أحدث الاخباراخبار متنوعة

عنف المستوطنين يتصاعد وينذر بالانفجار في الضفة

كتبت: علياء الهوارى

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان ان إرهاب المستوطنين يتصاعد وينذر بانفجار الأوضاع في الضفة الغربية خلافا لادعاءات الاحتلال الذي يدعي تراجعها في ظروف الحرب.

وقال المكتب في تقريره الدوري، اليوم السبت ، “نحن على أبواب موسم قطاف الزيتون ، أيام قليلة تفصل المزارعين الفلسطينيين عن بدء الموسم، غير أنهم يجدون انفسهم أمام عنف متصاعد للمنظمات الاستيطانية، التي تنطلق من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وما يسمى بالمزارع الرعوية.

واشار التقرير الى انه منذ مطلع اكتوبر الجاري يتواصل “الارهاب” وتتفاقم المخاطر ، التي تهدد الريف الفلسطيني في الضفة الغربية ، وهي مخاطر تتواصل في ظروف الحرب الوحشية ، التي تشنها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة كما الضفة الغربية وضد لبنان في ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب اللبناني ومنطقة البقاع .

وقال التقرير ان اعتداءات المستوطنين يجول القرى والبلدات الفلسطينية في مختلف محافظات الضفة الغربية ، وهو “ارهاب” في مسلسل يتواصل ويتصاعد منذ السابع من اكتوبر العام الماضي . خلاقا للشرطة الاسرائيلية التي تدعي تراجعها في ظروف الحرب، هكذا ادعى “العقيد أبيشاي معلم مسؤول شكاوى الجمهور في الشرطة الاسرائيلية”، الذي كان يتحدث في جلسة خاصة عقدتها لجنة فرعية في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست ، اوضح فيها إن عدد اعتداءات المستوطنين في الأشهر الخمسة الأولى من الحرب بلغ 270، في المقابل بلغ العدد في الفترة نفسها من السنة الماضية 537 اعتداء ، وهذا يعني أن الاعتداءات على الفلسطينيين انخفضت إلى النصف. هذا الانخفاض لم يكن صدفة حسب ادعائه بل هو نتيجة لمضاعفة جهود الشرطة والمخابرات في مكافحة (الفوضى) التي يقوم بها المستوطنون ، حيث أصدرت الشرطة 67 أمر اعتقال إداري وزادت التحقيقات وقدمت لوائح اتهام ضد المستوطنين العنيفين . هذا ادعاء كاذب ، فقد كشفت صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” في تقرير لها أن الشرطة الإسرائيلية لم تعتقل مثلا سوى مستوطن واحد من بين نحو 100 مستوطن شاركوا في الهجوم الإرهابي على بلدة جيت ، في آب الماضي ووجهت إليه شبهة عرقلة عمل شرطي ثم أفرجت عنه، مضيفا التقرير ان ” مئة مستوطن يهاجمون القرية يشعلون الحرائق في مساكنها ويدمرون مركبات مواطنيها ويطلقون الرصاص الحي على المواطنين ويتسببون باستشهاد أحد ابنائها ، رشيد عبد القادر السدة ( 23 عاما ) وشرطة الاحتلال تختصر العمل الارهابي بتوجيه تهمة عرقلة عمل الشرطة لواحد من هؤلاء الارهابيين ثم تفرج عنه” .

ولفت الى تقارير كثيرة تدحض ادعاءات مسؤؤل شكاوى الجمهور في الشرطة المذكور ، وهي تقارير صادرة عن جهات دولية محايدة أهلية ورسمية . يقول تقرير جديد صادر عن “مجموعة الأزمات الدولية ” مطلع ايلول الماضي إن هجمات المستوطنين الإسرائيليين منذ السابع من اكتوبر 2023 ” تصاعدت على نحو غير مسبوق وأسفرت عن مقتل 21 فلسطينياً وإصابة 643 آخرين ، فضلاً عن تدمير ما يقرب من 23 ألف شجرة يملكها فلسطينيون ” . ميراف زونسزين ، المحللة الرئيسية في المجموعة أكدت “إن عنف المستوطنين بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق ، حيث يقوم المستوطنون الإسرائيليون بمضايقة وإرهاب وقتل الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية بأعداد أكبر وبمعدلات ووتيرة أكبر. وهم يستمدون الجرأة من حكومة ملتزمة بتعميق السيطرة على الضفة الغربية وإحباط قيام دولة فلسطينية”.

