الفرق بين مجتمعنا والمجتمعات المتقدمة
بقلم :حازم القيسي
أننا نعيش حبيسين لافكارنا الوليده بسبب عنفوان رغباتنا الانيه للأشياء وهذا بعتقادي لا يصنع حضارة ولا رقي ولا تقدم ويعني بالعاميه (نبقى نراوح بمكانه) ؟!…مشكلتنا اننا لا ندرك الدافع الأساسي وراء رغباتنا فنقضي أعمارنا نلاحق سراب الإشباع المؤقت الذي تنتجه رغباتنا الزائفة …الكثير منا رأسه محشو بعدد هائل من الرغبات تثقل كاهله وتسبب له المعاناة والإحباط لانه لا يفرح بامتلاك ما يريد لأنه سريع الانتقال لحالة من الترقب والانتظار لرغبة جديدة …حديث يدور في أذهان الكثير من الناس عن الرغبات وهو يجهل التعامل مع مفهوم الرغبة وماهي الرغبة ؟! ،الرغبة اخواني هي شعور بل هيه أم المشاعر لأنها ترتبط بالفرح والنشوة والإنجاز ويرتبط الفشل في إشباعها بدرجات من المشاعر الأخرى من الإحباط والغضب إلى الحزن وترتبط الطريقة الخاطئة في الإشباع بالتأنيب والشعور بالذنب…والرغبة الحقيقية الغير مصطنعة في الحياة تتمثل في كيفية دفع بذور النباتات لتشق الأرض وتتجه بعنفوان طلبا للشمس من أجل الحياة، لانها موجودة لتحيا وتزدهر نفسيا وتتوسع روحيا …وهنا لا بد من ممارسة الرغبة النقية التي تدفعنا نحو الإنجاز فتصبح مصدرا للإبداع والتطور والتغير الذاتي وهي جزء أساسي من تطور وتوسع الكون، تدفعنا إلى تحقيق رسالتنا في الحياة والحصول على اكتفاء حقيقي …لكن الرغبة أحيانا تصبح أكثر تعقيدا تدفعك نحو شيء يعدك بالمتعة ودرجة من الإشباع فيمدك بنوبة مؤقتة من السلام النفسي لكن سرعان ما تنقل تركيزك لهدف جديد فتبدأ رحلة الترقب ونفاد الصبر من جديد التي قد تدفعك للجوء لإشباع سريع قد يولد الندم لاحقا…ومثال على ذلك دافع الرغبة الزائفة والتي تدفع الكثير منا لإدمان الامتلاك والتكديس، هو البحث عن القيمة، التقدير، الحب، لفت الانتباه وتحقيق القبول من المجتمع لتسكن به آلامهم الباطنية وألم الانفصال عن الخالق وعن ذواتهم الحقيقة ويساعدهم على تغطية مشاعر النقص والدونية واللاقيمة التي تكدر معيشتهم…الرغبات الزائفة لا تخدم تطورنا الفكري ولا ازدهارنا الروحي إنما هي برامجيات زائفة او دخيلة مثل الفايروسات في الحاسوب زرعت فينا من الوعي الجمعي أو من البرمجة التي يقودها المعلنون خدمة لمصالحهم، وترسخ في الأذهان صورا ذهنية وقوالب مادية معينة لمفاهيم النجاح والجمال والسعادة في الحياة…أي رغبة تسبب لنا المعاناة والصراعات النفسية وتستنزف طاقاتنا أو يتسبب إشباعها في شعور بالذنب والتأنيب هي رغبة زائفة، الرغبات الحقيقية تدفعك للعمل والإنجاز باستمتاع وفاعلية وما يعانيه مجتمعنا في الوقت الحالي هو الانغماس في الرغبة الزائفة …لتحظى برغباتك ارفع استحقاقك، أنت المخلوق الأول وأنت أكبر من كل الأهداف والرغبات فأنت من يمنح القيمة للأشياء وليس العكس، تخلص من نظرتك المنخفضة لذاتك التي تعوق تدفق الوفرة في حياتك…اضبط النية على العطاء وخدمة الآخرين، لا تكرس حياتك لترضية أناك الزائفة حتى تستقبل الإلهامات والإرشادات والعطايا، مع الانتباه إلى أن المقصود هنا العطاء اللامشروط من موقع القوة والتمكين وامتلاء الذات والثقة في التعويض الإلهي وليس التضحية ولا حتى المجاملات الاجتماعية وما تحمله من أجندات خفية…ليس الغرض من مقالنا المتواضع هو الركون إلى الراحة والتكاسل والتخلي عن الطموح والأهداف إنما أن تصنف رغباتك، تتعرف على رغبات ذاتك الحقيقة وتطوع رغباتك لخدمتك بدلا من أن تكون مستعبدا لها، وتطور من المرونة والصبر حتى لا تعلق في التفاصيل (متى، كيف)، اسع لرغباتك دون التعلق بالنتائج مع ممارسة التسليم واستحضار القدرة والكرم الإلهي…لنستمتع بما لدينا، ونمارس الامتنان، الامتنان إرضاء فوري من صنع الذات ويطور في نفسك الرضا فهو سمة للنضج النفسي والسمو الروحي، وشكر النعم يضمن لنا الدخول في الوعد الإلهي من خالقنا العظيم بالزيادة.