بقلم : د ميرفت ابراهيم
يُعدّ منتدى قطر الاقتصادي الذي تمزافتتاحه برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير المفدي الشيخ تميم بن حمد ال ثاني منيرا اقتصاديا وقد برزالمنتدي بجهود ودعم ورعاية معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية حيث إن المنتدي يمثل حدثًا محوريًا يعكس الطموح الكبير لدولة قطر في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، يرتكز على الابتكار والإنجازات في مختلف القطاعات. لا يقتصر دور المنتدى على استعراض الفرص الاقتصادية فحسب، بل يمتد ليشمل كافة مجالات الدولة، من التنمية البشرية والبنية التحتية إلى الفنون والثقافة، مع إبراز الدور المحوري للمدينة الإعلامية في تحقيق هذه الرؤى.
إنجازات قطر وتنوعها الاقتصادي
لقد خطت دولة قطر خطوات عملاقة نحو تنويع مصادر دخلها بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط والغاز. فخلال السنوات الماضية، شهدت الدولة تطورًا هائلاً في قطاعات مثل التعليم، والصحة، والرياضة، والسياحة. تُجسد المدن الحديثة مثل لوسيل، والمرافق العالمية مثل مطار حمد الدولي، والبنية التحتية المتطورة للاتصالات والنقل، التزام قطر بالاستثمار في مستقبلها. كما برز دور قطر كلاعب رئيسي على الساحة العالمية في استضافة الفعاليات الكبرى، مثل كأس العالم FIFA 2022، مما عزز مكانتها كوجهة عالمية للفعاليات والأعمال. يُبرز المنتدى هذه الإنجازات ويعرض الفرص الاستثمارية الواعدة في هذه القطاعات الحيوية.
الابتكار والإبداع في قلب التنمية القطرية
تركز رؤية قطر الوطنية 2030 على بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وهذا ما يتجلى بوضوح في الدعم الكبير للبحث العلمي والابتكار. تستثمر قطر بشكل مكثف في المؤسسات التعليمية والبحثية ذات المستوى العالمي، وتُشجع على ريادة الأعمال وتطوير التكنولوجيا. يُسلّط المنتدى الضوء على المشاريع الابتكارية في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، وكيف تساهم هذه الابتكارات في تشكيل مستقبل قطر والعالم. كما يُعزز المنتدى من تبادل الخبرات والمعرفة بين القادة والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، مما يُثري البيئة الابتكارية في الدولة.
الدور المحوري للمدينة الإعلامية القطرية
لا يمكن الحديث عن إنجازات قطر ورؤاها المستقبلية دون الإشارة إلى الدور الجوهري الذي تلعبه المدينة الإعلامية القطرية. فبصفتها مركزًا إعلاميًا عالميًا، تُساهم المدينة الإعلامية في صياغة السرد الإعلامي لدولة قطر، وإبراز قصص نجاحها، وجذب الاستثمارات العالمية. تعمل المدينة الإعلامية كمنصة حيوية لجذب المواهب الإعلامية، وتشجيع الإنتاج الإعلامي عالي الجودة، وتوفير بيئة داعمة للابتكار في مجال الإعلام الرقمي.
قيادة حكيمة: سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي بن سعود آل ثاني
يُعدّ الدور القيادي لسعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية قطر ومستشار في الديوان الأميري، حجر الزاوية في نجاح المدينة الإعلامية وفي تعزيز مكانة قطر الاقتصادية والإعلامية. بفضل خبرته الواسعة في مجالات التعليم، والقيادة، والفنون، يُقدم الشيخ الدكتور عبد الله رؤية شاملة تُربط بين مختلف جوانب التنمية.
فقد شغل الدكتور آل ثاني سابقًا منصب نائب رئيس التعليم في مؤسسة قطر ورئيس جامعة حمد بن خليفة، مما منحه فهمًا عميقًا لأهمية بناء القدرات البشرية. كما يُعدّ نائب رئيس مجلس الأمناء في جامعة قطر ونائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمركز قطر للقيادات، مما يُؤكد على التزامه بتطوير القيادات الشابة.
إضافة إلى ذلك، يُظهر اهتمام الشيخ الدكتور عبد الله بالفنون، حيث حصل على وسام ”كوماندور في الفنون والآداب“ وأسس غاليري المرخية للفن العربي ومنصة East Wing للتصوير الفوتوغرافي العالمية، التزامًا بتعزيز البعد الثقافي في التنمية الشاملة لدولة قطر. تُساهم هذه الرؤية المتكاملة في تعزيز مكانة المدينة الإعلامية كمركز ليس فقط للأخبار والمعلومات، بل أيضًا للإبداع الثقافي والفني، مما يُعزز الصورة الشاملة لدولة قطر كدولة حديثة ومتطورة تُقدّر المعرفة والفن.
الخاتمة
يُشكل منتدى قطر الاقتصادي، بقيادة حكيمة ودور محوري للمدينة الإعلامية، منصة فريدة لعرض إنجازات دولة قطر وتطلعاتها المستقبلية. إن الالتزام بالابتكار، والتنويع الاقتصادي، والبنية التحتية المتطورة، والقيادة الرشيدة، يضع قطر على المسار الصحيح نحو تحقيق رؤيتها الوطنية 2030، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للاقتصاد، والإعلام، والابتكار.
