والالف المفقودين تحت الأنقاض، الا أن هذه ّ
الإبادة الجماعية لم تبدأ قبل 21 شهًرا؛ بل تعود إلى عام 1948 ،مع بداية الاحتلال الصهيوني،
والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، وإقامة نظام استعماري إجرامي استخدم التهجير والقمع
والحصار والإرهاب كسياسات دولة.
ما نراه اليوم في غزة ورفح ونابلس، وفي جميع أنحاء فلسطين، ليس صرا ًعا بين أنداد. إنها خطة
يها التدفق المستمر
ممنهجة لتدمير شعب، ومحو هويته، ومحو ذاكرته. إنها جريمة ضد اإلنسانية، يُغذّ
الاسلحة والأموال وتقنيات المراقبة والحماية الدبلوماسية من القوى الغربية، التي تُص ّر على إنشاء جيب
عسكري في غرب آسيا. لقد أصبح نظام نتنياهو، تحت سيطرة نخبة صهيونية جعلت من الحرب
والعنصرية عقيدةً للدولة، أكبر تهديد للبشرية.
كل قنبلة تسقط على مستشفى أو مدرسة أو منزل فلسطيني ال تقتل أروا ًحا بريئة فحسب، بل تدمر أي ًضا
أسس السالم العالمي، وتقوض الشرعية الدولية، وتهدد مستقبل منظومة األمم المتحدة ذاتها. ال شرعية
وال نظام يصمد أمام هذه الوحشية التي تُفلت من العقاب.
نشئت لحماية اإلنسانية. تصرفت محكمة العدل الدولية والمحكمة
ُ
الجنائية الدولية ببطء ُمخٍز، إن لم يكن بتهاون ُمطلق. هذه الهيئات، التي يُفترض بها إنفاذ القانون الدولي
وحماية الشعوب ال ُمستهدفة، استُعمرت من قِبل المصالح الغربية. أصبحت أدوات ضغط على الضعفاء،
وليس على الأقوياء . العدالة الدولية اليوم ُمختطفة.
من فنزويلا، نُدين هذا الاستعمار المؤسسي، وهذا النفاق الهيكلي، وهذا الاستخدام غير المتكافئ
والانتقائي للقانون. ال يُمكن الاستمرار في استخدام البنية القانونية الدولية كأداة لمعاقبة الدول ذات
السيادة في الجنوب العالمي، مع منح امتطمن العقاب لمرتكبي جرائم واسعة النطاق ضد
الإنسانية .
أن لفلسطين الحق في الوجود والمقاومة والعيش بحرية، في دولة كاملة السيادة،
وبالمثل، نؤكد مجدداً
لقرارات مجلس الأمن التابع لألمم المتحدة
عاصمتها القدس الشرقية، وفقا .للحل عادل دون اإلنهاء ً
الفوري للاحتلال، ودون إلغاء نظام الفصل العنصري، ودون تعويض كامل عن األضرار التي لحقت
بها على مدى عقود .
وفي هذا الصدد، اقترح ت عقد قمة عالمية كبرى للسالم ومناهضة الحرب، بهدف بناء حل جماعي
وحازم يوقف المجزرة، وينزع سالح النووي من النظام الإسرائيلي، ويُلزمه بالخضوع للنظام القانوني
الدولي.
ينبغي أن تُبنى هذه القمة على مقترح سالم عادل وفعال ودائم، ينبثق من الشعب ال من النخب التي
تستفيد من الحرب .
كما نود أن نُعرب عن احترامنا ودعمنا للعمل الشجاع الذي تقوم به المقررة الخاصة لألمم المتحدة،
فرانشيسكا ألبانيزي، بشأن حالة حقوق اإلنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يُعد تقريرها األخير
نابعاً من الكرامة والحقيقة، وقد تعرضت بسببه للهجوم والتهديد. تُعرب فنزويال عن تضامنها
عمالً
الفعّال معها، وتقديرها المستحق لشجاعتها، ودعوتها لمواصلة مهمتها، رغم العقوبات والوصم الذي
تواجهه. صوتها ضروري. حقيقتها تُزعج األقوياء، لكنها ستُنقذ المظلومين.
من كاراكاس، نقول بثقة تامة: القضية الفلسطينية ليست قضية إقليمية أو دينية. إنها الخط الفاصل بين
العدالة والهمجية. إنها المعركة الأخلاقية في عصرنا. الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن اإلنسانية نفسها.
الصمت في وجهها خيانة لروح كل الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها وكرامتها.
بقوة المحرر سيمون بوليفار، وبالوضوح األخالقي والسياسي للقائد هوغو تشافيز، من أجل السالم
والعدالة ومستقبل البشرية، أؤكد مجدداً عزمنا الراسخ على تعزيز النضال حتى نجد طريق السالم الدائم
في فلسطين.
إلى جانبها. ستعيش فلسطين. ستنتصر فلسطين
فلسطين ليست وحيدة. فنزويال كانت وستظل دائما . ً
أرجو منكم، أيها الرؤساء المحترمين،











