كتبت: فاطمة بدوى
في مبادرة جديدة ومثيرة لزيارة ماليزيا لعام 2026، تم تقديم سياحة الفراشات كواحدة من تجارب السفر الفريدة والمميزة للزوار. سياحة الفراشات، وهو قطاع متنامٍ في قطاع السياحة البيئية، سيكون عامل جذب رئيسي للسياح، إذ يوفر فرصًا لاستكشاف بعضٍ من أكثر أنواع الفراشات تنوعًا وغموضًا في العالم في بيئاتها الطبيعية. ويتجلى هذا الجهد في باقة سياحية بيئية جديدة تُبرز هذه المخلوقات الجميلة، مع التركيز بشكل خاص على طائر كينابالو—المعروفة محليًا باسم كاليبامبانج إيماس. تتميز فراشة كينابالو بيردوينج بحجمها وألوانها الزاهية، مما يجعلها من أشهر الفراشات في المنطقة.
في ١٣ سبتمبر ٢٠٢٣، أُعلنت فراشة كينابالو بيردوينج رسميًا فراشة ولاية صباح. وقد أبرز هذا القرار التاريخي أهمية الفراشة ليس فقط في الطبيعة، بل كرمز سياحي جديد للمنطقة. وكان هذا الإعلان بمثابة لحظة محورية في الجهود المبذولة لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي الواسع والمتنوع في صباح والترويج له. وقد جاء إعلان… طائر كينابالو حيث توفر فراشة الولاية نقطة تسويق فريدة من نوعها للولاية، حيث تعمل على مواءمة الحفاظ على البيئة مع مبادرات السياحة المستدامة التي تهدف إلى جذب المزيد من الزوار إلى صباح.
تهدف هذه الخطوة أيضًا إلى تعزيز قطاع السياحة البيئية في الولاية من خلال ربط الحفاظ على الطبيعة مباشرةً بالترويج السياحي. ولا يُعدّ منح طائر كينابالو بيردوينج هذا المكان الجديد لفتة رمزية فحسب، بل يُعدّ أيضًا جزءًا لا يتجزأ من حملة أوسع نطاقًا لتعزيز مكانة صباح كوجهة تُقدّر عجائبها الطبيعية وتنوعها البيئي.
تماشياً مع هذه الرؤية، أُطلقت باقة سياحية بيئية مصممة خصيصاً لتسليط الضوء على الجمال الطبيعي الأخّاذ لولاية صباح، مقدمةً تجربةً غامرةً لعشاق الطبيعة وعشاق الفراشات. تمتدّ الباقة لثلاثة أيام وليلتين. ملاذ الطبيعة في صباح تُتيح هذه الباقة للمسافرين فرصة استكشاف منتزه كينابالو الوطني الشهير، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. أُطلقت الباقة بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لفندق مونوكولو البوتيكي، تحت شعار “الرياح والعجائب.” تم تقديم هذا التعاون بين فندق مونوكولو البوتيكي ومكتب السياحة في صباح من قبل إيريكا ليم، المدير التنفيذي لشركة مونوكولو، و خيرول أمير أنور، نائب مدير السياحة الماليزية صباح.
صُممت باقة رحلة الطبيعة المُختارة خصيصًا لعشاق مشاهدة الفراشات، حيث تتيح لهم فرصة التفاعل مع بيئتها الطبيعية، مما يتيح لهم التواصل مع الطبيعة من جديد أثناء مراقبة بعض أنواع الفراشات النادرة والجميلة في المنطقة. لا تقتصر هذه التجربة على الفراشات فحسب، بل تُبرز أيضًا التنوع البيولوجي الأوسع في المنطقة، مُقدمةً للضيوف تجربة طبيعية غنية وجذابة في أحد أهم المواقع البيئية في العالم.
تزامن إطلاق ملاذ الطبيعة مع الذكرى الثانية لاختيار فراشة كينابالو بيردوينج فراشةً وطنية. وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل مبادرة نادي روتاري كوتا كينابالو، التي لعبت جهودها دورًا محوريًا في الدعوة إلى الاعتراف بالفراشة. واحتفالًا بهذه المناسبة، صُممت بطاقة بريدية خاصة بهذه المناسبة، تُبرز التنوع البيولوجي المتميز لولاية صباح والتزامها بالحفاظ عليه. تُمثل هذه البطاقة البريدية احتفالًا بالتقدم المُحرز حتى الآن، وتذكيرًا بالعمل الجاري اللازم لحماية التراث الطبيعي للمنطقة.
