كتبت: علياء الهواري
في أسبوعٍ أقرب إلى الصدمة منه إلى التطبيع، انسحبت الستائر خلف المشهد الإسرائيلي الرسمي، لتكشف عن أزمة أخلاقية كبيرة، وتحولات سياسية أجّلتها الحرب وأشعلتها مجددًا. من تزّعم ملف العدالة العسكرية إلى شظايا الأزمات الإقليمية، تبدو إسرائيل اليوم في لحظة مفصلية: هل تتعامل مع أزماتها أم تُبحر بها نحو تعقيد أعمق؟
أُعلنت استقالة الجنرال Yifat Tomer‑Yerushalmi، المدّعية العسكرية الكبرى سابقًا، عقب تسليم فيديو تسريبي يظهر تعرّض سجين فلسطيني لانتهاكات جنسية في سجن “سدّ تكعيان” الإسرائيلي. ثم تغيّب لفترة وجيزة، ووجدت قوات الأمن الإسرائيلية على شاطئ تل أبيب، قبل توقيفها بتهم فساد وعرقلة العدالة.
هذا الحدث يضرب صلب ما يُعرَف بـ “نزاهة المؤسسة العسكرية” ويطرح أسئلة جدّية بشأن دور الجناح القضائي داخل الجيش الإسرائيلي، ودرجة استقلاليته عن السلطة السياسية
نزاع من خلف الستار: كيف يلعب الداخل مع الحرب؟
الواقعة لم تكن مجرد حادث مروّع، بل انفجارٌ داخليّ يُلقي بظلاله على المشهد السياسي:
التّرابط بين الجهاز القضائي العسكري والمؤسسة السياسية بات محل تساؤل.
في الوقت نفسه، تتصاعد الأصوات المطالبة بحسابات داخلية، بينما لا تزال إسرائيل مشغولة بحربها في غزة.
الخلاصة: ما يبدو كقضية فردية يتحول إلى “أزمة ثقة مؤسسية” في وقتٍ منفَلِق فيه الخطاب العام.
- التوترات الإقليمية: من الدرونات اليمنية إلى «صفات جديدة» للمواجهة
عدة تقارير إعلامية إسرائيلية كشفت كيف أن أجهزة الدفاع رصدت طائرات بدون طيار انطلقت من اليمن وضربت مطار رامون الجنوبي، مما يعكس أنه “الحرب لم تنته بل انتقلت إلى المدار الخارجي
وفيما تلعب إسرائيل أوراقها في قوة ردّ ردعية مُوسّعة، يبدو أن ساحة الصراع قد انفتحت على جبهات أبعد: من اليمن إلى البحر الأحمر، ما يعني أن الحسابات الأمنية الإسرائيلية أصبحت “أكثر عرضة للتفجير”.
.الاقتصاد، التمويل والمخاطر: تحذيرات من «غرق ائتماني»
وكالة التصنيف الأميركيّة أطلقت تحذيرًا بأن استمرار “حرب طويلة” مع إيران قد تضعف تصنيف إسرائيل الائتماني، ما يؤثر على تكلفة الاقتراض والتدفقات الاستثمارية.
في وقت تحتاج فيه إسرائيل لتمويل إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد بعد الحرب، يأتي هذا التحذير ليذكر أن العبء العسكري لا يزال «مدمّرًا» أيضاً على المنظومة المالية.
هذا الأسبوع إسرائيل لم تختر معتركًا عسكريًا إضافيًا فحسب، بل دخلت «حربًا من الداخل»؛ حربًا على مؤسساتها، سمعتها، وقدرتها على الإدارة. هل ستكون قادرة على الإصلاح وتحويل هذا الزلزال إلى نقطة انطلاق نحو استقرار حقيقي؟ أم أن الانفراط سيستمر، ومعه وقع الأزمات على جبهات متعددة؟ الجولة المقبلة لن تكون فقط في غزة أو الحدود، بل في الكيان الإسرائيلي نفسه.











