المرأة والطفل

قلوب مبدعة تنبض بالأمل والإبداع: المعرض السنوي الثالث والعشرون لجمعية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

كتبت : د. ميرفت ابراهيم

في مشهد مفعم بالفخر والاعتزاز، افتتحت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة معرضها السنوي الثالث والعشرين تحت شعار “قلوب مبدعة”، ليكون مناسبة وطنية وإنسانية تحتفي بقدرات وإبداعات فئة غالية على قلوبنا. ويأتي هذا الحدث تأكيدًا على أن الإعاقة لم ولن تكون عائقًا أمام العطاء، بل دافعًا للتفوق وإثبات الذات.

تألقت أروقة المعرض بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية والمنتجات التي صنعتها أنامل المشاركين من ذوي الإعاقة، في مجالات الفن، والأعمال اليدوية، والتفصيل، والتطريز، والرسم، والتجليد. وقد عكست هذه المعروضات دقة التنفيذ، وثراء الخيال، وصدق التعبير، فكانت مرآة حقيقية للطاقات الكامنة، والإرادة التي تتحدى الصعاب.

حضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات البارزة، يتقدمهم السيد طالب عفيفة، عضو الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، والمستشار ناجي زكارنة، مترجم لغة الإشارة في قناة الجزيرة، إلى جانب مجموعة من الأعضاء والمنتسبين والداعمين، الذين شاركوا ذوي الإعاقة فرحتهم واحتفائهم بإنجازاتهم. وشكّل حضورهم دعمًا معنويًا كبيرًا يعكس مدى الاهتمام المجتمعي والرسمي بهذه الفئة العزيزة.

كمتطوعة ومستشارة إعلامية في الجمعية، سعدتُ شخصيًا بالمشاركة في فعاليات المعرض، إلى جانب فتيات وشباب المركز، ومتابعة تفاصيل أعمالهم عن قرب. كانت تجربة إنسانية راقية، تثبت أن الفن لا يعترف بالحواجز، وأن الإبداع ينبع من القلب الصادق والإرادة الحرة. لقد قدّم هؤلاء المبدعون درسًا ملهمًا في المثابرة والتعبير الفني، بل وأثبتوا أن لهم مكانًا مميزًا على خارطة الإنجاز.

ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها المدير التنفيذي للجمعية، السيد أمير الملا، الذي كان وما زال رمزًا للتفاني والدعم المستمر. فقد شكّل هذا المعرض منصة حقيقية لإبراز مواهب ذوي الإعاقة، ومنبرًا للتواصل مع المجتمع، ومناسبة لتغيير الصورة النمطية وتعزيز ثقافة التمكين.

ختامًا، “قلوب مبدعة” لم يكن مجرد عنوان لمعرض، بل كان رسالة صادقة من ذوي الإعاقة إلى العالم، مفادها أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الإيمان بالقدرات هو الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي. فشكرًا لكل من آمن، ودعم، وشارك، وساهم في تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى