كتبت: فاطمة بدوى
رحبت جمعية الصداقة المصرية الصينية باطلاق الصين مبادرة الحوكمة العالمية والذي تم بشكل متزامن مع انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت مؤخرا بمدينة تيانجين التي شارك فيها دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ، والاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار على القوى الفاشية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية التي مثل فيها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الفريق المهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الزراعية وزير الصناعة والنقل بالعاصمة بكين .
وتعد المبادرة مبادرة هامة اخرى طرحتها الصين بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الامن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية ، وتستهدف مبادرة الحوكمة العالمية تحديد الاتجاه والمبادئ والمسار لاصلاح منظومة الحوكمة العالمية الحالية وألياتها .
ان المفهوم الجوهري لمبادرة الحوكمة العالمية المتمثل في الالتزامات الخمسة وهي
الالتزام بالمساواة في السيادة
الالتزام بسيادة القانون الدولي
الالتزام بتعددية الاطراف
الالتزام بوضع الشعب في المقام الاول
الالتزام بتحقيق نتائج ملموسة
ان هذا المفهوم الجوهري ينبع من المقاصد والمبادئ الواردة بميثاق الامم المتحدة ، ويتماشى مع التطلعات المشتركة للاغلبية العظمى من الدول . فالاوضاع الدولية الراهنة تشهد اضطرابات متشابكة ، حيث تتعرض الامم المتحدة وتعددية الاطراف لصدمات كبيرة مع زيادة عجز الحوكمة العالمية الحالية بشكل مستمر ، ويوجد قصور بالالية الدولية القائمة في ثلاث مجالات ، الاول ، هو النقص الخطير في تمثيل الجنوب العالمي في ظل التصاعد الجماعي لدول الاسواق الناشئة والدول النامية ، فمن الضروري زيادة تمثيل الجنوب العالمي ، وتصحيح الظلم التاريخي ، والمجال الثاني ، هو تأكل السلطة ، فلم يتم الالتزام بمقاصد ومبادئ الامم المتحدة بشكل فعال ، وتتعرض القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي للاسراف في استخدام حق الاعتراض او الفيتو ، وتنتهك العقوبات الاحادية الجانب وغيرها من ممارسات البطش بالقانون الدولي التي تقوض النظام الدولي . واما المجال الثالث فهو الحاجة الملحة لزيادة الفعالية اذ تإخرت ، على سبيل المثال ، عملية تطبيق اجندة الامم المتحدة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة بشكل كبير ، واصبح تغير المناخ والفجوة الرقمية وغيرها من الملفات اكثر بروزا ، وتوجد فجوات الحوكمة في القطاعات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء السيبراني والفضاء الخارجي .