كتبت: فاطمة بدوى
احتفلت سفارة ماليزيا بالقاهرة اليوم بالعيد الوطنى وذلك بحضور لفيف من السفراء المعتمدين بمصر والقى محمد تريد سفيان سفير ماليزيا كلمة بهذة المناسبة جاء نصها :
معالي الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية بجمهورية مصر العربية،
أصحاب السعادة، أعضاء السلك الدبلوماسي،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة، أصدقاء ماليزيا،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومساء الخير.
أهلاً وسهلاً بحضاراتكم
يشرفني أن أرحب بكم جميعاً ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة والستين لليوم الوطني الماليزي، والثانية والستين، ويوم القوات المسلحة. إن حضوركم هذا المساء يُضفي أهمية كبيرة على احتفالنا، إذ يُجسّد الصداقة العريقة والوطيدة بين ماليزيا وجمهورية مصر العربية.

منذ استقلالها، لطالما كانت قوة ماليزيا تكمن في تنوعها العرقي والثقافي والديني. ويرتكز سلامنا واستقرارنا وتقدمنا المطرد على الاحترام المتبادل والتسامح والوئام بين أبناء شعبنا. ولا تزال هذه الوحدة الراسخة في التنوع هي هدي ماليزيا في عالمنا المتغير باستمرار.
يجسّد شعار اليوم الوطني لهذا العام، “ماليزيا مدني – رعاية الشعب”، تطلعات حكومتنا إلى ضمان رفاهية جميع الماليزيين – بغض النظر عن خلفياتهم – مع الحفاظ على الوحدة والتعاطف والرخاء المشترك. وهذه الروح نفسها هي التي تُلهم تفاعل ماليزيا مع العالم – بما في ذلك مع أصدقائنا المقربين هنا في مصر.
بقيادة رئيس الوزراء داتؤ سيري/ أنور إبراهيم، برزت ماليزيا من بين أسرع ثلاثة اقتصادات نموًا في جنوب شرق آسيا، مسجلةً نموًا بنسبة 5.1% في عام 2024، متقدمةً 11 مركزًا لتحتل المرتبة 23 في مؤشر التنافسية العالمي. تُؤكد هذه الإنجازات مكانة ماليزيا كواحدة من أكثر الدول ديناميكيةً وجاذبيةً للاستثمار في المنطقة.
أقامت ماليزيا ومصر علاقاتهما الدبلوماسية قبل 66 عامًا، في عام 1959. وتحت قيادة رئيس الوزراء داتؤ سري/ أنور إبراهيم والرئيس عبد الفتاح السيسي، يواصل بلدانا البناء على هذا الأساس المتين، حيث اتفقا على الارتقاء إلى مستوى شراكة استراتيجية. تشمل هذه الشراكة التجارة والاستثمار والتعليم والطاقة والثقافة والدفاع، وتتوسع لتشمل مجالات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبنية التحتية.
نفخر باستضافة القاهرة لأكبر تمثيل ماليزي في أفريقيا، من خلال مكتب الملحق العسكري، والمكتب التجاري ممثلاً لهيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية (MATRADE)، وممثلين حكوميين ماليزيين يهتمون بطلابنا في مصر. ويشهد التبادل التجاري بين البلدين نموًا قويًا، ليصل إلى ما يقارب مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 30% عن عام 2023. وتشمل الصادرات الرئيسية الماليزية زيت النخيل، والأغذية المصنعة، والمواد الكيميائية، والمنتجات المطاطية.
يتعمق تعاوننا أيضًا في صناعة السيارات. وقد أعادت شراكة بروتون وعز العرب إحياء حضور ماليزيا في قطاع السيارات في مصر من خلال التجميع المحلي لسيارات بروتون ساجا، وهو رمزٌ يُفخر به لتعاوننا المتنامي. وفي الوقت نفسه، تظل بتروناس أكبر مستثمر ماليزي في قطاع النفط والغاز المصري، وهي شراكةٌ تُحقق منفعةً متبادلةً باستمرار.
وفي مجال التعليم، يدرس أكثر من 6000 طالب ماليزي في مصر، بينما يلتحق ما يقرب من 3000 طالب مصري بالتعليم العالي في ماليزيا. ويواصل هذا التبادل الأكاديمي الوثيق تعزيز الروابط الشعبية وتعميق صداقتنا.
تتعاون ماليزيا ومصر بشكل وثيق في المحافل الدولية، لا سيما في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين. ونشيد بوساطة مصر وجهودها الإنسانية في رفح، وماليزيا على أهبة الاستعداد للمساعدة في تنسيق المساعدات الإنسانية. ومنذ العام الماضي، سلمت ماليزيا أكثر من 110 أطنان من المساعدات بقيمة 2.3 مليون دولار أمريكي، ووفرت العلاج الطبي لـ 127 جريحًا فلسطينيًا.
تتولى ماليزيا هذا العام بفخر رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لعام 2025، وتقود منطقة يزيد عدد سكانها عن 660 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ حجم سوقها 4.5 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030. وتحت شعار “الشمول والاستدامة”، ستركز ماليزيا على تعزيز السلام والمرونة الاقتصادية والنمو المستدام في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
ونتطلع قدمًا إلى دعوة أصدقائنا – جميعكم – لزيارة ماليزيا استعدادًا لعام 2026. مع شعاري الحملة “ويرا ومانجا – الدببة الشمسية الملايوية”، نعدكم بالدفء والجمال والتنوع الذي يجعل ماليزيا “آسيا الحقيقية”. والليلة، آمل أن تمنحكم أطباقنا الماليزية الشهية – وخاصةً الريندانغ والساتيه – لمحةً من هذه التجربة!
في الختام، تتطلع ماليزيا إلى العمل الوثيق مع مصر لتعميق شراكتنا الاستراتيجية والارتقاء بصداقتنا العريقة إلى آفاق أرحب. وأود أن أعرب عن خالص تقديري لسعادة الدكتور شريف فاروق، ضيف الشرف، ممثلاً لحكومة جمهورية مصر العربية. كما أتقدم بخالص الشكر لشركة بتروناس مصر، وشركة بروتون-عز العرب، ولكل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية.
شكرًا جزيلاً .