تحقيقات وتقارير

ننشر ...كلمة السفير الصينى بمصر لياو ليتشيانغ في الفعالية الترويجية بعنوان "لماذا الصين؟" .

كتبت : فاطمة بدوى 

القى السفير الصينى بمصر   لياو ليتشيانغ كلمة له في الفعالية الترويجية بعنوان “لماذا الصين.؟ 

جاء فيها: 

الأصدقاء الشباب، مرحبا بكم في السفارة الصينية في شهر رمضان المبارك والتواصل مع الدبلوماسيين الشباب بالسفارة. أولا، يطيب لي، باسم طاقم السفارة، أتمنى لكم عيدا سعيدا، وأشكركم على المشاركة في الندوة الأولى للشباب الصينيين والمصريين التي تستضيفها سفارتنا.

قال الرفيق ماو تسي تونغ ذات مرة: “العالم لكم ولنا، ولكن في نهاية المطاف لكم. أنتم الشباب مفعمون بالنشاط والحيوية وفي فترة الازدهار، مثل الشمس في الثامنة والتاسعة صباحا، والأمل معلق عليكم.” بالفعل، أنتم سادة البلد في المستقبل، وتهتمون بالتطور المستقبلي لبلدكم، وترغبون في التعلم من تجارب التنمية لدول العالم. اليوم، نناقش ملف التنمية باعتباره أهم ملف يهم الصين ومصر.

في السنوات الأخيرة، حققت الصين إنجازات مشهودة لدى الجميع، وأصبحت التنمية في الصين تيارا لا يقاوم. في المقابل، تعمل مصر، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على استكشاف الطريق التنموي الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، وحققت إنجازات تنموية عظيمة. سبق للرئيس عبدالفتاح السيسي أن عبّر للرئيس شي جين بينغ أكثر من مرة عن حرص مصر على الاستفادة من تجارب الصين في التنمية. خلال فترة عملي في مصر، عبر الكثير من الأصدقاء المصريين الذين التقيت بهم عن الاهتمام الكبير في هذا الصدد، والرغبة في المناقشة مع الأصدقاء الصينيين. تعتبر فعالية اليوم منصة جيدة للغاية للتواصل بين بلدينا، كالسفير الصيني لدى مصر وجامعة الدول العربية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتحدث معكم عن موضوع مهم، وهو لماذا الصين؟

للإجابة على هذا السؤال، لا بد أن نفهم أولا الحزب الشيوعي الصيني والتحديث الصيني النمط. منذ تأسيس الحزب في عام 1921، حدد هدفه الأصلي المتمثل في تحقيق سعادة الشعب الصيني نهضة الأمة الصينية وخدمة الشعب الصيني بكل إخلاص. في العام الماضي، عُقد المؤتمر الوطني العشرين للحزب بنجاح، الذي طرح المهمة المركزية المتمثلة في الدفع بتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية عن طريق التحديث الصيني النمط، الذي يعتبر التحديث الذي ابتكره الحزب يلتزم به ويطوّره باطراد. قبل تأسيس الحزب، لم يكن هناك أي قوة سياسية قادرة على الاضطلاع بالمهمة التاريخية المتمثلة في تحقيق نهضة الأمة والتحديث الوطني. وإن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني حل مشكلة كبيرة في عملية التحديث الصيني، ألا وهو مَن يقود هذه العملية، كما حدد الاتجاه الصحيح ووفّر الضمان المؤسسي القوي لهذه العملية. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب في عام 2012، قامت اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جين بينغ بقيادة كافة أعضاء الحزب وأبناء الشعب من كافة القوميات في تحقيق الإنجازات العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بكل الثقة وعن طريق الاستقامة والابتكار، الأمر الذي يوفر ضمانا مؤسسيا أكثر اكتمالا وأساسا ماديا أكثر صلابة وقوة روحية أكثر نشاطا لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ونجح في إثراء مقومات التحديث الصيني النمط.

في المسيرة الجديدة، يلتزم الحزب الشيوعي الصيني بسيادة الشعب، ويدفع التحديث الصيني النمط مع اتخاذ الشعب كالأولوية، واتخاذ تطلعات الشعب للحياة الأفضل كالهدف. لذلك، يتسم التحديث الصيني النمط بخمس خصائص: أولا، إنه التحديث لعدد هائل من الناس؛ ثانيا، إنه التحديث لتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب؛ ثالثا، إنه التحديث عن طريق التنمية السلمية؛ رابعا، إنه التحديث المتناسق بين الحضارة المادية والحضارة الروحية؛ خامسا، إنه التحديث القائم على التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. إن التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وهو يتسم بالخصائص المشتركة للتحديث في جميع الدول، ويتسم في الوقت نفسه بالخصائص الصينية النابعة من الظروف الوطنية الصينية. ساهم التحديث الصيني النمط في حل العديد من المشاكل المستعصية في المجتمع البشري، وفنّد نظرية “التحديث يساوي التغريب”، وخلق شكلا جديدا للحضارة البشرية، ووفر إلهاما مهما لدول العالم وخاصة الدول النامية الغفيرة. يعد هذا العام العام الأول لتطبيق روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، كما هو العام الأول لتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى. ستواصل الصين دفع التنمية الجديدة عن طريق التحديث الصيني النمط، وتوفر فرص جديدة لمصر وغيرها من دول العالم، وتحوّل حلم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى حقيقة على الأرض. 

ترجع الصداقة الصينية المصرية إلى زمن بعيد، وهي متينة جدا لا تقبل أي إفساد. في عام 1956، كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. في عام 1999، كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقة الشراكة الاستراتيجية مع الصين. منذ عام 2013، تبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لمدة 9 سنوات متتالية. وكان عام 2022 عاما غير عادي للعلاقات الصينية المصرية، حيث التقى فيه الرئيس شي جين بينغ مع الرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين، واختار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ مصر كمقصد لزيارته الخارجية الأولى، الأمر الذي يعكس مكانة مصر المهمة في الدبلوماسية الصينية. بالإضافة إلى ذلك، أدرجت الصين مصر في قائمة الدفعة الأولى من الدول التجريبية لاستئناف السياحة للمواطنين الصينيين، وقد وصل أول فوج سياحي صيني إلى مصر في يناير الماضي بعد انقطاعه لمدة ثلاث سنوات بسبب الجائحة، ومن المتوقع أن يتكثف التبادلات الشعبية بين البلدين. اليوم، في ظل التغيرات العميقة والمعقدة للأوضاع الدولية والإقليمية، يبرز الطابع الاستراتيجي والشامل للعلاقات الصينية المصرية، كما يعمل الجانبان سويا على دفع التعاون الجماعي الصيني العربي والصيني الإفريقي، بما يشكل نموذجا يحتذى به للتعاون بين البلدان النامية.

تقوم الصداقة بين الدول على أساس الصداقة بين الشعوب، طالما يتوثّق التواصل بين الشباب الصينيين والمصريين، يزدهر التعاون بين البلدين. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن إتقان لغة أجنبية مثل الإمساك بمفتاح لثقافة أخرى. من بين حضور اليوم الطلاب الممتازون من قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة، وفي أيديكم “المفتاح الذهبي” للصين، في الوقت نفسه، يوجد هنا الدبلوماسيون الصينيون الشباب، وهم يمثلون كذلك مستقبل الصداقة بين بلدينا. ليس الخبر كالعِيان. نرحب بكم بصدق لزيارة الصين ومعاينتها بأنفسكم، كما نأمل في أن يكون هناك المزيد من الشباب والمراهقين المصريين يحبون اللغة الصينية ويدرسونها، لمعرفة المزيد عن الصين اليوم وتاريخها وثقافتها، سعيا ليصبحوا جسر الصداقة بين الصين ومصر.

شكرا لكم جميعا. حضرنا لكم الإفطار والهدايا الصغيرة ذات الخصائص الصينية. مرة أخرى أتمنى لكم ولأسركم عيدا سعيدا، كل عام وأنتم بخير. ودائما نرحب بكم في السفارة الصينية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى