كتبت: علياء الهوارى
كشف نيتسان ألون، المسؤول الاستخباري الإسرائيلي عن ملف استعادة الأسرى من قطاع غزة، في تصريحات صادمة عن حجم الإخفاقات والثغرات التي رافقت عمليات البحث عن الأسرى منذ 7 أكتوبر 2023، مؤكدًا أن آلاف العناصر من وحدات الاستخبارات المختلفة شاركوا دون أن ينجحوا في تحقيق النتائج المطلوبة.
وقال ألون إن أكثر من 2500 جندي وضابط استخبارات من عدة أذرع—including الوحدة 8200، الشاباك، ووحدة 504 المسؤولة عن تجنيد العملاء—عملوا في مهمة الوصول إلى الأسرى داخل قطاع غزة، إلا أن العملية واجهت شحًا خطيرًا في المعلومات حول مواقع الاحتجاز.
وأوضح أن حركة حماس تعمدت نقل الأسرى بشكل مستمر من موقع إلى آخر، ما جعل تتبع أماكن وجودهم “مهمة شبه مستحيلة”، بحسب وصفه.
وفي اعتراف غير مسبوق، أكد ألون أن الجيش الإسرائيلي قتل عددًا من الأسرى عن طريق الخطأ خلال العمليات، من بينهم الجندي نمرود ألوني الذي قُتل بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية المنزل الذي كان محتجزًا فيه.
وأضاف أن دخول الجيش إلى جباليا شمال قطاع غزة كشف أن حماس نقلت الأسرى إلى الشجاعية شرقًا، ما أبرز “ثغرات كبيرة” في المعلومات الاستخبارية خلال تلك الفترة.
وقال ألون: “كل من يدّعي أنه فهم ما جرى في 7 أكتوبر كاذب”، مشيرًا إلى أنه عاش صدمة عسكرية وعاطفية في ذلك اليوم، ولم يخشَ فقط انهيار الجيش، “بل انهيار الدولة برمتها”.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات، فاجأ ألون الرأي العام بقوله إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في أكتوبر الماضي كان ممكنًا قبل وقت طويل لو اتُّخذت قرارات مختلفة.
كما كشف عن ثقة كبيرة تجمع بين رئيس حماس في غزة خليل الحية، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة لعبت دورًا في مسارات التفاوض.
يأتي هذا الكشف ليضيف مزيدًا من الضغوط على المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن إدارة الحرب وملف الأسرى.











