الدكتور وفيق نصير: الزلزال لا يدعو للقلق.. وبيئتنا تدق ناقوس الخطر بسبب الاستهلاك الجائر وتغير المناخ

في حوار خاص وحصري، يكشف الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، عن رؤيته العلمية لأحداث الزلزال الذي هزّ بعض مناطق مصر مؤخراً، ويوضح العلاقة غير المباشرة بين النشاط البشري والتغيرات الجيولوجية.
كما يناقش أبرز التحديات البيئية التي تواجه العالم في عام 2025، من الاستهلاك المفرط، إلى فقدان التنوع البيولوجي، مروراً بخطر ذوبان الجليد وندرة المياه. الدكتور نصير يطلق تحذيراً بيئياً مدوياً، ويدعو إلى وعي جماعي وتدخل وتكاتف لحكومات العالم فاعل لإنقاذ كوكب الأرض.
سؤال: بدايةً، ما هو تقييمكم العلمي للهزة الأرضية التي شعر بها المواطنون في القاهرة وعدة محافظات؟
الهزة الأرضية التي وقعت فجر الأربعاء 14 مايو 2025، بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، هي نشاط طبيعي جداً في منطقة معروفة بكونها نشطة زلزاليًا، مركز الزلزال كان شرق جزيرة كريت على عمق 76 كم، وهو ناتج عن انزلاق اللوح الإفريقي تحت اللوح الأوروبي، ولا يدعو للقلق. والهزه اليوم ٢٢ مايو هيا تابع لها.
سؤال: هل هناك علاقة بين التغيرات المناخية أو النشاط البشري وبين هذه الظواهر الزلزالية؟
نعم، ولكن بشكل غير مباشر. النشاط البشري والتغيرات المناخية قد يُسهما في تحفيز بعض الظواهر الجيولوجية، لكن تأثيرهما لا يزال طفيفاً مقارنة بالعوامل التكتونية الأساسية، والأرض ككائن حي تتفاعل باستمرار، والتغير في المناخ أو في الغلاف الجوي قد يؤثر على الضغط تحت القشرة الأرضية ويدعو لتحركات أكثر من الطبيعي.
سؤال: ما أسباب عدم شعور المواطنين بأضرار جسيمة جراء الزلزال؟
البعد الجغرافي عن مركز الزلزال وعمقه الكبير ساهما في تقليل تأثيره على الأراضي المصرية، ولم تُسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، وهذا ما أكده المعهد القومي للبحوث الفلكية والهلال الأحمر. ربنا ستر.
سؤال: ننتقل إلى الشأن البيئي العالمي.. ما أبرز التحديات التي تواجه البيئة في 2025؟
نصير: العالم يواجه خمس تحديات رئيسية:
- تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة،
- ندرة المياه،
- التلوث البلاستيكي،
- نقصان الغابات الأستوائيه و فقدان التنوع البيولوجي،
- الزياده السكانيه و الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية.
هذه الأزمات تؤثر على الاستدامة وعلى جودة الحياة حول العالم.
سؤال: ما دور الاستهلاك المفرط في تفاقم هذه التحديات؟
الاستهلاك الجائر أحد الأسباب الرئيسية لتدهور البيئة، حتى لو حافظ الفرد على نمط استهلاك معتدل، فإن الزيادة السكانية تأكل كل الموارد، الضغط السكاني يهدد المياه، الغذاء، والطاقة. لذا نحتاج لتغيير السلوك الجمعي وتدخل حكومي مباشر.
سؤال: كيف يمكن الحد من الاستهلاك الزائد؟
التوعية ضرورية، ويجب أن تقودها الحكومات عبر حملات وفرض ضرائب على السلع الاستهلاكية المرتفعة الأثر البيئي، كمنتجات الطاقة والوقود الأحفوري، لا يكفي فقط نشر المعلومات، بل لا بد من وضع سياسات صارمة.. والأهم هوا السيطره على الزياده السكانيه عالميا.
سؤال: وماذا عن الغابات الاستوائية؟ لماذا تمثل أزمة بيئية اليوم؟
الغابات الاستوائية هي “رئة الأرض”، تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين، وتأوي 70% من الكائنات الحية، لكنها تواجه تهديدات كبيرة مثل القطع الجائر، التعدين، التمدد العمراني والصيد الجائر. وهذا يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي.
سؤال: هل هناك حلول بديلة لتعويض تدهور الغابات؟
لا يوجد بديل عن الطبيعي خلقه ربنا ، وظهرت مبادرات مثل الأشجار الصناعية التي تسحب ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأوكسجين، ورغم أنها لا تُغني عن الغابات الطبيعية، إلا أنها تمثل حلاً مؤقتا لتقليل آثار الاحتباس الحراري.
سؤال: أخيراً، ما رسالتكم إلى المجتمع والحكومات؟
المسؤولية جماعية. الحكومات يجب أن تسن تشريعات بيئية صارمة، والمجتمعات عليها أن تغيّر سلوكها الاستهلاكي، وعام 2025 ليس وقت للتهاون، بل لحظة حاسمة لإنقاذ الكوكب، دعونا نعمل جميعًا من أجل بيئة آمنة للأجيال القادمة.
ما بين الزلازل التي لا تدعو للقلق، والتغيرات البيئية التي تتطلب قلقًا عالميًا، يرسم الدكتور وفيق نصير خريطة طريق واضحة لمواجهة الأزمات البيئية، والحوار معه ليس مجرد تقييم علمي، بل دعوة للاستيقاظ البيئي، وإعلان لحالة طوارئ من أجل مستقبل الأرض.