إمام علي رحمان وتطور الدولة الوطنية… إهداء ليوم رئيس طاجيكستان

كتبت: فاطمة بدوى

في السادس عشر من نوفمبر، يحتفل شعب طاجيكستان بأحد الأعياد الرسمية، وهو يوم رئيس جمهورية طاجيكستان، رمزًا للدولة الوطنية والوحدة الوطنية والتضامن. وقد أُعلن هذا اليوم يوم الرئيس في تقويم أعياد طاجيكستان منذ أبريل ٢٠١٦.

وفى هذة المناسبة كتب.
وسط كوميلبيك،
رئيس جامعة خوروغ الحكومية
التي تحمل اسم م. نزارشوف مقالة جاء نصها :

تطرح هذه المقالة أفكارًا حول إدارة المؤسسة الرئاسية في طاجيكستان الحديثة، ومراحل تشكيلها وتعزيزها في النظام السياسي للمجتمع، وطبيعة قيادة رئيس جمهورية طاجيكستان، زعيم الأمة، صاحب السعادة إمام علي رحمان، في إنشاء وتطوير دولة وطنية جديدة.

يعود أصل نظام الحكم الرئاسي في التاريخ السياسي إلى الولايات المتحدة، التي تتمتع بمكانة محورية في إدارة الدولة. وفي تجربة تاريخ إدارة الدولة، يشيع وجود شكلين رئيسيين لإدارة الدولة: النظام الملكي بفروعه المطلقة والنسبية، والنظام الجمهوري بفروعه الرئاسية والبرلمانية والمختلطة.

بدأ التاريخ السياسي لجمهورية طاجيكستان بهذا النظام الحكومي في الحقبة السوفيتية السابقة، وتحديدًا عام ١٩٩٠، وأُلغي مؤقتًا في السنوات الأولى للاستقلال نتيجةً لأزمة سياسية. بعد اعتماد الدستور الجديد عام ١٩٩٤، أُعلن نظام الحكم الجمهوري الرئاسي في جمهورية طاجيكستان.

أدى زعيم الأمة، إمام علي رحمان، اليمين الدستورية لأول مرة كرئيس لجمهورية طاجيكستان بموجب الدستور الجديد، معلنًا أن خدمة الشعب والوطن الأم هي الاتجاه الأول لسياساته الداخلية والخارجية. وقد تم بث نص هذا القسم في هذه الأيام الصعبة من خلال جميع وسائل الإعلام وترسخت جذوره في قلوب الأمة الطاجيكية، صغارًا وكبارًا، كأمل في حياة مزدهرة وإنشاء دولة مستقلة. تنص المادة الأولى من هذا الدستور على أن “شكل حكومة جمهورية طاجيكستان رئاسي”. كما أن الفصل الرابع من الدستور مخصص للرئيس، وتشير المواد 6 بشأن التحدث نيابة عن الشعب، والمادة 46 بشأن إعلان حالة الطوارئ، والمادة 49 بشأن تعيين ربع أعضاء الجمعية الوطنية، والمادة 55 بشأن تلاوة القسم ورسالة رئيس جمهورية طاجيكستان، إلى منصب الرئيس. كان أداء واجبات الرئيس في ظروف ذلك الوقت يتطلب مهارات سياسية وإدارية عالية، وقد لاحظ الناس هذه المهارة خلال الفترة الأولى لقيادة رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان.

