مؤمن أشرف: حروب الجيل الرابع تُعيد تشكيل الصراعات العالمية وتستهدف استقرار الدول من الداخل
كتبت : هدي العيسوي
أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي المتخصص في أمن المعلومات، أن حروب الجيل الرابع تمثل أحد أخطر أنواع الحروب الحديثة، إذ تعتمد على استراتيجيات غير تقليدية تتجاوز المفهوم التقليدي للصراع العسكري إلى مساحات أوسع وأكثر تعقيدًا، تستهدف فيها الدول والمجتمعات من الداخل. وأشار المهندس مؤمن أشرف إلى أن هذه الحروب تعتمد بشكل رئيسي على تقنيات متطورة في المعلومات والاتصالات، كما تستغل وسائل الإعلام الرقمية والشبكات الاجتماعية لتوجيه ضربات موجعة إلى الدول دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية المباشرة.وأوضح المهندس مؤمن أشرف الخبير الدولى لأمن المعلومات أن حروب الجيل الرابع ليست مجرد نوع من الصراعات الإلكترونية، بل هي استراتيجيات تهدف إلى تفتيت الدول وإضعافها من خلال التأثير على الرأي العام، نشر الفوضى، زعزعة الاستقرار الداخلي، وتقويض المؤسسات، فبدلاً من مواجهات تقليدية بين جيوش ودول، تعتمد هذه الحروب على وسائل غير مرئية تهاجم البنية المجتمعية والنفسية للشعوب.وأضاف أن أدوات هذه الحروب تتنوع لتشمل التضليل الإعلامي، الأخبار المزيفة، حملات التشويه على وسائل التواصل الاجتماعي، الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والمياه، وكذلك التلاعب بالأسواق المالية والتأثير على الاقتصاد.وتابع المهندس مؤمن اشرف ان جذور حروب الجيل الرابع تعود إلى نهاية القرن العشرين مع انتشار الإنترنت وثورة الاتصالات، ومع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، تحول الفضاء الرقمي إلى ميدان رئيسي للصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه الحروب تعتمد على أدوات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والروبوتات الإلكترونية (bots) التي تعمل على توجيه الرأي العام وتضليل الجماهير.وذكر المهندس مؤمن أشرف أن هذه الحروب لا تعتمد فقط على الهجمات السيبرانية لتعطيل الخدمات الحيوية للدول، بل تشمل أيضاً استراتيجيات نفسية معقدة تهدف إلى إثارة الانقسامات الداخلية، وإضعاف الروابط الاجتماعية بين المواطنين، وبث الفرقة بين الشعوب والحكومات.وأشار المهندس مؤمن أشرف إلى أن المنطقة العربية لم تكن بمعزل عن تأثيرات هذه الحروب، بل تعد ساحة رئيسية لتجارب حروب الجيل الرابع، التي تهدف إلى إضعاف الدول من الداخل وتشتيت جهودها في مواجهة الأزمات المتصاعدة. العديد من الدول العربية شهدت انهيارًا داخليًا بسبب حملات التشويه الإعلامي، وتزييف الحقائق، والتدخلات الإلكترونية التي استهدفت مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية.وأوضح أن هذه الحروب قد ساهمت بشكل كبير في تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية داخل بعض الدول العربية، مما أضعف من تماسكها المجتمعي وأدى إلى تفاقم الأزمات الداخلية. فعلى سبيل المثال، تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في دول مثل سوريا والعراق واليمن لنشر الشائعات وتفتيت القوى السياسية والمجتمعية.في ختام حديثه، شدد المهندس مؤمن أشرف على ضرورة تطوير استراتيجيات شاملة لمواجهة حروب الجيل الرابع. وأكد أن الدول بحاجة إلى بناء قدرات سيبرانية قوية تمكنها من التصدي للهجمات الإلكترونية وحماية البنية التحتية الحيوية. كما دعا إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر المعلومات المضللة، مشددًا على أن الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في هذه الحروب.وأكد المهندس مؤمن أشرف خبير امن المعلومات ، على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات السيبرانية، لافتًا إلى أن هذه الحروب لا تستهدف دولة بعينها، بل تهدد استقرار النظام الدولي بأكمله. وأوصى بضرورة تعزيز التعاون الإقليمي في المنطقة العربية لمواجهة هذه التحديات المشتركة، من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتطوير حلول مشتركة لحماية الدول من مخاطر حروب الجيل الرابع.