يُبرز الاحتفال بالذكرى السنوية أهمية مشاركة المجتمع في جهود الحفاظ على البيئة، والدور الذي تلعبه المنظمات المحلية، مثل نادي روتاري كوتا كينابالو، في رفع مستوى الوعي وتعميق الصلة بالبيئة. ويعكس الطابع التعاوني لهذه المبادرة التوجه المتنامي نحو إشراك المجتمعات المحلية في جهود السياحة والحفاظ على البيئة، لضمان تحقيق نتائج مستدامة لكليهما.
من خلال إطلاق برنامج ملاذ الطبيعةيهدف فندق مونوكولو البوتيكي إلى أكثر من مجرد تقديم أماكن الإقامة، بل يسعى إلى إنشاء منصة تحتفل بثراء ثقافة صباحجمالها الطبيعي الأخّاذ، والكنوز الخفية التي تجعل هذه المنطقة فريدة من نوعها. أكدت إريكا ليم، المديرة التنفيذية للفندق، أن مونوكولو ملتزم بتقديم تجربة فريدة لضيوفه تتجاوز مجرد الإقامة. يتجلى التزام الفندق بإبراز التنوع البيولوجي المذهل لولاية صباح في تصميم وأجواء المنتجع، الذي يغمر الزوار في المناظر الطبيعية والثقافية للمنطقة.
كما تتوافق حزمة رحلة الطبيعة مع الأهداف الشاملة لـ السياحة ماليزيا ضمن مبادرة “زوروا ماليزيا 2026”. تُعدّ هذه المبادرة جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز ممارسات السياحة المستدامة والصديقة للبيئة، وتشجيع الزوار على الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر في ماليزيا. يُبرز التعاون بين مونوكولو وهيئة السياحة في صباح أهمية بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هذه الأهداف الطموحة.
في تطور مثير لصناعة السياحة في صباح، حديقة كينابالو الجيولوجية الوطنية تم تعيينه مؤخرًا حديقة اليونسكو الجيولوجية العالمية، مما عزز مكانتها كواحدة من أهم المواقع الطبيعية في العالم. وبهذا الاعتراف، أصبحت ماليزيا ثالث دولة عالميًا تحقق هذا التقدير المرموق وضع التاج الثلاثي لليونسكوانضمت إلى جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية وشينونغجيا في الصين. يُعدّ هذا التكريم من اليونسكو شهادةً على الأهمية العالمية لعجائب صباح الطبيعية والتزامها المستمر بالحفاظ على البيئة والسياحة المستدامة.
يُعزز الوضع الجديد لمنتزه كينابالو الجيولوجي الوطني جاذبية المنطقة للمسافرين الدوليين، إذ يجذب المهتمين باستكشاف السمات الجيولوجية الفريدة والنظم البيئية المتنوعة التي تُميز المنتزه. ولا يُبرز هذا التصنيف الجمال الطبيعي للمنطقة فحسب، بل يُتيح أيضًا فرصًا جديدة للتعاون ونمو قطاع السياحة البيئية في ولاية صباح.
إن الاحتفالات التي تحيط بالذكرى السنوية لتأسيس شركة Kinabalu Birdwing وإطلاق منتجع الطبيعة لا تهدف فقط إلى التأمل في الإنجازات الماضية، بل أيضًا إلى التطلع إلى التعاون والفرص المستقبلية. إيريكا ليم أعربت عن سعادتها بإمكانية إقامة المزيد من الشراكات مع السياحة ماليزيا و مجلس صباح للسياحةبهدف إبراز المزيد من عجائب صباح للعالم. وسيبقى التركيز منصبًّا على تعزيز السياحة البيئية، ودعم المجتمعات المحلية، وضمان أن يظل الحفاظ على التنوع البيولوجي المتميز في صباح أولويةً أساسية.