لقد لمس الشعب صدق قائد الأمة، إمام علي رحمان، ووطنيته منذ عامي ١٩٩٠ و١٩٩١، خلال جلسات المجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان. وخلال تلك السنوات، ناقش إمام علي رحمان، نائبًا للشعب، خطر الحرب الأهلية على شعب طاجيكستان، وأدلى بالبيان التالي: “أيها الإخوة، أفيقوا، وتخيلوا مستقبل طاجيكستان الدموي والخطير والمتفكك، وتأملوا فيه. ألا ترون في كل هذا ألاعيب أعداء الأمة ومصالحهم الذاتية؟ الأعداء الذين يتعطشون لدماءنا منذ قرون، ويستولون على ما تبقى من أرضنا، ويقدّرون تاريخنا العريق بحماقة. إن هذه المساعي التي تبذلها فصائلنا ونزعاتنا الإقليمية لا تُقارن بالقيم المقدسة للوطنية والوحدة الوطنية”. بهذه الكلمات، فهم الشعب جميع دلالات الرؤية العالمية لنائب شاب مثقف، يحترق قلبه من أجل الوطن الذي مزقته الحرب. ولهذا السبب انتخب شعب طاجيكستان، من خلال نوابه، في الدورة السادسة عشرة للمجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان في نوفمبر 1992، إمام علي رحمان رئيسًا للمجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان. وقد تمكن إمام علي رحمان، بصفته “شخصية تاريخية”، من إنهاء الصراع الداخلي في البلاد في فترة قصيرة من الزمن وتحديد استراتيجية تنمية جمهورية طاجيكستان كدولة مستقلة، مع مراعاة موقعها الجغرافي ومواردها الداخلية. وتجدر الإشارة إلى أن زعيم الأمة، إمام علي رحمان، بصفاته القيادية ونشاطه على مدار الساعة، تمكن من منح المؤسسة الرئاسية في البلاد مكانة جديدة وتوفير دورها في نظام إدارة الدولة بكامل محتواها. وقد حقق زعيم الأمة إنجازات كبيرة في سياساته الداخلية والخارجية، مما أدى إلى تعزيز أسس استقلال الدولة وسلامة طاجيكستان. لقد تحققت نجاحات في السياسة الداخلية والخارجية لجمهورية طاجيكستان، ومن أهمها ما يلي:

الرئيس هو حارس الدستور، ويشرف على أنشطة فروع الحكومة، وهو عمومًا الضامن لنظام الحكم السياسي في البلاد؛

ضمان حقوق وحريات المواطنين والحياة الكريمة لسكان البلاد؛

إن إنشاء الطرق السريعة الدولية الجديدة في الجمهورية لم يحل المشاكل الداخلية للبلاد فحسب، بل حول طاجيكستان أيضًا إلى دولة عبور؛

إنشاء محطة روجون للطاقة الكهرومائية، وهي قدرة بديلة جديدة للطاقة الكهرومائية، وبالتالي تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة؛

إقامة المشاريع الصناعية وتوفير فرص العمل الدائمة للسكان؛

التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول والمنظمات الدولية؛

المبادرات الدولية في مجال المياه والمناخ وتعزيز صورة ومكانة طاجيكستان على الساحة الدولية.

تُظهر تجربة الإدارة خلال الفترة الماضية أن تخطيط رئيس الدولة لسياسة الدولة وتوقعه لها يضمن نجاح الإدارة الرشيدة، وأن التحديد الدقيق للأولويات له أثرٌ بالغ في حل مشاكل المجتمع. وتضمن طاجيكستان التنمية الاقتصادية الكلية، بغض النظر عن التطورات العالمية، وتساهم في تحسين مستوى ونوعية حياة السكان. وقد حدد رئيس جمهورية طاجيكستان، في خطابه أمام المجلس الأعلى، مؤشرات تطور الاقتصاد الوطني، الذي بلغ متوسط ​​معدل نموه 7.7% خلال السنوات الخمس الماضية.

في الختام، يُعتبر رئيس جمهورية طاجيكستان، زعيم الأمة، إمام علي رحمان، سياسيًا بارزًا في عصرنا بفضل قيادته، وقد أشاد به عدد من رؤساء الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية المؤثرة. وقد صرّح شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، عن شخصية رئيس طاجيكستان قائلاً: “سيادة الرئيس، أنتَ السياسي الأكثر خبرة بيننا، نحن رؤساء الدول، والذي كان رائدًا في تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون. أنت سياسي حكيم وذو خبرة وبعيد النظر، وتلعب دورًا هامًا في تطوير العلاقات الثنائية. اقتراحاتك وأفكارك بالغة الأهمية بالنسبة لنا”.

كل هذا يشير إلى أن جمهورية طاجيكستان تحظى حالياً بالاعتراف في المنطقة والعالم كدولة نامية.