اراء ومقالات
مصر ونداء غزة

بقلم : اللواء أحمد زغلول نائب رئيس حزب المؤتمر ورئيس الهيئة العليا للحزب
جاءت الرسالة المهمة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري والمجتمع الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة وتشدين على ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، وعلى الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر منذ اندلاع الحرب، خاصة على صعيد وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات، والإفراج عن الرهائن لتؤكد مجداً
على المواقف المصرية الثابتة والمسئولة
وفى واقع الأمر لابد من توجيه تحية قلبية الى الرئيس السيسي على تأكيده الواضح والحاسم على أن مصر تسعى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية :
- وقف الحرب وحماية المدنيين
- إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
- الإفراج عن الرهائن والمحتجزين من الجانبين
إضافة الى تشديد الرئيس في كلمته على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية “موقف محترم وثابت ولن يتغير” ودعم القاهرة لحل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ورفض مصر القاطع لأي عمليات تهجير للفلسطينيين خارج أراضيهم، وهو ما وصفه بأنه “أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا ويهدد زعزعة أمن واستقرار المنطقة”.
وفيما يتعلق بجهود مصر الإنسانية على الأرض
ففيما يتعلق بالمساعدات، أوضح الرئيس أن مصر لديها الآلاف من الشاحنات الجاهزة للدخول إلى القطاع، وتنتظر التنسيق مع الجانب الفلسطيني داخل المعبر، لأن تشغيل معبر رفح ليس مسؤولية مصر وحدها بل يتطلب وجود طرف فلسطيني قادر على استلام وتوزيع المساعدات داخل غزة.
وقد ساهمت مصر بالفعل في إدخال أكثر من 35,000 شاحنة مساعدات منذ بدء الحرب، بحمولة تجاوزت 500,000 طن من الغذاء والدواء والإمدادات الطبية ووقود الطوارئ، وذلك عبر الهلال الأحمر المصري وصندوق “تحيا مصر” الذي أطلق أكبر قافلة إغاثة في تاريخه، ضمت أكثر من 300 شاحنة، وسيارات إسعاف ومولدات كهربائية وأدوات إيواء.
وكم كان الرئيس السيسى واضحاً وصريحاً كعادته دائماً عندما وجه نداء مباشراً إلى المجتمع الدولي والدول المؤثرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لبذل جهد حقيقي وعاجل لإنهاء معاناة سكان غزة. كما وجه رسالة خاصة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، داعيًا إياه إلى التدخل بصفته المؤثرة لوقف القتال وإنقاذ الأرواح. وقائلاً : من فضلك ابذل كل الجهد لإنهاء هذه الحرب وإدخال المساعدات… أتصور أن الوقت قد حان لتحقيق ذلك
ومصر الحصن التاريخي للقضية الفلسطينية ولم تكن هذه المواقف والجهود التي تبذلها مصر اليوم وليدة اللحظة، بل هي امتداد لدور أصيل وثابت لعبته مصر منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي. فمنذ نكبة عام 1948، كانت مصر في طليعة الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا.
لقد خاضت مصر حروبًا، وقادت مبادرات سلام، واستضافت مفاوضات تاريخية، وكل ذلك في سبيل الوصول إلى تسوية شاملة تضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة. وقدمت مصر على مدى العقود تضحيات جسيمة، من دماء أبنائها في الحروب، إلى جهودها الدبلوماسية المتواصلة، إلى استقبال الجرحى والمصابين في مستشفياتها، وفتح معابرها وقت الأزمات رغم التحديات.
والقيادة المصرية، سواء في العهود السابقة أو اليوم تحت قيادة الرئيس السيسي، لم تؤلُ جهدًا في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، سواء عبر تقديم الدعم السياسي في المحافل الدولية، أو من خلال الدعم اللوجستي والميداني داخل القطاع.
ومر المعروف أن مصر صوت العدل والعقل في زمن الفوضى ففي زمن تعلو فيه أصوات الحرب وتتراجع فيه المبادئ، تبقى مصر الصوت العاقل المدافع عن الحقوق والمبادئ، والمسؤولة التي تتحرك من منطلق تاريخي وأخلاقي، لا مصلحي أو وقتي.
إن نداء الرئيس السيسي والمساعدات التي تُقدم بلا توقف، والموقف السياسي الثابت لمصر، جميعها تؤكد أن مصر ستبقى دائمًا في صف القضية الفلسطينية، وشريكًا حقيقيًا في أي مسار يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.