فن

الفنان إسلام القصبجي في ضيافة المهرجان الدولي للعود بتطوان الدورة 26 واستقبال حار من الجمهور المغربي.

المغرب:محمد سعيد المجاهد

تطوان النُّور السَّاطع ـ الأمل المُشرق، جوهرة البحر الأبيض المتوسط، شامخة فاتنة، أرض السلام والتَّعايش والتَّسامح مُلتقى حوار الحضارات.. ماضيها حافل وحاضرُها مُزدهر بالعناية المولوية الشريفة، ومُستقبلها أكبر مما نتصور.فلا غرور أن اختيار تطوان لاحتضان المهرجانات التي وصلت إلى العالمية ومنها مهرجان تطوان الدولي للعود الذي يحتفل هذه السنة بالدورة 26.

وكان الشرف العظيم في هذه الدورة مشاركة قامة كبيرة مبدعة على عزف آلة العود الفنان المبدع والمميز، الملحن والعازف اسلام القصبجي المعروف عليه بأنه يأسر مشاعر الجمهور، ويحظى بتفاعلهم، على أنغام الألحان لتنتهي الرحلة وتحط ركابها على مزيج من المتعة والسلطنة والرومانسية.

الفنان إسلام القصبجي شخصية فنية فذة متواضع ذكي مبدع.

من جانبه، أعرب الموسيقي المصري الذي،يشرف الوطن العربي الفنان إسلام القصبجي عن سعادته الغامرة بلقاء الجمهور المغربي الدواق وإعجابه بجمال مدينة تطوان وكرم أهلها وتاريخها العريق وخاصة مع الأخوة العريقة التي ربطت مصر بتطوان في عهد الحماية الإسبانية
وزيارة ألمع أهل الأدب والفن وصناع السينما والمسرح.

كما نوه بالدوق الرفيع الذي يتمتع به الجمهور المغربي وحبهم للفن الراقي وارتباطهم بأغنيات الزمن الجميل، مؤكدا أنه ليس بالأمر الغريب على الجمهور المغربي متوقعا الحضور الكبير لجمهور تطوان، وهو المعروف بذائقته الفنية العالية وحبه للفنون الراقية.

وثمن القصبجي فرصة لقاء الجمهور التطواني، مؤكدا أنه سيتمتع بالجمهور كما سيتمتع الجمهور بالحفل الاختتامي للمهرجان الدولي للعود بتطوانالدورة26 بمسرح إسبانيول الذي،يعتبر معلمة معمارية عمرها أكثر من 100 ستة، وأن علاقة التفاعل متبادلة حيث «سنلتقي جميعا على حب الموسيقى وأجمل الألحان»، مهنئا الشعب المغربي عامة وتطوان خاصة بحلول العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس حفظه الله راعي الفن والفنانين.

إسلام القصبجي هو موسيقي من طراز خاص ملحن وعازف بارع للعود، وصاحب منهج متميّز لتعليم العزف على هذه الآلة الوازنة. يعمل مدرساً في المعهد العالي للموسيقى العربية، ويؤمن بتفرُّد المدرسة المصرية في الموسيقى الشرقية؛ لذلك يسعى جاهداً إلى إعادة الأمجاد التي صنعها عمالقة الموسيقيين مثل محمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وعمار الشريعي وكثيرين غيرهم على امتداد تاريخ الموسيقى الحافل في مصر.

‎اجتذبته غواية الأوتار ولم يكن تجاوز الثامنة من عمره بعد، حيث كان يجلس كلَّ ليلة مع والدته ليستمع لإحدى حفلات السيدة أم كلثوم، ويُحلّق وسط تفاصيل حكايات الأم عن الموسيقيين المصاحبين لها، وفي مقدمتهم ملك العود محمد القصبجي. ولم يكن يدرك حينها ابنُ الثامنة أن هذا الفنان المرموق ولقبه سوف يكون لهما دور كبير في مستقبله الموسيقي والحياتي على السواء.
‎دفع الشغف بالموسيقى فى تلك الفترة الطفل إسلام إلى أن يُجمع قروشه القليلة ليشتري أول آلة عود في حياته، ومعها شرائط كاسيت للشيخ صلاح أحد العازفين المعروفين في محل إقامته، مدينة الزقازيق. وتزامن ذلك مع التحاقه بإحدى فرق الكورال التابعة لمؤسسة الثقافة الجماهيرية في المدينة، حيث تعلم إسلام أصول الغناء أيضاً، مما صقل موهبته مبكراً، ليجمع في صوته وبين أنامله للمفاتيح الأولى لعالمه الموسيقي الخاص.
‎بعد أن أتمَّ إسلام تعليمه الثانوي الأزهري، التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وقضى فيها نحو عام دراسي، حتى لعبت المصادفة دوراً محوريا في حياته، حيث لم يكن المعهد العالي للموسيقى العربية يقبل خريجي المدارس الأزهرية قبل ذلك الوقت. فعندما زار المعهد للقاء أحد أساتذته وجد إعلاناً بقبول دفعة من خريجي المدارس الأزهرية، وساعتها شعر الشاب اليافع كأن هذا الإعلانَ وُضع خصيصا له، حيث لم يتكرر الأمر ثانيةً، فبادر بالتقدم إلى المعهد وسرعان ما أضحى طالباً في المعهد
العريق.

‎خلال سنوات دراسته في المعهد، سافر الطالب الموهوب إلى الجزائر للمشاركة في مسابقة موسيقية في مدينة وهران، حيث فاز فيها بالمركز الأول ، ويومها أطلق عليه وزير الثقافة الجزائري خلال تسليمه الجائزة «خليفة القصبجي الكبير»، ليلتصق به اللقب منذ ذلك الحين، وتبدأ رحلة أخرى صار فيها الفنان الواعد يحمل اسم الموسيقار الكبير الراحل، حيث قدم حفلاته في الجزائر وهو يحمل هذا اللقب. ومن يومها أصر الموسيقي الشاب على أن يكون مشواره الفني خليفا باللقب، خصوصاً بعدما أعربت أسرة الموسيقار الراحل عن سعادتها بأن يحمل إسلام لقب الجد. ‎واستمرت مسيرة الفنان الشاب والطالب المتفوق، ولم يعد هدفه ينحصر في العزف فقط ، بل امتد إلى أن يضع منهجا جديداً لتعليم الموسيقى وتخريج دفعات متميزة في العزف على آلة العود وصناعتها. وفي الوقت نفسه لم يفقد شغفه بالتأليف الموسيقي، فلم تكد تمضي سنوات قليلة ترسخت خلالها مكانته عارفا، حتى بادر بإعلان نفسه ملحنا ومؤلفاً موسيقيا. وعلى مدار رحلته الفنية شارك في عديد من الفرق الموسيقية الكبرى في مصر والوطن العربي، وفي كثير من أهم المهرجانات، إضافةً إلى حصده عدداً كبيراً من الجوائز، وتقديمه حفلات مرموقة في عدد من الدول العربية .
والأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى