تقرير : علياء الهواري
أثار منشور المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن وصف حرب السادس من أكتوبر 1973 بأنها انتهت بـ”نصر عسكري إسرائيلي” فتح أبواب السلام مع مصر.

وقال أدرعي في منشوره الذي تزامن مع الذكرى الـ52 للحرب:
“في مثل هذا اليوم اندلعت نيران حرب يوم الغفران… لقد بوغتت إسرائيل لكنها قلبت الأمور رأسًا على عقب، وانتهت الحرب بوقف إطلاق النار وبدء اتفاقات السلام مع أعظم دولة عربية.”
غير أن روايته قوبلت بردود غاضبة من المصريين والعرب، الذين اعتبروا المنشور محاولة لتزييف التاريخ وتقديم الهزيمة الإسرائيلية على أنها “نصر سياسي”.

وأكد المعلقون أن الجيش المصري هو من بدأ الحرب بمفاجأة عسكرية تاريخية، عبر فيها قناة السويس وحطم خط بارليف الحصين في ست ساعات فقط، وهو ما وصفته مراكز الأبحاث العسكرية العالمية بأنه “أعظم عملية عبور في القرن العشرين”.
وأشار مؤرخون إلى أن إسرائيل نفسها اعترفت بالهزيمة الميدانية في الأيام الأولى للحرب، وأن رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير عاشت انهيارًا نفسيًا حادًا بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في التصدي للهجوم المصري والسوري، فيما استقال وزير الدفاع موشيه ديان بعد أن وصف ما جرى بأنه “زلزال حقيقي”.
ويرى محللون أن أدرعي يحاول في كل عام إعادة تدوير الرواية الإسرائيلية للحرب، لتخفيف وقع الهزيمة التي غيّرت موازين القوى في الشرق الأوسط، وأجبرت إسرائيل لاحقًا على الجلوس على طاولة المفاوضات، ما قاد إلى استعادة مصر كامل أراضيها في سيناء عام 1982.
وتبقى حرب أكتوبر، في نظر التاريخ والعسكرية العالمية، نصرًا عربيًا مصريًا خالصًا، أعاد للأمة العربية كرامتها، وأثبت أن الجيش المصري قادر على قلب الموازين مهما حاولت إسرائيل تغيير الرواية.