أنا إنسان عشوائي

بقلم : ياسر عطية
أنا الإنسان العشوائي، الذي يمشي في زحام الحياة بلا خريطة ولا بوصلة. أعيش على الهامش أحياناً، وأقف في المنتصف أحياناً أخرى. لا أملك خطة طويلة الأمد، ولا أتابع تقاويم الزمن بدقة. أتحرك في اتجاهات متباينة، أقع، أنهض، وأواصل المسير.
حياتي مليئة بالفوضى المدروسة. أرتجل في قراراتي، وأترك للعفوية مكاناً كبيراً في يومي. ربما أبدو غير مبال، لكنني أعيش بنبض حقيقي، أحاول أن ألتقط جمال اللحظة دون أن أعلق نفسي بوزن المستقبل.
أنا الإنسان العشوائي، الذي يغير مساره فجأة فقط لأن شيئاً في الطريق أثار فضوله. أجد نفسي في أماكن لم أخطط لها، أقابل أشخاصاً لم أكن أعلم بوجودهم، وأتعلم دروساً لم أكن أبحث عنها.
لست كاملاً، بل أنا خليط من التناقضات. أحياناً أكون ممتلئاً بالطموح، وأحياناً أستسلم لراحة الكسل. قد أكون قوياً في موقف، وضعيفاً في آخر. لكن هذا هو أنا، إنسان يتعلم من أخطائه، ويرتجل في رحلته.
أعلم أن العشوائية ليست صفة مثالية في عالم يقدس النظام، لكنها بالنسبة لي مساحة للحرية. أجد في العشوائية فرصة لاكتشاف طرق جديدة، لرؤية الحياة من زوايا مختلفة، وللبحث عن المعنى في الفوضى.
في النهاية، أنا لست مجرد إنسان عشوائي؛ أنا إنسان حقيقي. بكل ما أحمله من عيوب وأحلام، بفوضاي واندفاعي، بعفويتي وتجاربي. أنا قصة تكتبها الصدف، ونصٌ يصححه الزمن.