فن

الفنان سُهيل السٌَرغيني يُكرم في المهرجانات العالمية ويُغيٌَب في المهرجان الدولي للعود بمسقط رأسه الحمامة البيضاء تطوان

المغرب:محمد سعيد المجاهد

مُطرب الحي لا يُطرب”..لعله المثل الذي ينطبق على حالة الفنان المغربي المايسترو سُهيل السٌَرغيني، الذي أشادت به عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، ودعته مهرجانات فنية دولية للغناء وبحث ووأبدع في التراث العربي الأندلسي الأصيل وعرٌَف بآلة العود وعزف مع ألمع نجوم الغناء في العالم، في مسارحها، بينما لم يجد من “أهل الدار” سوى التهميش والنكران وقلة التجاوب وخاصة في مسقط رأسه تطوان التي تحتضن المهرجان الدولي للعود والذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الفضية ( 25 ) وأيضاً الذكرى الفضية لاعتلاء العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله عرش أسلافه الميامين، وهذه الرسالة مُوجهة للسيد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد الذي عليه أن يهتم بمغاربة العالم.والفنان المايسترو سُهيل السرغيني باحث في الموسيقى العربية وناشر للثقافة المغربية والتغني بالوطن وحُب البلد، باعتباره أحد أبناء مغاربة العالم. الفنان سُهيل السرغيني.. المُنغَمِس بين الكُتب ونُوتَات المُوسِيقَى بغرنَاطَة، رأى النور بالحمامة البيضاء تطوان سنة 1961،.. وقدّر له أن يغدو، حالياً، فاعلاً مُوسيقِيّاً بإسبانيا، وكذا فاعلا ًجمعوياً يسيّر مركزاً ثقافياً، إلى جوار انغماسه اليوميّ وسط الكُتب بمعلمَة أدبيّة من حجم المكتبة العامّة لإقليم الأندلس.. فيما لا يمكن تمييز جذوره وهو شوارع غرنَاطَة إلاّ إذا أرخَى لسانه حديثا بـ “تَمْغْرَابِيـتْ”.وتشبثه بالعرش العلوي المجيد. سُهيل السرغيني هو من مواليد العام 1961 بمدينة تطوان، تلقى تعليمه بعدد من مدارس البلدة قبل أن يتحوّل إلى مدرسة للبعثة الإسبانية، وبحكم علاقة ذات المؤسّسة بجامعة غرناطة تمكّن سهيل من الالتحاق بالديار الإسبانية لأجل استكمال تعليمه العالي والشروع في تأسيس حياة جديدة بالجانب الشمالي من ضفاف البحر الأبيض المتوسّط.ويقول السرغيني إنّ عيشته بمدينة تطوان كانت مرحلة جميلة من حياته، وذلك بحكم صغر المدينة الذي يجعل الجميع متعارفين والقادمين من خارجها بارزين للعيان، كما يتذكر لمّة الأصدقاء بـ “شاطئ ميامي” وكلّ ما عرفته من قفشات وشغب وكذا استمتاع بالموسيقى التي كان الجميع يُساهم في تأديتها.حلٌَ سُهيل السرغيني بجامغة غرناطة خلال الموسم الدراسي 1979|1980، وقد تنقل وحيداً إلى إسبانيا كي ينال الإجازة في تخصص الترجمة واللغات، مضحيّاً بالتكوين في مجال التطبيب، هذا قبل أن يتدرّج في عدد من المهن وصولاً إلى موقعه الحالي بالمكتبة العامّة لإقليم الأندلس، مُكلّفاً بمشروع “مكتبات مُتعدّدة الثقافات” فكرته الأساس هي السهر على تسليم المكتبات العموميَّة لكافة الجهة كتبا بلغات وثقافات غير الإسبانيّة، كالعربية والفرنسية والألمانية والإنجليزيّة، وذلك بمراعاة تركز أصول المهاجرين المُتواجدين بالمنطقة.وسبق للسرغيني أن احترف التدريس لمادّة اللغة الإنجليزية خلال ماضي السنوات بعدد من مؤسسات التربية والتكوين، إلاّ أن أوّل التحاق له بوزارة الثقافة الإسبانيَة كان كمنسّق لـ “مؤسسة الإرث الأندلسي”، وكان من أبرز أهداف نشأتها التنسيق بخصوص مشاريع وبرامج تهمّ المغرب والمغاربة.. ودام ذلك لـ10 سنين بالتمام والكمال وأعطى المثير لوطنه وخاصة معشوقته تطوان.يُقرّ الفنان سُهيل بأنّ ولعه الشديد بالموسيقى قد أسهم في التسهيل من اندماجه بالديار الإيبيريّة، وهو ولع طاله منذ نعومة أضافره بين أزقّة تطوان قبل أن يحمله السرغيني نحو غرناطة.. “سبق لي أن تلقيت تعليماً موسيقياً بكُونسِيرفَاتوَار بمدينة تطوان، وأنا الحين أواظب على الاشتغال في المجال بتركيز على مشاريع ثقافية مستندة على الترانيم والألحان”.ويزيد السرغيني: “لقد علّمتني الموسيقى الشأي الكثير، فبفضلها أضبط إيقاعي وبسببها نجحت في تنظيم نفسي وإخراج ما أراه جميلاً نحو العالم الخارجيّ، وما زلت لحدّ الآن أتذكّر كل من شاركتهم الغناء والعزف بالمغرب كما بإسبانيا وغيرهما من البلدان.. لقد كنت من الأوائل الذين صاحبوا الإيقاعات الغربيّة بغناءات عربيّة في إسبانيَا”.والفنان المغربي سهيل، دارس “السُولْفِيج والقيثارة”، بصم عل ألحان مع فرق إسبانيا قامت بجولات موسيقيّة، وكان يرافقها مغنياً بالعربية والإنجليزيّة.. كما أتقن العزف على العود والساس والبُزق، وأصدر ألبُومين غنائيّين خاصَّين به، الأول بعنوان “جَمِيعاَ” والثاني لم يحمل غير اسمه “سُهيل” عنوانا للأغاني التي ضمّها بمزج للموسيقى المغربيّة والعربيّة والفلامينكُو.وشارك سُهيل السرغيني في مهرجانات دولية زيادة على جولات طالت عددا من البلدان كانت آخرها اليابان والمكسيك، وهو حالياً يُشارك بصوته وعزفه بمعيّة عدد من الفنانين، كما له اشتغالات تلحينيّة، ومن بين الأسماء العديدة التي تتواجد بصماته العزفيّة ضمن أعمالها تتواجد الفنانة الشهيرة “شاكيرا”.ويشرفُ الفنان المغربيّ سُهيل على التسيير الإداري لأول جمعية إسلامية تأسست بغرناطة، وقد رأت النور بأندلسيَا سنوات السبعينيات من القرن الماضي، هي المركز الإسلاميّ بغرناطة، حيث تضمّ أناساً من جنسيات إسلاميّة مختلفَة تمتدّ حتى جنوب شرق آسيا.. ويقول عن ذلك سهيل السرغيني: “هذة واحدة من انشغالاتي الجمعويّة، لقد رغب أصدقاء في جعلي أسهم خيرياً في حُسن تدبير هذا التنظيم الذي يجد صعوبات في التمويل.. وحالياً نسير على مساهمات الأعضاء وتبرعات الغيورين، لكن ذلك يفي يالتسيير بنسبة كاملة.. الكل يتساءل عن كيفية تنظيمي لوقتي بين انشغالاتي، لكني أحمد الله على هذا التوفيق”.

ويشتغل سهيل حالياً على شريط دينيّ يريد من خلاله أن يثبت وجوده في هذا المجال الذي يبسط عليه الشرق أوسطيُّون هيمنتهم، مؤكّدا أن الأفكار الموسيقيّة التي يتوفر عليها، زيادة على توفر لوجيستيك العمل من استوديو وشركاء في الأداء، يجعل طرح الألبوم الجديد مسألة وقت فقط.. كما يأمل بأن تخف حدّة الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الإسباني حتّى يتمكّن من التحرّر في استغاله بالمكتبة العامّة لإقليم الأندلس بعيداً عن السلوكات الحادّة من العطاء بفعل قلّة الموارد.يرى سُهيل السرغيني بأنّ حمل الأحلام يعدّ أمراً بشرياً إيجابياً ينبغي الاستمرار فيه بغضّ النظر عن البيئة القادرة، نظرياً، على المساهمة في تحقيق ما يُطمح إليه.. ويوجّه سُهيل كلامه للشباب بقوله: “الراغبون في القدوم إلى أوروبا يمكنهم ذلك من الغد، شريطة أن يكون الحافز سياحياً.. أمّا بالنسبة للاستقرار فأخال أن الأمر صعب ويستوجب التفكير العميق بالنظر إلى الأزمة الحالية التي قلّصت من فرص الشغل.. على شبابنا أن يدرسوا الدول التي يرغبون في قصدها، وأن يدقّقوا في مواضع أقدامهم بالجديّة المطلوبَة لبناء مستقبل يراعي كل المستجدّات والمتغيرات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى