سياسة عالمية

طاجيكستان تتميز بتراث فريد بقي من أعماق التاريخ وهو مورد روحي وإبداعي لآلاف السنين

كتبت: فاطمة بدوى

في رسالة رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمن، إلى المجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان “حول الاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية للجمهورية”، تم التأكيد على تطوير الثقافة كأحد أهم أولوياتها. أهم أسس سياسة الدولة وأساس حماية وجود الأمة. يلعب التراث الثقافي دوراً رئيسياً في تشكيل الهوية الوطنية وتنمية المجتمع. إن الثقافة والتراث التاريخي ليسا مرآة للماضي فحسب، بل هما أيضًا دليل للغد.أحد الاتجاهات الهامة لتعزيز السياسة الثقافية هو زيادة التمويل. إذا تم تخصيص 13 مليون سوموني في عام 2000 لمجال الثقافة والرياضة، فقد وصل هذا العدد في عام 2024 إلى 1.7 مليار سوموني. لا يشير هذا المؤشر إلى نمو الفرص الاقتصادية فحسب، بل يشير أيضًا إلى فهم أهمية الثقافة في تنمية المجتمع المتقدم. وقد قال عبد الرحمن بولوتوفمدير المتحف الوطني للآثار في طاجيكستان التابع لمعهد التاريخ فى مقالة له : تتمتع طاجيكستان بتراث فريد بقي من أعماق التاريخ وكان بمثابة مورد روحي وإبداعي لآلاف السنين. إلا أن إصلاح وترميم هذا التراث بكل ما يعانيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية يعد من مزايا سياسة الدولة.وفي معرض شرحه لدور وأهمية المؤسسات الثقافية، بما في ذلك المسارح والمكتبات والمتاحف والمدارس الفنية، أكد رئيس طاجيكستان أن “الثقافة كأساس لتنمية الروحانية الوطنية يجب أن تكون في مركز اهتمام القادة والمجتمع”. بجهود حكومة الجمهورية تم بناء 18 مسرحاً خلال 33 عاماً من الاستقلال، وهي مرآة لحياة الشعب. وتم تشغيل 126 مكتبة تعد من مصادر المعرفة والثقافة، كما تم إنشاء 20 متحفاً تكون شاهدة على تاريخ الأمة.واليوم، لم تعد هذه المؤسسات مكانًا لحفظ التراث فحسب، بل أصبحت أيضًا مجالًا لتكوين الأفكار وتدريب المواهب الشابة. وتجدر الإشارة بكل فخر إلى أن افتتاح أبواب المتحف الوطني للآثار في طاجيكستان عام 2001 بمشاركة فخامة رئيس الدولة إمام علي رحمون يعد علامة واضحة على اهتمام الحكومة بالقيم الوطنية وتراث الأجداد. . وأكد قائد الأمة، في حفل افتتاح المتحف، أن “الأمة التي تقدر أجدادها وتحمي ماضيها، لها مستقبل جيد”.في الواقع، لم يصبح المتحف الوطني للآثار في طاجيكستان كنزًا للثقافة المادية للجمهورية فحسب، بل تمكن أيضًا من تمثيل علوم التاريخ والآثار للجمهورية، والتي يمكن أن تقدم التراث المادي للبلاد سواء للمواطنين أو للزوار الأجانب.فقط في عام 2024، زار المتحف الوطني للآثار في طاجيكستان أكثر من 7100 شخص، منهم 4500 سائح أجنبي. وهذا المؤشر أعلى مرة واحدة مما كان عليه في عام 2023.وفي عالم اليوم المتنوع، يمكن للثقافة الوطنية أن تصبح عنصرا يحمي الهوية الوطنية ويوحد الناس. وشدد رئيس طاجيكستان على ضرورة حماية الثقافة الوطنية، وقال إنه “إذا ضعفت الثقافة الوطنية، فإن الثقافة الأجنبية ستحل محلها”.