كتبت: علياء الهواري
في تطور لافت داخل مسار المفاوضات الجارية بشأن اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الحركة اشترطت إدراج القيادي البارز مروان البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى المرتقبة، معتبرة إطلاق سراحه “مفتاحًا حقيقيًا لأي مصالحة وطنية فلسطينية قادمة.”
وبحسب المصادر، فإن الحركة نقلت عبر الوسطاء المصريين والقطريين قائمة بأسماء الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى، يتصدرها البرغوثي، إلى جانب قيادات أخرى من الفصائل الفلسطينية المعتقلة منذ سنوات طويلة داخل السجون الإسرائيلية.
وقال أحد أعضاء المكتب السياسي لحماس، في تصريحات صحفية، إن الحركة ترى في البرغوثي “رمزًا للنضال الفلسطيني ووحدة الصف”، مشيرًا إلى أن الإفراج عنه سيمنح أي اتفاق قادم شرعية وطنية حقيقية داخل الشارع الفلسطيني
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض الدوائر الأمنية في تل أبيب تتحفظ على إدراج اسم البرغوثي، خشية أن يؤدي خروجه إلى تعزيز موقع حركة فتح وإعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني على نحو قد لا يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية.
ويُعتبر مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح والمحكوم بخمس مؤبدات في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، أحد أبرز الوجوه التي تحظى بتأييد واسع بين الفلسطينيين، وغالبًا ما يُنظر إليه كمرشح توافقي يمكن أن يوحّد الفصائل المتنازعة.
ويرى مراقبون أن إصرار حماس على إطلاق سراحه يحمل دلالات سياسية عميقة، تتجاوز البعد الإنساني إلى محاولة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، في وقت تسعى فيه الأطراف الإقليمية إلى تثبيت وقف النار وتحويل الهدنة المؤقتة إلى اتفاق دائم.