كتبت : زينب احمد
وجه فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد فضيلة مفتي الديار الهندية نداء عاجل لقيادات العالم — خاصة رئيسة الولايات المتحدة ورئيس حكومة إسرائيل — للعمل بجدّ من أجل السلام وحماية المدنيين، حيث قال في هذا النداء الاخير
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوبٍ يعتصرها الحزن والأسى، وبالضمير الإنساني والشرعي الذي يؤلِّف بين ضمائر الأمم، يتوجّه مكتب مفتي الديار الهندية فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد بنداء عاجل ومتواضع إلى قادة العالم، وعلى رأسهم رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس حكومة إسرائيل، يدعوهم فيه إلى اتخاذ خطوات جادة وفورية لوقف دوامة العنف وإيجاد سبل حقيقية للسلام.
لقد شهدت منطقتنا في العقود الأخيرة مآسي إنسانية عميقة — من العراق إلى أفغانستان إلى فلسطين — أزهقت فيها أرواح آلاف الأبرياء، وتهدّمت بيوت، وتشردت أسر، وابتلّت الأرض بدماء الأطفال والنساء والشيوخ. إنَّ ما حلّ بتلك البلاد من دمار وانقسام سياسي واجتماعي يمثل جرحاً عميقاً في ضمير الإنسانية ولا يمكن تجاوزه إلا بإرادة سياسية صادقة وصبرٍ على طريق العدالة والمصالحة.
إنّنا نؤكّد على ما يلي:
- وقف فوري لإطلاق النار: مطلب إنساني لا يحتمل التأجيل، من أجل حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
- فتح ممرات إنسانية آمنة وإفساح المجال لوصول الغذاء والدواء والرعاية الطبية للمتضررين دون عوائق.
- محاسبة مرتكبي الانتهاكات وفق مبادئ القانون الدولي والعدالة، مع تحقيق نزيه وشفاف يضع حدًّا للإفلات من العقاب.
- الالتزام بحماية المدنيين واحترام قواعد الاشتباك وتجنّب استهداف المنشآت المدنية والبنى التحتية الحيوية.
- العمل على حلٍّ سياسي عادل يحترم حقوق الشعوب، ويشمل حماية الأقلّيات وحقوق اللاجئين والنازحين.
- دعم إعادة الإعمار والتعافي الاجتماعي والنفسي للمجتمعات المنكوبة، واستثمار في التعليم والصحة والعمل لمنع تفشّي الفراغ الذي يستغله المتطرفون.
- تشجيع الحوار بين الأديان والثقافات وإطلاق مبادرات مصالحة مجتمعية تقوّي الأواصر الإنسانية وتكسر دوائر العداء.
نناشد قادة الدول العظمى خصوصًا الذين لهم تأثير مباشر في ساحة الصراع أن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية. فبدلاً من تصعيد الأوضاع، عليهم إبراز القيادة الحقيقية عبر مبادرات دبلوماسية فاعلة، وضمانات أمنية طويلة الأمد، وتهيئة بيئةٍ عادلة تؤدي إلى تسوية سياسية دائمة.
كما نناشد المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودهم للتخفيف عن المدنيين، وتقديم الدعم النفسي والطبي والاجتماعي للمتضررين، ومحاسبة من يعرقل وصول المساعدات.
إنَّ الدين يعلّمنا قيمة الرحمة والعدالة، والأمم العاقلة تبني مستقبلها على أساسٍ من التعاون والإنصاف. نسأل الله العلي القدير أن يرحم الضحايا ويشفي الجرحى، وأن يلهم القادة السبيل إلى ما فيه خير البشرية والسلام المستدام.
وخاتمة القول: لا فخر في النصر الذي يُبنى على مآسي الأبرياء. السلام وحده هي القيمة التي تبقى وتُعيد للأمم كرامتها وتمنح المستقبل أملًا حقيقيًا.