تصريح خاص من الدكتور نعمان العابد لـ"الخبر اليوم": "الملف النووي الإيراني ليس سبب العدوان الإسرائيلي.. والمشهد أعمق من مجرد قنبلة نووية"

بقلم: علياء الهواري
في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وما يشاع عن أن السبب الرئيسي للعدوان هو قرب امتلاك إيران لسلاح نووي، أكد المحلل السياسي الدكتور نعمان العابد، في تصريح خاص لـ”الخبر اليوم”، أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى وقائع حقيقية، بل هو قراءة سطحية لمشهد سياسي معقد ومتداخل.
وقال الدكتور العابد:
“لا صحة مطلقًا للقول إن العدوان الإسرائيلي جاء بسبب فشل المفاوضات النووية أو اقتراب إيران من إنتاج القنبلة النووية. حتى هذه اللحظة، لم تعلن أي جهة، بما فيها الولايات المتحدة، فشل المفاوضات، بل كان من المقرر عقد جولة جديدة منها غدًا، مما ينفي افتراض الفشل سلفًا”.
وأضاف:
“إيران، وفقًا لما تعلنه باستمرار، لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، بل هناك فتوى صريحة من المرشد الأعلى علي خامنئي تُحرم إنتاج أو امتلاك الأسلحة النووية. ولو كانت إيران فعلاً تسعى لذلك، لفعلت منذ سنوات دون علم أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأشار العابد إلى أن مفاوضات الملف النووي لم تكن يومًا حكرًا على البُعد النووي فقط، بل كانت تشمل قضايا أوسع تتعلق بدور إيران الإقليمي وتوازنات النفوذ في الشرق الأوسط، مضيفًا:
“ما يجري الآن هو جزء من صراع المحاور حول إعادة تشكيل المنطقة، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة ترسيخ دور إسرائيل كوكيل أمني وحيد لها في المنطقة، عبر خلق صراعات توظفها لصالح هذا المشروع”.
وتابع:
“الولايات المتحدة لا تتنصل مما يجري، بل تلعب من الخلف دور الداعم لوكيلها الإسرائيلي. واعتقاد البعض أن واشنطن انسحبت أو نأت بنفسها مجرد وهم. ما يجري هو تمكين للوكيل ليصبح السيد المباشر في المنطقة”.
وفي ختام تصريحه، حدد الدكتور نعمان العابد عاملين رئيسيين يُعطلان تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة:
- فشل إسرائيل في حسم عدوانها على غزة، بفعل صمود الشعب الفلسطيني والمواقف الرافضة من قوى إقليمية ودولية، أبرزها مصر وروسيا والصين.
- فشل واشنطن في تطويع القرار السياسي الإيراني، بسبب موانع داخلية عقائدية وتدخلات دولية مضادة للمشروع الأمريكي.
وختم بقوله:
“نحن أمام لحظة فارقة ستعيد تشكيل مستقبل الشرق الأوسط، وما ستبوح به الأيام القادمة سيكون بالغ الخطورة والأهمية”.