كتبت: فاطمة بدوى
احتفلت سفارة جمهورية التشيك بالقاهرة بيوم الاستقلال الذي يوافق يوم 28 أكتوبر، وهو من أهمّ المناسبات التي تحتفل بها جمهورية التشيك، التي تحافظ على تاريخها، وتقاليدها العريقة حيث يعكس هذا اليوم المهمّ أحداثًا هامّة في تاريخ التشيك الحديث، بحضور مجموعة كبيرة من السفراء والدبلوماسيين أجانب، والشخصيات العامة.
خلال الاحتفال، عبّر كلٌّ من السفير التشيكي والملحق العسكري عن اعتزازهما بالعلاقات التاريخية والمتميزة بين مصر والتشيك، مؤكدَين أهمية السلام والتعاون المشترك بين البلدين.
في كلمته، رحّب الملحق العسكري التشيكي الكولونيل ستيفان جريفالسكي بالحضور، وبممثلي وزارة الدفاع والإنتاج الحربي المصرية، مشيرًا إلى التعاون القائم بين القوات المسلحة في البلدين، خاصة في مهام حفظ السلام في سيناء منذ عام 2009. وأكد أن المشاركة في صنع الاستقرار والسلام في المنطقة تُعد مصدر فخر للأمة التشيكية، مضيفًا أن “السلام ليس مرتبطًا بقوة الجيوش أو الأسلحة، بل بالقيم الصحيحة التي توحّد الشعوب”.
من جانبه، أعرب السفير التشيكي في القاهرة السيد إيفان يوكل عن سعادته بمشاركة الحضور في الاحتفال، قائلًا إن “قلعة براغ، رمز جمهوريتنا الأولى، تُمثل روح الأمة التشيكية، وكل من يزورها يشعر بالفخر والانتماء”. وأضاف أن يوم 28 أكتوبر هو مناسبة وطنية نحتفل فيها بإحياء قيم الحرية والسلام، وننقل من خلالها رسائل للأجيال الجديدة لتقدير السلام الذي نعيشه اليوم بعد فترات صعبة من الحروب.
وأشار السفير التشيكي في القاهرة إلى متانة العلاقات بين مصر والتشيك، مؤكدًا أن “الاقتصاد المصري المستقر يمثل حجر الزاوية في شراكتنا الثنائية”، وأن العلاقات بين البلدين تشهد تعاونًا متزايدًا في مجالات النقل والسياحة، مع وجود رحلات طيران مباشرة بين براغ والقاهرة. واختتم بالإشارة إلى أن “الأهرامات المصرية، رمز علم المصريات، تربطنا بمصر برابط ثقافي وحضاري عميق”.
ويصادف هذا اليوم ذكرى تأسيس تشيكوسلوفاكيا كدولة مستقلة، وهو الحدث الذي وقع في 28 أكتوبر 1918، حيث يُخلّد هذا اليوم ذكرى التحرر من الحكم النمساوي وتأسيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا، وهي خطوة مهمة في تشكيل الهوية التشيكية الحديثة، فالاحتفال بيوم استقلال تشيكوسلوفاكيا يعني تكريمًا لمن ناضلوا من أجل الحرية والاستقلال خلال الحرب العالمية الأولى، حيث يقام عرض عسكري ضخم في براغ ومراسم وضع أكاليل الزهور عند النصب التذكارية لتوماس ج. ماساريك قائد الاستقلال حيث أصبحت تشيكوسلوفاكيا واحدة من أوائل الديمقراطيات البرلمانية متعددة الأحزاب الناجحة في أوروبا.
في التشيك يتحدثون كثيرًا عن “الجمهورية الأولى”. كانت تلك الفترة بين عام ١٩١٨ حتى عام ١٩٣٨، رغم أن الجمهورية الأولى لم تستمر سوى عشرين عامًا، إلا أنها كانت عقدين مهمين لا يزالان يعيشان بقوة في قلوب وعقول التشيكيين حتى اليوم.
وتوماس ج. ماساريك هو أول رئيس لتشيكوسلوفاكيا المستقلة حديثًا، اسمه وصورته لنتغيب عن ذهنك إذا زرت التشيك، هناك شوارع وساحات تحمل اسمه، وزينت صورته العديد من طوابع البريد، بالإضافة إلى ورقة نقدية من فئة 5000 كرونة، وهناك العديد من التكريمات الأخرى له في جميع أنحاء جمهورية التشيك وسلوفاكيا.
قصة نضاله بدأت عندما نُفي من النمسا والمجر عام ١٩١٤، وبدأ حملةً نشطةً لحشد دعم التشيكيين والسلوفاكيين المقيمين في الخارج لفكرة قيام دولة تشيكية حرة. وتنقل بين روما وأمريكا، مرورًا بسويسرا وفرنسا وبريطانيا العظمى وروسيا.
خلال فترة وجوده في أمريكا، حصل على دعم الرئيس وودرو ويلسون وألقى خطابًا من قاعة الاستقلال في فيلادلفيا في أكتوبر 1918 دعا فيه إلى الاستقلال ليس فقط للتشيك والسلوفاك، ولكن أيضًا لشعوب أخرى في الدول الجديدة الناشئة في أوروبا الوسطى.
كان ماساريك رجلًا تقدميًا ومُتطلعًا إلى المستقبل في عصره، وقد عكست الجمهورية الأولى ذلك في جوانب عديدة. والأهم من ذلك، أنها كانت الدولة الديمقراطية الوحيدة في أوروبا الوسطى خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.
كانت الجمهورية الأولى دولة مستقرة للغاية، اكتسبت علاقات قوية وحظيت باحترام دولي واسع خلال فترة وجودها. وبفضل قاعدتها الصناعية والزراعية المتينة، صمدت البلاد في وجه الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي بشكل أفضل من غيرها.
في الختام، يُخلّد العيد الوطني التشيكي في 28 أكتوبر ذكرى لحظة محورية في تاريخ جمهورية التشيك، حين نالت البلاد استقلالها وتشكّلت هويتها الوطنية التشيكية الحديثة. ويُحقق هذا العيد توازنًا دقيقًا بين الاحتفاء بالماضي والتأمل في الحاضر، مما يجعله جانبًا أساسيًا من الثقافة والهوية التشيكية، فضلًا عن مساهمة التشيك الكبيرة للغاية للعالم في الفنون والعلوم والصناعة والعلوم الإنسانية والعديد من المجالات الأخرى
وقد أقامت سفارة جمهورية التشيك في القاهرة، احتفالًا بمناسبة يوم الاستقلال الذي يوافق الثامن والعشرين من أكتوبر، بحضور نخبة من السفراء والدبلوماسيين الأجانب وعدد من الشخصيات العامة والمسؤولين المصريين، ويعد هذا اليوم من أبرز المحطات في التاريخ التشيكي، إذ يرمز إلى تأسيس الدولة واستقلال إرادتها الوطنية.
وخلال الحفل، أكد السفير التشيكي بالقاهرة، إيفان جوكل، أن يوم الاستقلال يمثل مناسبة لتجديد الإيمان بقيم الحرية والسلام التي قامت عليها الجمهورية التشيكية. وقال في كلمته إن “قلعة براغ تظل رمزًا لتاريخنا الأول، ومصدرًا للفخر والانتماء لكل من يزور التشيك”. وأضاف أن بلاده تسعى دائمًا إلى ترسيخ ثقافة السلام وتوريثها للأجيال الجديدة، بعد ما شهدته أوروبا والعالم من حروب وتحديات.
وأعرب سفير التشيك بالقاهرة عن سعادته بوقف الحرب في قطاع غزة بعد عامين من المعاناة وذلك بفضل الجهود المصرية، مؤكدا أن الاقتصاد المصري يشهد استقرارا مما يزيد من الثقة في جذب للاستثمار الأجنبي.
وتطرق السفير إلى العلاقات الثنائية مع مصر، مشيرًا إلى أن “الشراكة بين البلدين تستند إلى الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، وأن الاقتصاد المصري المستقر يمثل قاعدة أساسية لتعزيز التعاون”، لافتًا إلى أن التعاون يمتد إلى مجالات النقل والسياحة والثقافة، مع استمرار الرحلات المباشرة بين براغ والقاهرة، التي أسهمت في تنشيط حركة السياحة بين البلدين.
من جانبه، رحّب الملحق العسكري التشيكي الكولونيل ستيفان جريفالسكي بالحضور وممثلي وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، مشيدًا بالتعاون العسكري بين البلدين في مهام حفظ السلام بسيناء منذ عام 2009. وقال إن هذا التعاون يعكس إيمان بلاده بدورها في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن “السلام لا يُبنى على الأسلحة وحدها، بل على القيم التي توحّد الشعوب وتدفعها نحو التفاهم المشترك”.
واختتم الحفل بتأكيد الحاضرين على عمق العلاقات المصرية التشيكية، وحرص الجانبين على تطوير التعاون القائم في مختلف المجالات بما يخدم السلام والتنمية في المنطقة.











