كتبت: علياء الهواري
في تطور لافت يعكس حجم الانخراط الأمريكي في ملف غزة، كشفت مصادر عسكرية وإعلامية اليوم السبت أن الولايات المتحدة بدأت بتسيير طائرات مسيّرة من طراز “ريبر MQ-9” فوق سماء القطاع، بهدف مراقبة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن هذه الخطوة تأتي في إطار “آلية إشراف ميدانية مشتركة” لضمان التزام الطرفين بالهدنة، بعد أسابيع من الغارات الإسرائيلية التي خلفت دمارًا واسعًا وسقوط مئات الشهداء.
وأضافت المصادر أن الطلعات الجوية تنطلق من قاعدة أمريكية جنوب إسرائيل، وتعمل تحت إشراف “مركز التنسيق المدني العسكري” الذي يضم نحو 200 جندي أمريكي يتولّون متابعة الأوضاع الإنسانية وتدفق المساعدات عبر المعابر.
وأكدت واشنطن أن مهام الطائرات استطلاعية فقط، دون أي نية لاستخدامها في عمليات هجومية، مشددة على أن وجودها “يهدف لحماية الهدنة ومنع أي خرق قد يعيد التصعيد”.
من جهتها، عبّرت أوساط فلسطينية عن قلقها من الدور الأمريكي الميداني في سماء غزة، معتبرة أن هذه الخطوة قد تمثل “شرعنة غير مباشرة للوجود العسكري الأجنبي” داخل المجال الجوي الفلسطيني، فيما رحّبت إسرائيل بالإجراء، واعتبرته ضمانًا إضافيًا لاستمرار الهدوء المؤقت.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يشكل تدخلاً أمريكيًا غير مسبوق على الأرض — أو بالأحرى في الجو — ضمن مسار إدارة ما بعد الحرب في غزة، في وقت تسعى فيه واشنطن لتكريس نفسها كوسيط ضامن بين طرفي النزاع، ومراقب فعلي لمستقبل القطاع السياسي والأمني.











