كتبت: فاطمة بدوى
احتفل اتحاد الطلبة الإندونيسيين بتكريم خريجي الأزهر الإندونيسين بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية مدينة نصر القاهرة. يشاركون في هذا البرنامج السنوي كوكبة من قادة الأزهر وأساتذته وعلمائه وعمدائه بالإضافة إلى لفيف من السفارة الاندونيسية بجمهورية مصر العربية. وهم جميعا يحضرون الاحتفالية لأن يبثوا في أفئدة الطلاب الخريجين همم الفرح وآمال السرور يوم تخرجهم في الأزهر الشريف.
في بداية الترحيب ألقى السيد لطفي كاسم السفير الاندونيسي كلمته المتواضعة بأن الأزهر لا يزال مثالا أفضل لأن أن يكون منار الوسطية ومنبع التسامح ومهوى الانفتاح على الآخرين. وهو يبين أن هؤلاء الخريجين هم الحفاظ والرعاة لما قد أورثه الأزهر من الموروث العلمي والإنتاج الفكري والوعي الثقافي الذي قد اتصف بصفة الرحمة والأخوة ورفعة قدر العقل. وسعادته حريص جدا بأن يكونوا حاملين لواء السلام العالمي ناشرين قيم التسامح عاهدين روح الوحدة الاجتماعية من بين المجتمع الاندونيسي المتعدد الثقافات. ولا ينسى أن يشكر باسم الشعب الإندونيسي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د/ أحمد الطيب الذي قد أولى عنايته الفائقة بالطلاب الوافدين سيما الطلاب الاندونيسين.
وفي ثانى الترحيب أبان فضيلة رئيس جامعة الأزهر أ.د/ سلامة جمعة داود أن طلاب العلم زوار لا يمل الأزهر من زيارتهم أبدا ناقلا ما قاله الخليل الفراهيدي عندما جاءه تلميذه النجيب سيبويه: مرحبا بزائر لا يمل. ويعلل بأن الأزهر يجهزهم حملة المشاعل وحملة الأمانة التي صارت في عنق الأزهر عالمية من رسالة الإسلام العالمي. وأيضا لأن الأزهر ليس مصريا فقط وإنما أصبح منهلا عذبا للعالم كله كما يشاهد فضيلته بأن ما وطئت أقدامنا بلدا في العالم إلا ووجدنا فيها عالما أو متعلما أزهريا.
وفي كلمته الأخيرة قال فضيلته: إذا ودعتم اليوم الأزهر لانتهاء دراستكم فأسال الله أن تعودوا إليه مرة ثانية وثالثة ورابعة لإكمال دراستكم العليا وإكمال بحوثكم العلمية مؤكدا بأن التخرج ليس نهاية المطاف ولكنه بداية الطريق وهو أول الطريق في أن يضع الخريج قدمه على مدب العلماء وعلى طريق العلم وفي أن يعيش مع القراءة عمره كله.
وفي نهاية الترحيب صرحت مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب سيادته أ.د/ نهلة صبري الصعيدي أن هذا الاحتفال ليس مجرد احتفال بنيل شهادة علمية أو درجة جامعية أكاديمية وإنما هو تتويج لمسيرة طويلة من جهاد علمي وأخلاقي خطها كل الخريج بالجد والاجتهاد والكد والسحر والصبر والمثابرة والثبات على طريق العلم.
ونبهت سيادتها بأن العلم في الإسلام ليس شهادة تعلق على الجدران ولكنها أمانة ومسؤولية ”إنما يخشى الله من عباده العلماء” كما أوصت لجميع الخريج: إنكم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من حياتكم مرحلة تفارقونها مقاعد الدراسة لتبدأوا مسيرة العطاء في وطنكم الحبيب إندونيسيا. إن اندونيسيا اليوم بما فيها من تنوع ديني وثقافي وتحدية فكرية واقتصادية هي بحاجة إلى أمثال من العلماء من علماء الأزهر الذين يجمعون بين أصالة العلم الشرعي رحابة الفكر الإنساني ووعي العصر. لذلك أنهت سيادتها: فلتعودوا إلى وطنكم سفراء للأزهر تحملون رسالة الوسطية التي تجمع ولا تفرق وتبني ولا تهدم وتنشر الخير في القلوب قبل أن تنطق بها الألسن











