بقلم: يو جينسونغ، سفيرة الصين لدى المغرب
انعقد اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة في يومي 13 و14 أكتوبر الجاري في بيجينغ، تحت موضوع “المستقبل المشترك: تسريع مسيرة جديدة من التنمية الشاملة للمرأة”. حضر الرئيس الصيني شي جينبينغ الجلسة الافتتاحية وألقى كلمة مهمة.
أشار الرئيس شي في كلمته إلى أن المرأة تلعب دورا مهما في خلق الحضارة البشرية وتطويرها وتوارثها، فالدفع بتطوير قضية المرأة يعد مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي. في الوقت الراهن، حسب الإحصاءات، ما زال هناك 600 مليون امرأة وفتاة تعاني من الحروب والصراعات، مليارا امرأة وفتاة يفتقرن إلى الحماية الاجتماعية. طرح الرئيس شي قتراحات بأربع نقاط: أولا، العمل سويا على تهيئة بيئة جيدة مواتية لنمو المرأة وتنميتها. ثانيا، العمل سويا على خلق ديناميكية قوية لتطوير قضية المرأة بجودة عالية. ثالثا، العمل سويا على إقامة معادلة حوكمة تضمن حقوق ومصالح المرأة. رابعا، العمل سويا على كتابة صفحة جديدة للتعاون العالمي في مجال المرأة. حظيت الاقتراحات الأربعة بتقدير عالي من جميع الأطراف الحاضرة في الاجتماع، وحصل على استجابة واسعة، مما ساهم في تقديم حكمة الصين وحلولها لتسريع التنمية الشاملة للمرأة.
تولى الصين اهتماما بالغا لقضية المرأة. وقد رسم الرئيس شي بنفسه مسار تنمية قضية المرأة، مما حقق إنجازات تاريخية في تطوير قضية المرأة في الصين في العصر الجديد. وقد أنشأت الصين نظاما قانونيا يشمل أكثر من 100 قانون ولائحة لحماية حقوق المرأة. وحققت 690 مليون امرأة رخاء العيش، وارتفع متوسط العمر المتوقع للمرأة إلى 80.9 عاما. وتمثل النساء 45.8% من العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأكثر من نصف رواد الأعمال على مجال الإنترنت، و42.3% من القضاة. تعكس هذه الأرقام جهود جيل بعد جيل وتشهد على التقدم المستمر لقضية المرأة في الصين.
تقود الصين بنشاط التنمية العالمية لقضية المرأة. يصادف هذا العام الذكرى الـ30 للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة ببيجينغ وتم اعتماد فيه “إعلان ومنهاج عمل بيجينغ”. على مدى 30 عاما، عملت الصين جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى لتعزيز تنمية قضية المرأة في جميع أنحاء العالم، استرشادا بروح المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة ببيجينغ. في العصر الجديد، تلتزم الصين بالقيم المشتركة للبشرية وتهدف إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتمارس تعددية الأطراف الحقيقية، وتترجم المبادرات العالمية في مجالات التنمية والأمن والحضارة والحوكمة إلى إجراءات ملموسة لتعزيز التنمية الشاملة للمرأة.
تتحمل الصين مسؤوليتها لتقديم مساهمة في تسريع مسيرة جديدة للتنمية الشاملة للمرأة. أعلن الرئيس شي في كلمته أن الجانب الصيني سيقدم تبرعات مالية إضافية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة خلال السنواب الخمس المقبلة، وسيوفر 100 مليون دولار أمريكي كحصة صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب، وذلك من أجل تنفيذ مشاريع تعاونية لتعزيز تنمية النساء والفتيات بالتعاون من المنظمات الدولية، وسينشئ ألف مشروع صغير و جميل كهدية في المجال المعيشي والإنمائي يعطي الأولوية للنساء والفتيات، وسيدعو 50 ألف امرأة للمشاركة في فعاليات التواصل والدورات الدراسية في الصين، وسينشئ ” مركز عالمي لبناء قدرة المرأة” لإجراء التعاون الإنمائي مع الدول والمنظمات الدولية المعنية في مجال بناء قدرة المرأة، بما يؤهل مزيدا من المواهب النسائية. إن التزامات الصين قوية وستفي بوعودها.
يعد الدفع بتنمية قضية المرأة ركنا أساسيا من أركان التعاون الودي بين الصين والمغرب، وجزءا لا يتجزأ من الشراكة الاستراتيجية بينهما. على مر السنين، دعمت الصين النساء المغربيات في ريادة الأعمال وتدريبهن على المهارات من خلال وسائل متنوعة. ستواصل سفارة الصين لدى المغرب العمل مع جميع قطاعات المجتمع المغربي لتقديم الدعم اللازم على قدر الامكان لتنمية قضية المرأة وتقدمها في المغرب، وتتخذ إجراءات ملموسة لنقل الطاقة الإيجابية الودية بين البلدين، وحشد قوة النساء الأقوى لتحقيق رؤية مجتمع المستقبل المشترك للبشرية!