والعولمة، بكل فوائدها، لها أيضًا عواقب سلبية يمكن أن تؤثر بشكل خطير على الثقافات الوطنية الصغيرة. ولذلك، يصبح الحفاظ على التاريخ والثقافة الوطنية ضرورة. ومن المهم لجيل اليوم أن يتعلم التاريخ ويحترم قيم الأجداد وينقلها إلى الجيل القادم باللغة والأساليب الحديثة.وقد أكد قائد الأمة مراراً وتكراراً على هذه المهمة المقدسة في لقاءاته مع المثقفين وأهل العلم. في 30 مايو 2024، أكد رئيس طاجيكستان، خلال كلمة ألقاها في لقاء مع علماء البلاد، أن استقلال الدولة خلق الظروف الملائمة لتقديم التراث المادي والروحي للطاجيكستان على الساحة الدولية كرمز للأمة. .يوضح هذا الفكر أن الحفاظ على الثقافة الوطنية وتعزيز القيم التقليدية يجب أن يكون من المهام الرئيسية لجيل اليوم.ويعد دور طاجيكستان بالتعاون مع المنظمات الدولية، بما فيها اليونسكو، فريدا كجمهورية ذات تراث تاريخي غني. واقترح رئيس طاجيكستان مبادرات جديدة لتكريم القيم الوطنية، بما في ذلك الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 2550 لإعلان كوروش كبير لحقوق الإنسان.وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أنه تم إدراج 10 معالم تاريخية وثقافية لجمهورية طاجيكستان – مدينة سارازم في عام 2010 و 9 آثار لوادي زرافشان في عام 2023، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو أيضاً أمر عظيم الإنجاز الثقافي لجمهورية طاجيكستان في سنوات استقلال الدولة تحت قيادة وهو رئيس طاجيكستان. واليوم، تُبذل الجهود لإدخال معالم أخرى للجمهورية، والتي سيتم تنفيذها بتوجيه من رئيس دولتنا.وفي رسالة رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمون، إلى المجلس الأعلى، تم إيلاء اهتمام خاص لتطوير صناعة السياحة باعتباره اتجاهًا ذا أولوية للسياسة الاقتصادية للبلاد. وأوضح رئيس طاجيكستان أن “عدد السائحين الذين قدموا إلى طاجيكستان في عام 2024 بلغ 1.4 مليون، أي بزيادة قدرها 12% مقارنة بعام 2019”. إلا أن المؤشر لا يتوافق مع الفرص التاريخية والطبيعية والتسلقية والثقافية والعلاجية والترفيهية التي تتمتع بها البلاد. وإلى جانب جذب السياح الأجانب، ينبغي إيلاء اهتمام جدي لتنمية السياحة الداخلية المرتبطة بالثقافة والتراث التاريخي للبلاد.ويمكن لطاجيكستان، التي تتمتع بكنز ثقافي ومعالم تاريخية غنية، أن تساهم في جذب السياح وتنمية السياحة الداخلية من خلال استغلال الفرص الثقافية والتقاليد والقيم الوطنية. وفي هذا الصدد، أكد رئيس طاجيكستان أنه “ينبغي على لجنة التنمية السياحية، إلى جانب الوزارات والوكالات ذات الصلة والهيئات التنفيذية المحلية لحكومة الولاية، اتخاذ تدابير إضافية لتهيئة الظروف المواتية لتنمية السياحة والثقافة، وخاصة البناء والتشييد”. للبنية التحتية اللازمة.”وهكذا، فإن رسالة رئيس جمهورية طاجيكستان إلى المجلس الأعلى لا تقدم خطة لتطوير الثقافة فحسب، بل إنها أيضًا دعوة حقيقية للجميع لحماية وتعزيز القيم الوطنية. ويمكن لطاجيكستان أن تصبح مثالا عظيما للدول الأخرى من خلال تطوير ثقافتها وحماية تراثها. إن تراثنا الثقافي هو حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل، وحمايته مسؤولية كل فرد من أفراد الأمة، وهو في قلب السياسة الثقافية لقائد الأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى