بقلم / السفير علي الحفني
نائب وزير الخارجية سابقا
اامل ان يكون وضع الوكالة الدولية لغوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة من المسائل الهامة المطروحة على اجندة القمة العربية الاسلامية التي سوف تعقد في الدوحة ، فالوكالة تترنح بفعل احجام المجتمع الدولي عن دعمها ماليا ، وهو الامر الذي يستدعي المسارعة باعلان عدد من الدول العربية والاسلامية عن تقديم دعم مالي عاجل لها لتأمين استمراريتها بل استمرار وجودها .
لن اتناول هنا استمرار الكيان الاسرائيلي في سياسته لاستهدافها ومساعيه لتصفيتها هي الاخرى اذ لم يكتفي بوضع نهاية لوجودها في الاراضي الفلسطينية المحتلة بقرار من الكنيست الاسرائيلي وهدم منشأتها في قطاع غزة وتصفية اكثر من ٣٠٠ من العاملين فيها داخل القطاع بل شملت الخطة الاسرائيلية ايضا شن حملة دولية تستهدف الصورة الذهنية للوكالة لدى المجتمع الدولي وهدم مصداقيتها والصاق تهم التواطؤ مع الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس في اعمال العنف والارهاب.
وتراجع المجتمع الدولي في دعمه وهو اتجاه كان سائدا قبل احداث السابع من اكتوبر الا ان وطأته زادت بشدة بفعل الحملات التي تعرضت لها الوكالة بسبب الضغوط الاسرائيلية ودعم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة للمخطط الاسرائيلي لتصفية الاونروا .
اننا في المنطقة العربية والعالم الاسلامي يجب الا نشترك في هذه التصفية الثانية حتى رغما عننا او نسمح بانتصار اسرائيل وداعميها في هذه الحرب الاخرى فاحد ادوات مواحهة هذا الكيان المتغطرس هو تامين استمرارية الوكالة والتي ينتظرها دور هام في المستقبل سنساهم كدول عربية واسلامية وبالتعاون مع الامم المتحدة في رسم ملامحه لاحقا.
فلنقف داعمين للاونروا ولا نسمح للكيان الاسرائيلي وداعميه بتحقيق هدفهم في القضاء على الوكالة وتلويث تراثها الثري في المجال الانساني وهي احدى اهم الوكالات التابعة للامم المتحدة التي يفخر المجتمع الدولي بوجودها وبالادوار المشرفة العديدة التي قامت بها على مر تاريخها ولا تزال تقوم بها .
فلندعم الوكالة ولا نسمح بتصفيتها ونتصدى للمخططات الاسرائيلية في هذا الصدد.