د. نهلة الصعيدي: خريجات الأزهر خط الدفاع الأول عن وسطية الإسلام

كتبت: فاطمة بدوى.
نظّم اتحاد خريجات الأزهر بإندونيسيا الملتقى الوطني الافتراضي تحت شعار: “تعزيز الانسجام، وتوثيق التعاون، وبناء الوطن”. وقد شهد الملتقى حضورًا واسعًا لعضوات الاتحاد من مختلف مناطق إندونيسيا، إلى جانب مشاركات من دول عدة مثل مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في تجسيد حيّ لامتداد شبكة خريجات الأزهر حول العالم.
افتتحت الملتقى رئيسة الاتحاد الدكتورة أيلي وارتي مالكي بكلمة ترحيبية أبرزت فيها أهمية هذا اللقاء في توطيد العلاقات بين الخريجات وتعزيز التعاون العلمي والدعوي والاجتماعي، بما يخدم قضايا الأمة ويُفعّل دور المرأة الأزهرية عالميًا.
وكان من أبرز محاور الملتقى كلمة فضيلة الأستاذة الدكتورة نهلة صبري الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، التي ألقتها بعنوان: “دور خريجات الأزهر في بناء الأمة وتعزيز الوسطية: بين الفرص والتحديات”.
في كلمتها، أكدت فضيلتها أن المرأة الأزهرية ليست مجرد حاملة شهادة، بل هي صاحبة رسالة علمية وثقافية، قادرة على إحداث أثر فعّال في المجتمعات. وأضافت أنهن ثمرة مؤسسة علمية عريقة تمكّنهن من الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتأهيلهن لتمثيل الإسلام المعتدل في مختلف الميادين.
وأبرزت الدكتورة نهلة أن خريجات الأزهر هنّ خط الدفاع الأول عن وسطية الإسلام، نظرًا لما يتميزن به من تكوين علمي رصين وفهم متوازن. كما دعت إلى مزيد من تمكين هؤلاء الكفاءات النسوية، وإتاحة المجال أمامهن للمشاركة في مجالات التعليم والإعلام والإرشاد وبناء الوعي العام.
واختتمت كلمتها برسالة تحفيزية جاء فيها:
“كل التحديات تحمل في طياتها فرصًا؛ فواجهنها بثقة ويقين.”

كما ألقت الدكتورة يولي ياسين، عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة شريف هداية الله، وعضوة مجلس الخبراء بالاتحاد، كلمة أكدت فيها على أهمية التكامل بين الأزهريات عبر الأقاليم والبلدان، والدور الاستراتيجي الذي يمكن أن يقمن به في تعزيز الوعي الديني والاجتماعي.
وفي فقرة “صوت خريجات الأزهر من العالم”، شاركت خمس شخصيات من مناطق متنوعة، هن:
الأستاذة نُور سيلاتورروماه (جاوة الوسطى)، الأستاذة ديده أغوستونه (الولايات المتحدة)، الدكتورة ميادة (سولاويزي)، الأستاذة نُور الفطرية (كاليمانتان)، والحاجة يُيوم (نوسا تنقارا).
وقد تحدّثن عن تجاربهن الميدانية ومبادراتهن في التعليم والدعوة وخدمة المجتمع، ودعين إلى تفعيل أوسع لدور الأزهريات في بلدانهن.
اختُتم الملتقى، الذي دام ثلاث ساعات، بدعاء مؤثر ألقته الدكتورة عفّة إسماعيل، وسط أجواء من التآلف والعزم، ليؤكد اللقاء أن خريجات الأزهر، أينما كنّ، هنّ صوتٌ حيّ للاعتدال، وركيزةٌ لبناء المستقبل.