محور صلاح الدين.. ذريعة نتنياهو لمواصلة الحرب
كتبت: ولاء عبد العزيز
محور صلاح الدين هو عبارة عن شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة،حيث أنه يمتد من ساحل البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع،وهذا المعبر تسيطر عليه إسرائيل.
ويبلغ طول هذا المحور نحو 14 كيلو متر وعرضه 100متر، وهو جزء من منطقة منزوعة السلاح، تم إنشاؤها بموجب معاهدة السلام لعام 1979 بين إسرائيل ومصر.
لكن في إطار عملية الانسحاب من قطاع غزة في 2005، وقعت إسرائيل اتفاقاً مع مصر يسمح بوجود قوة شرطية لكي تحرس الحدود المصرية،وهذه القوة تضم 750 فردا لتأمين الحدود و أيضاً لمكافحة التهريب والمسلحين في المنطقة الحدودية.
أما السيطرة على الجانب الفلسطيني من المحور فتسلمته وقتها السلطة الفلسطينية إلى حين تولى حركة حماس إدارة القطاع في 2007.
لكن في 23 ديسمبر 2023
بدأت إسرائيل في تنفيذ توغل بري من خلال المحور بحسب الإعلام العبري،و تم ذلك رغم التحفظ المصري.
لذلك إعادة السيطرة الإسرائيلية على المحور تتطلب تنسيقا مع مصر أو تعديلا باتفاقية السلام.
لكن إسرائيل لم تلتزم بذلك، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام محور صلاح الدين وأعلنت السيطرة على معبر رفح،وذلك في يوم 7 مايو 2024 .
وذلك لأن تأمين الحدود هو الشغل الشاغل لإسرائيل منذ فترة طويلة.
وذلك أيضاً لأن إسرائيل تزعم بأن حماس استخدمت أنفاقا تربط القطاع بشبه جزيرة سيناء المصرية لتهريب أسلحة ومواد محظورة.
وفي مايو، قال وفد إسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية إن نحو 50 نفقا تم رصده في رفح بعد دخول قوات الاحتلال للمنطقة.
وقالت مصر إنها دمرت شبكة الأنفاق من جانبها على الحدود من خلال شنها لحملة ضد المسلحين المتشددين في شمال سيناء قبل نحو عقد من الزمن وإنها أسست في وقت لاحق منطقة عازلة وتحصينات حدودية منعت أي أعمال تهريب.
أيضاً في عام 1978 تم تحديد محور صلاح الدين على أنه منطقة عازلة بعد اتفاقية كامب ديفيد.
كما تطلق عليه إسرائيل محور فيلادلفيا وهو الاسم الرمزي الذي يعتمده جيش الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة،بينما يطلق عليه الفلسطينيون و مصر عادة محور صلاح الدين.
أيضاً هذا المحور هو المثلث الذي يربط بين إسرائيل مع غزة مع مصر.
حيث ظهر محور فيلادلفيا على إثر معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وأنشئ عليه معبر رفح الحيوي، الذي يمثل المنفذ الرئيسي لسكان قطاع غزة، على العالم الخارجي.
وذلك وفقا لما ذكرته قناة “العربية”.
أيضاً هو المعبر البري الوحيد بين القطاع و مصر، وهو غير خاضع لسيطرة إسرائيل مباشرة.
حيث تقع مدينة رفح الفلسطينية على جانبي محور صلاح الدين، بنسبة 80% في الجانب الفلسطيني و20% في الجانب المصري.
لكن رغم القيود الصارمة من قبل جيش الاحتلال،ظل معبر رفح هو شريان الحياة للفلسطينيين.
أيضاً يسمح لمن لديهم موافقة أمنية بالخروج من القطاع والعودة إليه،كما شكل معبر رفح بوابة للتجارة.
و بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، أصبح معبر رفح هو نقطة الدخول البرية الأساسية للمساعدات الإنسانية وإجلاء من هم في أمس الحاجة لعلاج طبي لا يتوفر داخل القطاع.
لكن بسبب توغل جيش الاحتلال في المنطقة،تم التقليل بشدة من معدلات دخول المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين.
أيضاً حرم التوغل الإسرائيلي مصر من دورها كوسيط في العبور للقطاع وهو دور كان يمنحها نفوذا على حماس.
كما توجد خلافات كبيرة بخصوص محور صلاح الدين، حيث أن حركة حماس تصر على انسحاب جيش الاحتلال من المحور بصورة كاملة، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على البقاء في المحور.
وذلك لأن محور صلاح الدين هو بمثابة شريان الحياة لحركة حماس.
حيث يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواصلة تمسكه ببقاء جيش الاحتلال في منطقة فيلادلفيا الحدودية بين قطاع غزة ومصر، بزعم أن هذه المنطقة تشكل “أنبوب أكسجين” لحركة حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة وهو ما تسبب في حدوث توتر بين مصر وإسرائيل في الأيام الماضية.
كما أن محور صلاح الدين هو ذريعة نتنياهو لتعطيل إجراء المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الدائرة منذ نحو 11 شهراً.
لذلك مصر تقول يجب على إسرائيل أن تنسحب من المحور، كما تطالب حركة حماس بانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بأكمله.
وفي تلك الأثناء، قام الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بزيارة مفاجئة يوم الخميس 5 سبتمبر “لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة” وذلك وفقا لبيان المتحدث العسكري المصري.
وأكد الفريق خليفة أن “المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل”. وذلك حسبما ذكرت شبكة ال “بي بي سي العربية”.
حيث أصبح إصرار إسرائيل على إبقاء القوات في محوري فيلادلفيا ونتساريم، الذي يمتد عبر القطاع جنوبي مدينة غزة، عقبة في طريق إجراء محادثات تهدف للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة و الإفراج عن الرهائن.
كما رفض نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا،وقال إن إسرائيل لن توافق على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة إلا بعد الحصول على ضمانات بتأمين المحور.
لذلك يبقى محور صلاح الدين على الحدود بين مصر وقطاع غزة من ضمن العقبات التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشرط رئيسي في المفاوضات،وذلك وفقاً لما ذكرته قناة العربية.
كما أشارت المصادر العربية إلي أن مصر لن تتنازل عن الانسحاب من محور صلاح الدين ومن معبر رفح بشكل كامل.