كتبت علياء الهواري
في مشهد فني يندر فيه الصدق وتغيب فيه الرسالة، يواصل الفنان والكاتب محمد جواد إثبات أن للفن وجهًا نقيًا ينبض بالوعي والإبداع. فمنذ انطلاق رحلته عام 2013، استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا مميزًا بين رموز الساحة الأدبية والفنية، جامعًا بين الموهبة والإصرار والرؤية الواعية.
شارك “جواد” كضيف شرف في أكثر من 250 حفلًا أدبيًا وفنيًا على مستوى الجمهورية، قدّم خلالها رؤيته حول دور الفن في بناء الوعي الجمعي، مؤكدًا أن المسرح والكلمة لا بد أن يظلا أداة للتنوير، لا وسيلة للربح.
عام 2019، أطلق جواد حفله الشهير “ثلاثي أضواء جواد”، الذي تحوّل اليوم إلى منصة فنية كبيرة تحت شعاره الأبرز: “فيه حاجة غلط”، ليناقش من خلالها قضايا المجتمع والفن بأسلوب بسيط وهادف. واليوم، يحتفل بالموسم السادس من الحفل عام 2025، في نسخة توصف بأنها الأقوى والأكثر تأثيرًا منذ انطلاقه، لما تحمله من دعم للمواهب الشابة وترسيخ للفن النظيف.
حصد “جواد” المركز الأول الجمهوري في مهرجان هواة المسرح لعدة أعوام متتالية (2019، 2020، 2022)، وتُوّج بالعديد من الجوائز والتكريمات في مختلف المحافظات، تقديرًا لموهبته ورسالة فنه.
ولم تتوقف مسيرته عند المسرح فقط، بل امتدت إلى الأدب، حيث أصدر ديوانه الأول “مش عارف أكتب شعر”، الذي يعد رحلة مواجهة صادقة مع النفس والخوف. يرى جواد أن الاعتراف هو نصف الحل، وأن الكتابة الحقيقية تولد من لحظة مواجهة الذات. الديوان الذي قُسِّم إلى جزأين عن “المعافرة والحياة” و”الحب ومشكلاته”، حقق نجاحًا كبيرًا بطبعات متتالية تجاوزت العشر، وانتشر في مختلف محافظات مصر.
من إيمانه بأن “الفن رسالة وليس تجارة”، أطلق جواد حملته الشهيرة “المسرح مش سبوبة”، دفاعًا عن قيمة المسرح ودعمًا للمواهب الحقيقية، مؤكدًا أن الإبداع يُقاس بالأثر لا بالمقابل المادي.
وفي موسمه الرابع من “ثلاثي أضواء جواد”، ابتكر فكرة مسابقة أدبية فريدة، كانت جائزتها إصدار كتاب جماعي للفائزين بعنوان “أولاد الهرمة”، تبعها في الموسم السادس بإصدار جديد بعنوان “أفانسيه”، الذي جسّد فكرته بأن “أفانس الفنان هو مخه وفكره قبل أي شيء آخر”.
تألّق جواد في العديد من البرامج التليفزيونية، وشارك الحوارات مع رموز الفن والإعلام مثل سامح حسين، نشوى مصطفى، هدير الشناوي، وكريم المصري، الذين أجمعوا على موهبته وصدق رسالته.
اليوم، ومع انطلاق الموسم السادس من “ثلاثي أضواء جواد”، يثبت محمد جواد أنه جواد القلوب بحق؛ فنان لا يلهث وراء الأضواء بقدر ما يسعى لإشعالها في عقول الناس وقلوبهم، مؤكدًا أن المسرح ما زال بيت الكلمة الصادقة والفن النظيف











