سفير أوكرانيا بالقاهرة : مصر سوف تكون بوابة الصناعات الأوكرانية نحو السوق الأفريقية الأوكرانيين يريدون السلام، والعيش في هدوء واستقرار وأمن وأمان
كتبت: فاطمة بدوى
قال سفير أوكرانيا بمصر فى تصريحات خاصة أن زيارة وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيها إلى مصر، تركت انطباعا جيدا لدى الوزير، الذي زار القاهرة لأول مرة منذ توليه منصبه الجديد، حيث أكد على أهمية التعاون الثنائي مع مصر، نظرا لدورها الكبير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك الدور المحوري للضغط على إسرائيل لوقف الحرب الدائرة على قطاع غزة ولبنان.وأوضح السفير أن الوزير كان ممتنا لحفاوة الاستقبال المصري، خاصة خلال لقائه مع وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، الذي التقي به لأول مرة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وأكد الجانب الأوكراني على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري، الذي تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث هناك تفاهم لإعادة الحجم لما قبل اندلاع الحرب في فبراير عام 2022، وتناول اللقاء أهمية إيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، ووقف الحرب الروسية – الأوكرانية التي أثرت على الكثير من دول العالم. وأكد السفير الأوكراني بالقاهرة ميكولا ناهورني- سفير الجمهورية الأوكرانية لدى مصر فى تصريحات صحفية خاصة أن شركة النفط الأوكرانية تقوم بتنفيذ مشروع استثماري عملاق بقيمة 500 مليون دولار حالياً، للحفر والتنقيب عن النفط والغاز، في جنوب شرق مصر. كما تجري المباحثات جارية بين مصر وأوكرانيا، بشأن الاتفاق على تأسيس مركز لتخزين الحبوب الأوكرانية، ومعالجتها، بهدف إعادة تصديرها مرة أخرى إلى شمال وشرق أفريقيا. موضحاً أن هناك خيارات كثيرة مطروحة حالياً، من أجل اختيار الموقع، سواء في المنطقة الاقتصادية الحرة لقناة السويس، أو دمياط، أو الإسكندرية، والفيصل هو الأفضلية الاستراتيجية. مشيراً إلى حجم رأس المال، والمساحة، سوف يتوقفان على عدد الصوامع التي يتم بناءها لحفظ الحبوب. هذا بجانب مشاركة أوكرانيا بالخبرات التكنولوجية في مجال التعدين، لإعادة تحديث، وتشغيل بعض مصانع المعادن والحديد المصرية، عن طريق إدخال التكنولوجيا الجديدة، لزيادة الفعالية، والقدرة التشغيلية.الشراكة التجارية.وقال السفير الاوكرانى ، إن مصر سوف تكون بوابة الصناعات الأوكرانية نحو السوق الأفريقية؛ وخاصة اللقاحات البيطرية، حيث تعد أفريقيا سوقاً واعدة في هذا المجال. موضحاً وجود آفاق واعدة، لتعزيز وتطوير العلاقات التجارية الثنائية المصرية الأوكرانية. مشيراً إلى أن مصر، هي أكبر شريك تجاري لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ وقد وصل حجم التبادل التجاري الثنائي ملياري دولار و200مليون. وأغلب الصادرات الأوكرانية لمصر هي: الحبوب، والمواد الغذائية الأخرى، بجانب الحديد، وإن كان بسبب ظروف الحرب؛ قد تراجع إلى قليلاً، وفي خلال العشرة شهور من العام الجاري، حقق مليار و600 مليون دولا لافتاً إلى أن عدد من المشروعات المصرية- الأوكرانية المشتركة؛ قد تعثرت بشكل مؤقت بسبب ظروف الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا؛ ولكنها سوف يتم استكمالها، بعد أن تضع الحرب أوزارها، وتنتهي.وأضاف السفير ميكولا ناهورني، إلى وجود مقترح، بشأن عودة استئناف عمل اللجنة العليا المشتركة المصرية – الأوكرانية في العام القادم، بعد توقفها منذ عام 2021م.، بسبب انشغال أوكرانيا في الحرب ضد روسيا. موضحاً بأنه توجد هناك أفكار جيدة بشأن تفعيل التعاون الأوكراني المصري، وبما في ذلك التعاون التجاري. خاصة وأن أوكرانيا اقترحت عقد اتفاق ثنائي مصري – أوكراني، حول التجارة التفضيلية؛ حيث أن هذا الاتفاق، سوف يساعد الصادرات المصرية على المنافسة في السوق الأوكراني؛ وذلك عن طريق تخفيض الضرائب، وإزالة بعض القيود الجمركية. وبذلك يتحقق التوازن بين صادرات مصر من أوكرانيا؛ وخاصة من القمح، والذرة، وفول الصويا، وعباد الشمس، مع واردات أوكرانيا من مصر، سواء كانت موالح، أو ملابس ومنسوجات، وغيرها. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد حديث عن إزالة مطلقة للضرائب الجمركية؛ حيث يبقى لكل دولة حقها في حماية منتجاتها المحلية.القطاع الخاصلافتاً إلى أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الأعمال المصري – الأوكراني؛ حيث كان أخر لقاء له، خلال اجتماع اللجنة المصرية- الأوكرانية المشتركة بالقاهرة، وموضحاً أن السفارة الأوكرانية على تواصل مستمر مع رئاسة المجلس في مصر، ودائماً تزودهم بكل ما يصل لها من مقترحات وعروض من الشركات والمؤسسات والقطاع الخاص الأوكراني بشأن الأنشطة التجارية، وفي المقابل تقوم السفارة بنقل مقترحات المصريين للجانب الأوكراني. وأنهم بدورهم حريصون على تفعيل دور هذا المجلس. وإن كانت الأمور متعثرة في الاتصالات خلال الوقت الراهن، فهذا يرجع إلى ظروف الحرب، وتعذر التواصل والسفر من كلا الجانبين.وأشار السفير ميكولا ناهورني، إلى أن أوكرانيا واحدة من أكبر المصدرين للسياحة لمصر؛ حيث وصل حجم السائحين الأوكرانيين لزيارة المقاصد السياحية المصرية، نحو مليون و600 ألف، عام 2021م.، موضحاً أن مصر تتمتع بمزيج من المقومات السياحية المختلفة، وأهمها: أن الشعب المصري مضياف، الثراء المصري في التراث والثقافة، والآثار، المناخ والطقس المعتدل. وبالإضافة إلى هذا وذاك، فهناك عوامل تاريخية ودينية؛ حيث أن أوكرانيا باعتبارها دولة مسيحية؛ لذا يحرص السائحين الأوكرانيين، بجانب زيارتهم للآثار المصرية القديمة، ومنها الأهرامات، على زيارة الأماكن المسيحية المقدسة في مصر. يساعد ويعزز ذلك توافر خطوط الطيران الجوي، حيث لا تستغرق الرحلة بين البلدين، سوى نحو ثلاث ساعات فقط.التجارة التفضيلية.واوضح السفير ميكولا ناهورني، إلى التداعيات السلبية التي ترتبت على استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ليس فقط اقتصادياً؛ بل وسياسياً أيضاً، وتقويض للأمن والسلم الدوليين. حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية إقليميا وعالمياً. مع أن أوكرانيا حاولت، وعبر البحر الأسود، تصدير نحو 50 مليون طن من المواد الغذائية، ولكن كانت تكلفتها مرتفعة عما هو معتاد، بسبب ارتفاع مخاطر وتكلفة النقل خلال الحرب؛ خاصة مع إصابة بعض السفن، والضحية في النهاية الفلاح الأوكراني كمنتج، والانسان المصري والعربي، بصفته المستهلك.كما أشار السفير ميكولا ناهورني، إلى أنه في خلال شهر يوليو الماضي، تم عقد القمة العالمية الأولى للسلام، بمشاركة أكثر من 100 دولة، ومؤسسة ومنظمة دولية. وهذه القمة كانت تهدف إلى تشكيل الإطار العام، لإحلال السلام العادل والدائم في أوكرانيا. وكانت هناك 10 محاور عامة لإحلال السلام، ومنها ما يتعلق، بالأمن الغذائي، والنووي، والطاقة، والايكولوجي، وتحقيق العدالة، وغيرها. ومصر كدولة لها ثقلها الإقليمي والدولي، بإمكانها أن تقوم بدور مهم في سبيل ذلك. ولا سيما مع الاهتمام المصري بما يتعلق بقضية تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير الحبوب الغذائية. موضحاً أن الجانب الأوكراني، من خلال المشاورات، يسعى لتأسيس القاعدة المطلوبة للسلام. وأن الخطة الأوكرانية، تقتضي عقد القمة العالمية الثانية للسلام، ودعوة روسيا للمشاركة فيها؛ خاصة مع وجود إرادة دولية للسعي نحو تحقيق السلام العالمي.لافتاً إلى أنهم متفائلون، لأن مبادئها تقوم على الدعوة لاحترام ميثاق الأمم المتحدة، والتشريعات والقوانين الدولية، وهناك قواسم مشتركة بين ذلك والمبادرة الأوكرانية، فيما يتعلق بضرورة احترام القانون الدولي.وشدد على أنه في نفس الوقت، فإن الحرب تؤثر على المشاريع الاستثمارية الكبيرة، لأن الأموال التي كان بالإمكان تخصيصها لإقامة المشروعات الاقتصادية المنتجة، تو توجيهها لدعم الانفاق العسكري، والحرب، خلال الوقت الراهن. ومن هناك تأثير سلبي مباشر، ولو ظلت هذه الحرب مستمرة أكثر من ذلك، فربما كانت لها عواقب وخيمة يصعب التنبؤ بها. وهذا ما حذرت منه القمة العالمية للغذاء؛ التي استضافتها العاصمة الأوكرانية ” كييف” خلال الأيام القليلة الماضية، بمشاركة السفير المصري لدى أوكرانيا. وقد قدم الرئيس الأوكراني مبادرة بشحن 230 ألف طن من المواد الغذائية إلى الدول التي تعاني صعوبات غذائية، ومنها السودان، حيث تم ارسال 23 ألف طن من الدقيق، كينيا الصومال موريتانيا واثيوبيا. واخر شحنة 1000 طن دقيق و 700 طن من زيت عباد الشمس للفلسطينيين.وأضاف السفير، أن الأوكرانيين يريدون السلام، والعيش في هدوء واستقرار وأمن وأمان داخل دولتهم المستقلة. ومهما حدث من الأزمات السياسية، فقبول التعايش كدول جوار، هو أمر لابد منه، ومن ثم يجب استبدال حالة العداء بالتعاون، لمصلحة الشعبين.