قراءة في أسباب زيارة السيسي المفاجئة لـ 3 دول!
تحدث خبراء مصريون لـ RT عن أسباب زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لـ 3 دول إفريقية دفعة واحدة، بدأها بزيارة أنغولا، حيث يعد السيسي أول رئيس مصري يزورها.
قال أستاذ العلاقات الدولية حامد فارس في تصريحات لـRT، إن زيارة السيسي لأنغولا تعد الزيارة الأولى لأول رئيس مصري لها عبر التاريخ على الرغم من أن العلاقات بين البلدين قائمة منذ عام 1965، وبالتالي هناك استراتيجية واضحة في إحياء العلاقات المصرية الإفريقية وهناك بعد جديد للسياسة الخارجية المصرية.
وأوضح فارس أنه بالنظر إلى علاقة الدولة المصرية بالقارة الإفريقية نجد أنها علاقه القلب بالجسد، فمصر هي القلب النابض للقارة الإفريقية والمدافع الأول عنها وعن قضاياها وتسعى من خلال قوتها الدبلوماسية إلى إيجاد حل للكثير من القضايا التي تتعرض لها القارة السمراء من خلال رؤية استراتيجية تتمثل في بناء وترسيخ أسس تعاون مشترك بين دول القارة الإفريقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وشعبيا وأمنيا.
وأشار حامد فارس إلى أن هذه الرؤية وضعت منذ العام 2014 بعدما تولى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حكم مصر وعادت بلاده إلى إفريقيا من باب واسع بعدما كانت مستبعدة من الاتحاد الإفريقي لترأسه في العام 2019، وتضع الإطار التنفيذي لاتفاقية التجارة القارية الحرة، وأيضا خلال أزمة كورونا كانت مصر أول دوله طالبت بتوفير اللقاحات اللازمة لشعوب القارة وذلك في كل المحافل الدولية ونجحت في ذلك بعد أن كان نسبة من تلقوا اللقاح داخل القارة لا يتجاوز 20%، فيما قامت بتوطين صناعة اللقاحات في مصر لإيصالها لكل الشعوب الأفريقية.
ونوه الباحث المصري بأن مصر هي صوت إفريقيا في مواجهة أزمة التغيرات المناخية باعتبارها قضية وجودية تؤثر على بقاء البشرية بيد أن القارة الإفريقية أكثر القارات تضررا من التغيرات المناخية، ونجحت في إنشاء صندوق المخاطر والأضرار في كوب 27، لكي يتم تعويض الدول الإفريقية المتضررة من الدول الصناعية الكبرى.
وأشار فارس إلى أن مصر من خلال تجربتها الرائدة والملهمة في مجال البنية التحتية ساهمت في إقامة الكثير من المشروعات داخل القارة الإفريقية مثل سد جوليوس نيريري في تنزانيا وغيرها من المشروعات التي تخدم الشعوب الإفريقية.
ونوه الباحث المصري إلى أن زيارات الرئيس السيسي الأخيرة إلى أنغولا وزامبيا وموزمبيق تؤكد أن مصر عادت لحمل مسؤولية إفريقيا على عاتقها مرة أخرى فعلى مدار التاريخ كانت مصر جزءا مهما من القارة وتنتمي لها قلبا وقالبا، وقد أكدت هذه الزيارات على أن هناك تجاوبا كبيرا من قادة الدول الإفريقية مع رؤية الدولة المصرية في صياغة خارطة مستقبل القارة بخطط واقعية وطموحة ترتقي لطموحات الشعوب الإفريقية، وبالتالي نجحت مصر في إقامه علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتعطي مصر الآن أولوية كبيرة لانتمائها العربي والإفريقي.
وقال المحلل السياسي المصري، يسري عبيد، إن جولة الرئيس المصري لدول الجنوب الإفريقي تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، ومواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لاسيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة لتأكيد الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية في السياسة الخارجية المصرية.
وتابع “كما أن الزيارة تأتي بعد فترة غياب طويلة عن القارة، ولذلك تستهدف القيادة المصرية بحث أفق التعاون مع دول أنغولا وزامبيا وموزمبيق، سواء في مجال التبادل التجاري والمشروعات المشتركة، إذ تنفذ مصر عددًا من المشروعات في “لواندا”، وتسعى لزيادتها”.
وأشار إلى أن هناك هدف أهم لهذه الزيارة وهى أنها لثلاث دول أعضاء في الاتحاد الإفريقي، وبالتأكيد التشاور معها حول آخر تطورات أزمة السد مهم للغاية، تحسباً لأي خطوات مستقبلية تقوم بها مصر حال تطور الأزمة، حتى يكون الجميع على علم بكافة الخطوات التي ستتخذها القاهرة، فمصر تريد مخاطبة الجميع بخطر سد النهضة، لأنها تعتمد على 97% من المياه على نهر النيل، وتعاني عجزاً مقداره 54 مليار متر مكعب سنوياً، ولأن احتياجاتها المائية تصل إلى نحو 114 مليار متر مكعب سنوياً، حيث تم تأكيد أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم، بشأن ملء وتشغيل السد، اتساقا مع قواعد القانون الدولي وبما يراعي شواغل الأطراف المعنية.
وتابع “هو ما أشار إليه السيسى خلال لقاء نظيره الأنغولى حيث قال إن الماء فى إثيوبيا هو مورد مهم، لكن في مصر النيل هو المورد الوحيد للمصريين، والكثير من الأشقاء فى أنغولا لا يدركون أن 90% من مصر صحراء، وأن الجزء المعمور من مصر هو فقط المحيط بنهر النيل، وهو الصالح للزراعة”.
وقال المحلل السياسي المصري “كما أود أن أشير إلى الصراع في السودان وأثره على مصر، حيث كان هذا الملف مطروحا بقوة خلال زيارة الرئيس، الذي أشار إلى أنه خلال الـ 8 أسابيع الماضية نزح 200 ألف سوداني إلى الحدود المصرية، ولذلك لابد من استعادة الأمن والسلام بالقارة، والعمل معا لإنهاء الصراعات”.
المصدر: RT