الكاتبة الدكتورة : ميرفت ابراهيم
في مشهد عربي يعبّر عن وحدة الصف والإرادة الصادقة نحو السلام، شهدت مدينة شرم الشيخ انعقاد قمة السلام الدولية بمشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبحضور عدد من قادة العالم، يتقدمهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوة تؤكد أهمية الحوار والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إن مشاركة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في هذه القمة جاءت لتجدد التزام دولة قطر بنهجها الثابت القائم على السلام والدبلوماسية البنّاءة، وهو النهج الذي جعل قطر صوتًا عاقلًا في عالم يموج بالأزمات، ووسيطًا موثوقًا يسعى إلى تقريب وجهات النظر وحل النزاعات بالحوار لا بالمواجهة.
لقد برهنت قطر مرارًا على أن القوة الحقيقية لا تُقاس بالحجم الجغرافي أو العددي، بل بالمواقف والمبادئ والرؤية الإنسانية التي تحملها القيادة وتترجمها الأفعال على أرض الواقع.
ومن جانب آخر، فإن مصر، بتاريخها العريق ودورها الإقليمي الراسخ، تظلّ ركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار العربي. وقد شكلت استضافة القمة على أرضها رسالة حضارية تعكس عمق مكانتها، وتؤكد أن مصر كانت ولا تزال بوابة العرب نحو الحوار والسلام.
لقد أدار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي اللقاء بحكمة واتزان، معبّرًا عن روح مصر التي تجمع ولا تفرّق، وتفتح ذراعيها دائمًا للتعاون والتقارب بين الأشقاء.
إن اللقاء الذي جمع سمو الأمير الشيخ تميم والرئيس السيسي على هامش القمة يُعدّ علامة مضيئة في مسار العلاقات القطرية – المصرية، التي تشهد تطورًا ملحوظًا نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية.
وقد أثبتت التجارب أن ما يجمع قطر ومصر من روابط عربية وإسلامية وتاريخية أعمق من أي اختلاف، وأن الحكمة والرؤية الاستراتيجية للقيادتين تمهّد لمستقبل من الاستقرار والتكامل العربي.
لقد أظهرت هذه القمة أن قطر ومصر، برؤيتيهما المتوازنتين، يمكن أن تشكلا نموذجًا عربيًا فاعلًا في بناء السلام وصناعة المبادرات الدبلوماسية الراقية. فبينما تواصل قطر جهودها في الوساطة ودعم القضايا الإنسانية والتنموية، تعمل مصر على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي، في تناغم يعبّر عن وعي القيادتين بدور كل دولة ومسؤوليتها تجاه الأمة العربية.
وإذا كانت رؤية قطر الوطنية 2030 تسعى إلى بناء مجتمع متقدم يقوم على التنمية المستدامة والتعاون الدولي، فإن الحضور القطري في هذه القمة يؤكد أن قطر تمارس دورها الدولي انطلاقًا من قيمها الوطنية الراسخة: العدل، والتضامن، والسلام.
أما مصر، فهي تُجسّد بحضورها وقيادتها روح العروبة الأصيلة، التي تحتضن الجميع وتسعى نحو مستقبل تسوده العدالة والاحترام المتبادل.
إن ما يجمع قطر ومصر اليوم هو أكثر من مجرد علاقات دبلوماسية؛ إنه تفاهم استراتيجي وإنساني يقوم على الثقة والرغبة في بناء عالم عربي أكثر تماسكًا وازدهارًا.
ففي زمن تتزايد فيه التحديات العالمية، تأتي هذه الخطوات الإيجابية لتؤكد أن العمل العربي المشترك لا يزال ممكنًا متى ما توفرت الإرادة الصادقة والقيادة الحكيمة.
ختامًا، يثبت هذا اللقاء التاريخي في شرم الشيخ أن قطر ومصر تسيران معًا نحو مرحلة جديدة من الأخوة والتعاون والشراكة في طريق السلام، وأن قيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثلان معًا ركيزتين لنهج عربي يوازن بين الأصالة والتجديد، بين الانتماء الوطني والمسؤولية الإنسانية، من أجل عالم يسوده السلام وتزدهر فيه التنمية والأمل.
⸻