تحقيقات وتقارير

مصر والقضية الفلسطينية.. دعم تاريخي وموقف ثابت لا يتزعزع

تقرير : علياء الهواري

منذ اندلاع القضية الفلسطينية عام 1948، كانت مصر ولا تزال في طليعة الدول العربية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني. لم يكن الدعم المصري مقتصرًا على الشعارات، بل تجسد في المواقف السياسية، التحركات الدبلوماسية، الدعم العسكري، والمساعدات الإنسانية. في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، ظل الموقف المصري ثابتًا، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية. ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، عززت مصر دورها الريادي، حيث لعبت دور الوسيط العادل لإنهاء النزاعات، ووفرت المساعدات الإنسانية العاجلة، واستمرت في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.

دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

  1. الحروب العربية الإسرائيلية:
  • شاركت مصر بجيشها في حرب 1948 للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، رغم قلة الإمكانيات العسكرية آنذاك.
  • خاضت حرب 1956 وحرب 1967، التي أسفرت عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، وسعت مصر لاستعادة الأراضي العربية المحتلة.
  • في حرب أكتوبر 1973، قدمت مصر نموذجًا في الكفاح لاستعادة الأرض والكرامة العربية، ما أدى لاحقًا إلى انسحاب إسرائيل من سيناء وفتح المجال لتحركات سياسية لصالح فلسطين.
  1. جهود مصر الدبلوماسية والسياسية:
  • اتفاقية كامب ديفيد 1978: رغم الجدل حولها، إلا أنها فتحت المجال للحديث عن الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية.
  • اتفاق أوسلو 1993: دعمت مصر جهود منظمة التحرير الفلسطينية للوصول إلى اتفاق يمهد لإقامة دولة فلسطينية.
  • المصالحة الفلسطينية: قادت مصر منذ 2007 جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، خصوصًا بين حركتي فتح وحماس، لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق وحدة الصف.
  • خلال التصعيدات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، كانت مصر أول من يتدخل لوقف العدوان، وكان أبرزها التهدئة التي قادها الرئيس السيسي في مايو 2021، عندما لعبت مصر دورًا حاسمًا في وقف إطلاق النار بعد 11 يومًا من القصف الإسرائيلي.
  • في الحرب الأخيرة على غزة، أرسل السيسي وفودًا أمنية ودبلوماسية للضغط على القوى العالمية من أجل التوصل إلى هدنة تحمي أرواح المدنيين.
  1. المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة:
  • أمر السيسي بفتح معبر رفح بشكل دائم لاستقبال الجرحى الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية.
  • قدمت مصر مساعدات إنسانية ضخمة، شملت الغذاء، الدواء، والمعدات الطبية، بالإضافة إلى دعم إعادة إعمار غزة بمليارات الجنيهات، من خلال بناء وحدات سكنية وبنية تحتية جديدة.

دعم فلسطين في المحافل الدولية:

  • أكد السيسي في خطاباته بالأمم المتحدة والقمم العربية أن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
  • رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وكان من أبرز المعارضين لـ”صفقة القرن”، التي هدفت إلى فرض حلول مجحفة بحق الفلسطينيين.

لا يمكن الحديث عن القضية الفلسطينية دون الإشارة إلى الدور المصري الذي يمتد لعقود. فمصر لم تكن يومًا مجرد وسيط، بل شريكًا أصيلًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، سواء عسكريًا، دبلوماسيًا، أو إنسانيًا. في ظل التحديات الراهنة، يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة جهود مصر لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

يظل الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابتًا، نابضًا بالدعم والالتزام الأخلاقي والسياسي تجاه الشعب الفلسطيني. وبينما تتغير السياسات الدولية، تبقى مصر الحليف الأوفى للقضية الفلسطينية، مستمرة في نضالها الدبلوماسي والإنساني حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى