لِمَ جِئتَ يَا عِيد؟

بقلم الشاعر: د.عبد الرحمن طراد
يَا عِيدُ كَمْ كُنْتَ بِالأفْرَاحِ تَلْقَانَا
مَا لِي أرَاكَ تَسُوقُ الْيَوْمَ أحْزَانَا
كُنَّا صِغَاراً وَكَانَ الْحُبُّ يَجْمَعُنَا
أَبِي وَأُمِّي وَإخْوَانِي وَأُخْتَانَا
نَعِيشُ فِي رَغَدٍ وَالْعِيدُ مَوْعِدُنَا
مُذْ كَانَ فِيكَ جَمِيعُ الْأهْلِ إخْوَانَا
أَمَّا وَقَدْ رَحَلُوا صِرْنَا بِلَا أمَلٍ
فَمَنْ يُعِيدُ بِهَذَا الْعِيدِ مَلْقَانَا
تَمُرُّ أيَّامُنَا بُطْئاً عَلَى عَجَلٍ
وَالْجَهْلُ أغْرَقَنَا فِي اللَّهْوِ أزْمَانَا
ظَنَّ الْجَهُولُ بِأَنَّ الْمَوْتَ مُنْشَغِلٌ
وَرَاحَ يَجْنِي حُطَاماً فِيهِ إذْعَانَا
حَتَّى إذَا مَا حِمَامُ الْمَوتُ بَاغَتَهُ
يَقُولُ يَا نَفْسُ هَا إبْلِيسُ أغْوَانَا
مَوتُ الأحِبَّةِ لا نَقْوَى تَجَلُّدَهُ
وَلا نُلاقِي بِفَقْدِ الأهْلِ نِسْيَانَا
تَاللهِ يَا عِيدُ مَا جَفَّتْ لَنَا مُقَلٌ
فَاضَتْ بِدَمْعٍ عَلَى الْأحْبَابِ هَتَّانَا
إنِّي جَزِعْتُ لِأُمِّي حِينَمَا رَحَلَتْ
وَلَمْ أَزَلْ لِأَخِي يَا عِيدُ جَزْعَانَا
يَا عِيدُ لَا تَقْتَرِبْ مِنْ حَيِّنَا أبَداً
لَا حَيَّ فِي حَيِّنَا إلَّا وَسَكْرَانَا
حَتَّى الْحِجَارَةُ وَالْجُدْرَانُ فِي شَجَنٍ
وَالنَّاسُ قَاطِبَةً حَنَّتْ لِمَوْتَانَا
أَخِي وَأُمِّي سَأَلْتُ اللهَ يَا أَمَلِي
ألْقَاكُمَا وَطَبِيبُ الْجُرْحِ مَوْلَانَا
يَا رَبُّ عَفْوَكَ لَا تَحْمِلْ عَلَى أحَدٍ
وَزِدْ بِعَفْوِكَ يَا اَللهُ غُفْرَانَا
بحر البسيط
طاران 11 / 4 / 2024