فن

بمعهد طه حسين الجهوي للمكفوفين تألقت أمسية فنية وطنية بامتياز في سماء النجاح والتميز

المغرب:محمد سعيد المجاهد

إن عالم “البصرى” (المكفوفين) مثلاً، هو عالم مُدهش، ينبلج من خلال ظلمته ضوء سمع ولمس وشم وتذوق؛ حواس تمد جسر العلاقة بين المكفوف والعالم الخارجي، يشحذ من خلالها قدرة التركيز وقوة التذكر جسر التواصل مع محيطه وما يدور من حوله.لقد عرف العالم مُبدعين ينتمون إلى هذا العالم الظاهر الخفي، مُبدعين أثروا في الفكر والفن على مر العصور ابتداء من الشاعر الملحمي الإغريقي هوميروس، الذي تنسب إليه الأسطورتان الخالدتان الأوديسة والإلياذة، مرورا بإمام الشعراء المولدين بشار ابن برد، وفيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري، والشاعر والعالم الإنجليزي جون مـيلتون، والفرنسي لويس براي، مخترع كتابة الحفر للمكفوفين، والأديبة الأمريكية هيلين كيلر التي كانت مكفوفة وصماء، وطه حسين، والكاتب جاك ليزران، الذي كون في سن 17 من عمره خلية “متطوعو الحرية” للكفاح ضد الاحتلال الألماني النازي لفرنسا ووقع في الأسر نتيجة خيانة. وعلماء وخطباء مثل مولاي عبد المالك العلوي، شيخ علماء المغرب على عهد السلطان الحسن الأول، والطيب الجايي، أحد أعلام علم الميراث في فاس، والفقيه والشاعر حماد الصقلي. أما قائمة الملحنين والمغنين فهي طويلة، مثل الإيطالي إندريا بوتشيلي، وعبد السلام عامر، وسيد مكاوي، وعمار الشريعي، إلى ستيفي وندر.واخرون.لقد تألقت أمسية فنية ثقافية بروح وطنية سامية اليوم السبت 11نوفمبر 2023 بمقر معهد طه حسين الجهوي للمكفوفين بمدينة تطوان المغربية وذلك بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء المضفرة والذكرى 68 لعيد الاستقلال المجيد،التي سهر على تنظيمها مكتب فرع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع تطوان و الذي تترأسه الشاعرة سعيدة أملال،لقد ابهرت الحضور أصوات

ملائكة الرحمن تلاميذ المؤسسة بأصوات رائعة أبدعوا في الطرب الأندلسي الأصيل،كما اشتملت الأمسية على فقرات متنوعة ومميزة من الأغاني والأناشد والقصائد الشعرية والزجلية،وقدم الكاتب العام الشاعر سعيد الخمسي كلمة بالمناسبة والقى قصيدة عن غزة الجريحة،كما أبت الرئيسة الشاعرة سعيدة أملال الا ان تشارك بالزجل في هذه المناسبة الغالية على قلوب الشعب المغربي.وكما اتحفت الأمسية المميزة المُنشطة ومشاركة الجميع في نداء الحسن بأصوات مؤثرة بافتخار واعتزاز الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء وذكرى عيد الاستقلال المجيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى