كتبت : علياء الهواري
شهدت مناطق واسعة في مصر والسودان فيضانات مفاجئة خلال الساعات الماضية نتيجة ارتفاع غير مسبوق في منسوب نهر النيل، ما أدى إلى غمر أراضٍ زراعية ومنازل، وأعاد إلى الواجهة الخلاف المزمن حول سياسات التشغيل الأحادي لسد النهضة الإثيوبي.
وقالت مصادر في وزارة الموارد المائية المصرية إن كميات المياه المتدفقة من الهضبة الإثيوبية تجاوزت المعدلات الموسمية، مرجّحة أن إثيوبيا قامت بتصريف كميات كبيرة من المياه دون إخطار مسبق لدول المصب، الأمر الذي تسبب في ارتفاع مفاجئ في منسوب النيل الأزرق.
وأكدت القاهرة أن هذا السلوك “يؤكد مجددًا خطورة غياب آلية تنسيق ملزمة بين الدول الثلاث”، فيما طالبت الخرطوم المجتمع الدولي بالتدخل لضمان إدارة مشتركة آمنة للمياه تحمي الأرواح والممتلكات.
من جانبها، نفت أديس أبابا أي مسؤولية لها عن الفيضانات، معتبرة أنها ناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة، في حين ردّت مصادر مصرية بأن السد أصبح “عامل ضغط بيئي” أكثر منه مشروعًا تنمويًا.
ويرى مراقبون أن الأزمة المائية مرشحة للتصاعد مع اقتراب موسم الملء الجديد، مؤكدين أن غياب الشفافية في تشغيل السد يهدد استقرار حوض النيل بأكمله، ويحوّل التعاون إلى صراع محتمل على الموارد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم.