كتبت: فاطمة بدوى
القت السفيرة بولي ايوانو سفيرة قبرص فى مصر كلمة في حفل الاستقبال بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية قبرص
وجاء نص الكلمة:
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
الأصدقاء الأعزاء،
أهلاً وسهلاً بالجميع هذا المساء، وشكراً جزيلاً لكم على حضوركم معنا، مع شكرٍ خاص لصديق قبرص العزيز وضيف شرفنا هذا المساء، وزير البترول كريم بدوي، الذي عاد لتوّه من زيارة إلى قبرص.
أنا ممتنٌّة لكم جداً سعادة الوزير على حضوركم هنا، وعلى وجه الخصوص على التعاون المتميّز الذي يجمعنا في قضايا الطاقة.
أودّ أيضاً أن أُخصَّ بالذكر أحد الضيوف المميزين الكُثر الذين يشرّفوننا بحضورهم هذا المساء: المدير العام المنتخب لمنظمة اليونسكو، الدكتور خالد العناني.
دكتور خالد، أنا على يقين بأنني أعبّر باسم الجميع هنا حين أقدم أحرّ التهاني على انتخابكم المستحق بكل جدارة.
أخيراً، ستتولى مصر- مهد أقدم حضارة في التاريخ – قيادة المنظمة العالمية الأولى للتعاون الثقافي.
نتمنى لكم كل التوفيق، ونؤكد دعمنا الكامل لمهمتكم الجديدة.
أصدقائي،
كما لاحظتم في دعواتكم، نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والستين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قبرص ومصر.
مع كونها علامة فارقة مهمة، اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى أن العمر الفعلي للعلاقات القبرصية المصرية تمتد إلى 4000 عام.
على مدى معظم هذه الأربعة آلاف عام، كانت علاقاتنا علاقاتٍ استراتيجية، تماماً كما هي اليوم، تجسّد الثبات والاستمرارية في شراكتنا الوثيقة منذ العصور القديمة، وتعكس في الوقت نفسه عمق هذه العلاقة، وصلابتها، وقدرتها على الصمود عبر الزمن.
تمتعت قبرص ومصر في العصر الحديث بالتعاون والدعم المتبادل، حتى قبل استقلال قبرص ونحن نعبّر عن امتناننا لمصر لدعمها مسيرتنا في إنهاء الاستعمار.
في ذلك الوقت، بلغ عدد أفراد الجالية القبرصية في مصر نحو 20 ألف شخص، وهو رقم كان يمثل نسبة كبيرة من سكان قبرص آنذاك. وأغتنم هذه الفرصة لأحيّي أعضاء الجالية القبرصية في مصر الحاضرين معنا هذا المساء.
عندما تأسست جمهورية قبرص كدولة مستقلة عام 1960، كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت قبرص معها علاقات دبلوماسية، كما كانت القاهرة من أوائل العواصم التي افتتحت فيها قبرص بعثة دبلوماسية. وقد أسّس الزعيمين الراحلين، الرئيس مكاريوس والرئيس جمال عبد الناصر، شراكة وثيقة ما زالت تشكّل الأساس الذي تقوم عليه علاقاتنا حتى يومنا هذا.
في ذلك الحين، وفي حقبة إنهاء الاستعمار، جمعتنا مبادئ عدم الانحياز في عالم تسوده الاستقطابات.
اليوم، تتمتع جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي – الذي تُعد جمهورية قبرص أقرب دولة عضو فيه إلى مصر – بشراكة استراتيجية، تُعقد في إطارها قمة بين الاتحاد الأوروبي ومصر يوم غد. ويعد تعزيز التقارب بين مصر والاتحاد الأوروبي، وتقريب الاتحاد الأوروبي من مصر، إحدى أولويات السياسة الخارجية لقبرص.
أيها الأصدقاء،
قبرص ومصر حليفتان، ليس بسبب الفرص المتاحة، سواءً كان ذلك تعاوننا في مجال الغاز الطبيعي، أو التوافق الحالي في المصالح.
نحن حلفاء لأننا أرسينا الأسس المتينة لعلاقاتنا لبنة تلو الأخرى، واختبرناها مع مرور الوقت.
نحن حلفاء لأننا نتشارك وحدة الهدف في السعي إلى تحقيق السلام في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وخارجها: السلام في قبرص، في فلسطين، في أوكرانيا، في السودان، وفي عشرات النزاعات الدائرة في مختلف أنحاء العالم.
نحن في قبرص ومصر جمعتنا الجغرافيا، إلا اننا لم نكن أسرى لها. بل يمكنني القول إنه لو كان بوسعنا اختيار جيراننا، لاخترنا مصر دون تردد.
قبل الختام، أود أن أتقدم بجزيل الشكر لمن لولاهم لما كان هذا الحدث ممكناً: فريقي في السفارة. السيدة النشيطة التي لا تعرف الكلل ثريا بهجت ورعاتنا الكرام.
تحيا العلاقات الأخوية بين قبرص ومصر
شكراً لكم، وأتمنى لكم أمسية ممتعة.