بقلم: ليو يان جيون
عقدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 في مدينة تيانجين الصينية يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر، بحضور أكثر من 20 من قادة الدول و10 من ممثلي المنظمات الدولية، من بينهم رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي. وباعتبارها دولًا شريكة في الحوار داخل المنظمة، تشارك كل من مصر والسعودية وقطر والبحرين بنشاط في آليات التعاون ضمن إطار منظمة شنغهاي. وفي هذا السياق، أطلقت قناة سي جي تي ان العربية فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “عابرون”، يروي من خلال تجارب شبابية عربية حقيقية كيف تتجسّد قيم الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون التي تدعو إليها «روح شنغهاي».
منذ تأسيسها عام 2001، التزمت منظمة شنغهاي للتعاون بمبادئ «روح شنغهاي» القائمة على الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع والسعي إلى التنمية المشتركة. واليوم تضم المنظمة 10 أعضاء دائمين و2 بصفة مراقب و14 شريك حوار، لتغطي 26 دولة في ثلاث قارات ويعيش فيها أكثر من 3.3 مليار نسمة. وبصفتها الرئيس الدوري للمنظمة للفترة 2024-2025، رفعت الصين شعار «تعزيز روح شنغهاي: منظمة شنغهاي في العمل»، ونظّمت أكثر من 90 فعالية في مجالات الأمن والاقتصاد والإعلام والثقافة لتعميق التعاون العملي. وقد شاركت مصر والسعودية في العديد من هذه الأنشطة، من بينها منتدى الاقتصاد الرقمي ومنتدى التعاون الإعلامي، بما يعكس الدور المتنامي للدول العربية في هذا الإطار.
ويأتي الوثائقي “عابرون” ليُبرز الوجه الإنساني للتقارب العربي الصيني. إذ يتتبع حياة مجموعة من الشباب العرب في الصين: رجل أعمال يعمل في التجارة الخارجية، أكاديمي يربط بين قاعات المحاضرات والمكتبات والملاعب، طلاب ومعلمون يستعدون لحفل تخرج، شاب يخوض تجربة القفز المظلي بحثًا عن الحرية، وآخر يجد طريقه من جديد وسط الغربة. من خلال هذه القصص، يوضح الفيلم أن أساس العلاقات الصينية العربية لا يقتصر على الشراكات الاقتصادية، بل يمتد إلى التفاهم الثقافي والتواصل الإنساني.
مع اقتراب قمة تيانجين، يقدّم الفيلم نافذة جديدة لفهم «البُعد الإنساني» في العلاقات الصينية العربية. وقد بدأ عرضه عبر شاشة قناة سي جي تي ان العربية ومنصاتها الرقمية، على أن يُبث لاحقًا بلغات متعددة في وسائل الإعلام الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.