وفي الوقت نفسه أظهرت البيانات التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ( أوتشا ) لمجموعة الأزمات الدولية أن 1264 حادثة عنف ارتكبها مستوطنون وقعت في الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 أغسطس/آب. وتتراوح هذه الهجمات بين المضايقات اللفظية والترهيب إلى الأعمال العنيفة مثل الاعتداءات الجسدية وتدمير الممتلكات وإشعال الحرائق التي تستهدف منازل الفلسطينيين وحقولهم ومركباتهم. وخلال هذه الفترة ، أسفرت الاعتداءات عن مقتل 21 فلسطينياً وإصابة 643 آخرين، وتدمير نحو 23 ألف شجرة يملكها فلسطينيون ، بحسب ذات الأرقام . أما الدوافع التي تقف وراء عنف وارهاب المستوطنين فهو حسب التقرير المذكور تهجير الفلسطينيين من أراضيهم .

وتابع “لقادة المستوطنين رأي مختلف في هذا الارهاب ، الذي ترعاه دولة الاحتلال . فهم يخوضون معركة من أجل ” الحق في العيش في يهودا والسامرة ” – في إشارة إلى الضفة الغربية . شلومو نئمان، رئيس ” مجلس يشع ” ، الذي يعتبر حسب ” مجموعة الازمات الدولية ” مظلة تمثل المستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية، أوضح “إن ممارسات المستوطنين ليس عنفًا بل صراع على الأرض فهناك طرفان في حالة حرب، ويطلق [البعض] على ذلك عنف المستوطنين”.

وخلص تقرير مجموعة الازمات الدولية الى ” إن فرض العقوبات على المستوطنين العنيفين يشكل بداية مفيدة. ومع ذلك، فإن على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى خطوة أبعد من ذلك، أي من خلال توسيع العقوبات الفردية على أعضاء الحكومة الذين يحرضون على مثل هذا العنف “، كما جاء في التقرير، الذي ذكر أسماء الوزراء اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، اللذين يؤيدان علناً عنف المستوطنين .

تجدر الاشارة أن ” مجموعة الأزمات الدولية ” منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية تأسست عام 1995 تتمثل مهمتها في منع حدوث وتسوية النزاعات الدموية حول العالم من خلال إسداء المشورة. تأسست عام 1995 وتعتمد على مصادرعالمية وتقدم مشورتها للحكومات، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي.

وتبقى على كل حال حقيقة لا تخفى على أحد . فعنف وإرهاب المستوطنين هو جزء لا يتجزأ من عنف وارهاب دولة وجيش الاحتلال . فخلال هذه الحرب قتل جيش الاحتلال أكثر من 700 فلسطيني في الضفة الغربية واعتقل أكثر من أحد عشر ألف شخص وسط عمليات اقتحام تتم بشكل يومي . فقط في الأيام الأخيرة تم قتل عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية في عملية وحشية استشهد في إثرها 18 مواطنا وأصيب آخرون في غارة شنتها طائرات الاحتلال على مقهى شعبي في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية في حدث لم تشهد الضفة الغربية مثيلاً له إلا في الانتفاضة الثانية في سنة 2002.

وقال التقرير “ارهاب المستوطنين هذا يأتي في امتداد الحرب المفتوحة ، التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة بعدوان حزيران 1967 . هو ليس في انخفاض كما تدعي شرطة ايتمار بن غفير ، بل في تزايد وتصاعد مستمر . هذا الارهاب غير محكوم بوقت ، بل هو على مدار اليوم والأسبوع والشهر والسنة ، ولكنه يتعاظم في موسم قطاف الزيتون وخاصة في أجواء الحرب . ولا تخفض العقوبات ، التي تفرضها الادارة الاميركية وعديد دول اوروبية وغير اوروبية من مستوى اللهب لهذا الارهاب او لأعمال العنف ، فهي عقوبات في الهوامش بعيدا عن مصدرها الحقيقي وعن الجهات الرسمية ، التي تغذيه في دوائر صنع القرار في دولة الاحتلال بدءا بنتنياهو ، سموتريتش وبن غفير مرورا بمجلس المستوطنات ، الذي يتزعمه الارهابي شلومو نئمان ، وانتهاء بأعضاء في الكنيست . وعبثا نبحث عن يوم واحد دون ارهاب او عنف ينطلق من المستوطنات والبؤر الاستيطانية” .

ولفت التقرير “الشواهد على ذلك كثيرة ، فمنذ مطلع هذا الشهر وعلى امتداد الاسبوع الماضي ، على سبيل المثال لا الحصر ، جال عنف وإرهاب المستوطنون قرى وبلدات كثيرة في الضفة الغربية بمعدل مرتين الى ثلاث مرات في اليوم الواحد ، بدءا بحرق أشجار الزيتون والسطو على محصوله ومنع المزارعين من الوصول الى حقولهم ، كما كان الحال في حزما وجبع في محافظة القدس واللبن الغربية وبرقا في محافظة رام الله والبيرة وسبسطبة وحواره وبورين ومادما ودير شرف في محافظة نابلس وجماعين وياسوف في محافظة سلفيت ، مرورا بالاعتداء على المواطنين ورشق سياراتهم بالحجارة على الشوارع ومفترقات الطرق ، كما كان الحال في قرية الخان الأحمر على الطريق السريع رقم 1 شرق مدينة القدس ، وبالقرب من مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم وقرية دير صلاح الى الشرق من مدينة بيت لحم وشارع يتسهار والشارع الذي يربط بين مدينتي نابلس وجنين في مقطع البؤرة الاستيطانية حومش ، وفي سنجل وترمسعيا وأم صفا ودير دبوان في محافظة رام الله والبيره وخلايل اللوز وقرية حوسان جنوب شرق بيت لحم في أراضي “واد الحمرا ” المحاذية لمستعمرة “بيتار عيليت” وانتهاء بمداهمة التجمعات الحضرية والبدوية ورعاة الأغنام وترويع سكانها كما كان الحال في حزما وتجمع عرب المليحات ، شمال غرب مدينة أريحا وخربة الفارسية في منطقة نبع غزال في الأغوار الشمالية ومسافر يطا في جنوب محافظة الخليل . الأماكن المقدسة لم تكن الاسبوع الماضي بمنآى من ارهاب وعنف المستوطنين بدءا بخط شعارات عنصرية على سور القدس الأثري المحاذي للمسجد الأقصى المبارك قرب سوق الجمعة ( السور الشرقي ) واقتحام العشرات باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة على شكل مجموعات متتالية وتنفيذ جولات استفزازية وتأدية طقوس تلمودية في باحاته والنفخ بالبوق في ساحاته وانتهاءا بالاستفزازات المتواصلة في مدينة الخليل وتحديدا في شارع الشهداء وفي المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل وإغلاقه تحت ضغط المستوطنين أمام المسلمين لمدة 4 أيام ، تنتهي السبت المقبل ، وفتحه للمستوطنين بمناسبة الاحتفال بعيدين يهوديين هما عيد العرش وعيد يوم الغفران ، هذا الى جانب الاعتداء على المسجد الوحيد في خربة طانا التابعة لأراضي بلدة بيت فوريك شرق نابلس وتحطيم خلايا الطاقة الشمسية والأثاث بداخله”.

على صعيد آخر بدأ نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي الاسبوع الماضي بنشر ناقلات جند مدرعة بالقرب من المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن وهو الأول من نوعه منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عقدين من الزمن. ويأتي هذا الإجراء في سياق مخاوف تنتاب جيش الاحتلال من هجمات محتملة على المستوطنات في الضفة الغربية ، تشبه عملية ” طوفان الأقصى ” التي شنّتها حركة حماس على القواعد العسكرية في 7 أكتوبر 2023 عندما هاجمت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة في غلاف قطاع غزة ، الأمر الذي اعتبره العديد من المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين فشلا إسرائيليا على المستويات المخابراتية والعسكرية والأمنية. وكان جيش الاحتلال قد قرر مطلع هذا العام تشكيل قوة عسكرية خاصة لحماية المستوطنات خشية تكرار هجمات جديدة وتتكون الوحدة من جنود احتياط من خريجي وحدات النخبة ، حيث أفاد جيش الاحتلال في حينه بأنه سيخضع الجنود لعملية تدريب وتأهيل خاصة يتم في نهايتها تأهيلهم للتعامل مع التحديات وأن مئات الجنود قدموا طلبات الانضمام إلى الوحدة ، ليتم اختيار الأفراد الذين سيبدأون التدريب، لتشكيل الوحدة . تجدر الاشارة هنا أن أعلن وزير الأمن القومي المتطرف في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير كان قد أعلن في آذار الماضي أنّ وزارته تنوي تسليح 100 ألف مستوطن وأن رخصة حيازة سلاح أعطيت للإسرائيلي رقم 100 ألف من أصل نحو 300 ألف طلب قدّمت للوزارة منذ الحرب وأن بن غفير ومسؤولين بمكتبه منحوا 14 ألف رخصة سلاح دون رقابة وقام بنفسه بتوزيع الأسلحة على المستوطنين ، الذين ظهر العديد منهم وهم يتجولون بالأسلحة في الأماكن العامة. وتقدّر أوساط عبرية أنّ حكومة الاحتلال سلحت بالفعل أكثر 165 ألف مستوطنٍ في مستوطنات الضفة والقدس المحلتين، حتى نهاية عام 2023. كما تقوم عشرات الجمعيات الاستيطانية ، حسب وسائل إعام اسرائيلية بالاستعانة بمئات الضباط السابقين بالجيش لتدريب المستوطنين في الضفة الغربية على القتال وتكتيكات حرب العصابات وأن المستوطنين يتدربون رجالا ونساء وشبانا بل وحتى أطفالهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى