كتبت: فاطمة بدوى
إنه لمن دواعي فخر كل طاجيكي أن رئيس طاجيكستان، زعيم الأمة، إمام علي رحمان، ألقى، لأول مرة عام 1993، خطابًا باللغة الطاجيكية من أعلى منبر في العالم – الجمعية العامة للأمم المتحدة – وأن المجتمع الدولي استمع إلى رسالة رئيس دولتنا بهذه اللغة الراقية والراقية والممتعة. هذا ما صرّح به رئيس مجلس العلماء الشباب في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية طاجيكستان، إبراهيم إبراهيم زاده، في مقاله له جاء نصها :
— يحتفل شعب طاجيكستان هذا العام بالذكرى السنوية السادسة عشرة لقانون جمهورية طاجيكستان “حول لغة الدولة لجمهورية طاجيكستان” ويوم لغة الدولة لجمهورية طاجيكستان في جو من السلام والاستقرار والهدوء مع إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة، والتي هي نتيجة جهود على مدار الساعة ونتيجة للسياسة الحكيمة والبعيدة النظر والمحبة للثقافة لرئيس جمهورية طاجيكستان، فخامة إمام علي رحمان.
نود تذكيركم بأن مكانة اللغة الطاجيكية وأهميتها كلغة رسمية منصوص عليها بوضوح تام في المادة الثانية من دستور جمهورية طاجيكستان. وتتجلى خدمات رئيس جمهورية طاجيكستان، قائد الأمة، صاحب السعادة إمام علي رحمان، في جميع أنحاء البلاد، فضلًا عن دورها الكبير في الحفاظ على نقاء اللغة الطاجيكية الأصيلة، وتعزيز مكانتها على المستوى الدولي.
لحسن الحظ، لا تزال اللغة الطاجيكية النبيلة تتردد في خطابات رئيس جمهورية طاجيكستان من منبر الأمم المتحدة، حتى يومنا هذا، ويوجه رئيس الدولة الطاجيكية رسالة إلى شعوب العالم. في هذه الخطابات، يُعرب رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمان، عن آرائه حول أهم مشاكل البشرية وسبل حلّها، ويقترح مبادرات عالمية لإنقاذ البشرية، وتدابير عملية لمنع الأزمات الروحية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وهي كلها تحظى بدعم معظم دول العالم، وتُتخذ التدابير المناسبة لمواجهتها.
في عصر التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني واندماجه في النظام الاقتصادي العالمي، تتزايد أهمية اللغة كوسيلة لتعزيز الفكر الاقتصادي وتشكيل الفكر الاقتصادي للمجتمع. فاللغة الطاجيكية، أساس الثقافة الوطنية وبوابة الدولة، لا ينبغي أن تكون اليوم مجرد وسيلة للتواصل، بل أداةً لتشكيل المفاهيم الاقتصادية أيضًا. ويُعد تعزيز المصطلحات الاقتصادية باللغة الطاجيكية عاملًا مهمًا في رفع مستوى المعرفة والفهم الاقتصادي للمواطنين.
اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أيضًا وسيلة لنقل وتعزيز المعرفة المهنية. تتطلب المفاهيم الاقتصادية، باعتبارها فرعًا معقدًا من العلوم الاجتماعية، فهمًا عميقًا ودقيقًا. عندما تُشرح هذه المفاهيم وتُعرض على الجمهور باللغة الأم، وخاصةً الطاجيكية، تزداد إمكانية فهمها على نطاق واسع. على سبيل المثال، تُترجم وتُشرح مصطلحات مثل “التضخم” و”السوق الحرة” و”الاستثمار” و”الميزانية” و”نمو الناتج المحلي الإجمالي” وما شابهها إلى الطاجيكية مع شرح وتفسير مناسبين، لتصبح مفهومة حتى للمواطنين العاديين.
يوجد اليوم عدد كبير من المصطلحات الاقتصادية في اللغة الطاجيكية، ولكنها لا تُستخدم دائمًا بدقة وبشكل موحد. ومن أبرز المشكلات نقص التوحيد والاستخدام الموحد في وسائل الإعلام والأدبيات العلمية والمواد التعليمية. ومع ذلك، هناك فرصة كبيرة لتطوير هذا القطاع وتعزيزه:
يمكن للجان المصطلحات الأكاديمية توحيد وتنظيم المصطلحات الاقتصادية؛
ترجمة الكتب الاقتصادية إلى اللغة الطاجيكية مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الوطنية؛
الاستخدام الواسع للمصطلحات الاقتصادية في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف زيادة الثقافة الاقتصادية لدى الجمهور؛
تطوير القواميس القطاعية وبرامج الدراسة الاقتصادية باللغة الطاجيكية للمدارس والجامعات.
اللغة الأم وسيلةٌ للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها. وعندما تجد اللغة الطاجيكية مكانًا لها في شرح المفاهيم الاقتصادية المعقدة، فإن ذلك لا يُسهم فقط في تنمية الثقافة الاقتصادية، بل يُعزز أيضًا مكانة اللغة في المجتمع. ينبغي أن تكون اللغة فاعلةً ليس فقط في الأدب والشعر والكلام، بل أيضًا في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد وسياسة الدولة.
تتمتع اللغة الطاجيكية بقدرة كافية على وصف المفاهيم الاقتصادية. ولتعزيز مكانتها في هذا المجال، ينبغي تنسيق السياسات اللغوية والاقتصادية. ويُعدّ تطوير المصطلحات الدقيقة، ودراسة الاقتصاد باللغة الأم، وتحسين التثقيف الاقتصادي للمجتمع، عوامل مهمة للتنمية الوطنية المستدامة. فإذا لم تستطع لغة ما التعبير علميًا عن العالم الحديث، فسوف تُستبعد تدريجيًا من مجال العلوم والثقافة. لذلك، ينبغي اتخاذ تدابير محددة لتطوير اللغة الطاجيكية في المجال الاقتصادي.