سياسة عالمية

ننشر ...كلمة رئيس جمهورية طاجيكستان في افتتاح الاجتماع رفيع المستوى "آسيا الوسطى في مواجهة تحديات المناخ العالمي: الاتحاد من أجل الرخاء المشترك"

كتبت: فاطمة بدوى

القى رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان كلمة في افتتاح الاجتماع رفيع المستوى “آسيا الوسطى في مواجهة تحديات المناخ العالمي: الاتحاد من أجل الرخاء المشترك” الذى عقد امس فى سمرقند باوزبكستان
وجاء فى نص الكلمة:

أود في البداية أن أعرب عن امتناني لرئيس جمهورية أوزبكستان، فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف، على دعوته لي للمشاركة في مؤتمر اليوم.

يواجه العالم أجمع اليوم تحديات تغير المناخ، ومنطقتنا ليست استثناء.

وتتسبب عواقبها في أضرار جسيمة للاقتصادات والنظم البيئية في بلداننا وتهدد حياة البشر.

في طاجيكستان، يبلغ حجم التمويل السنوي لبرامج المناخ أكثر من 400 مليون دولار، وفي حالة حدوث عواقب كبرى، سيصل هذا الرقم إلى 1.5 مليار دولار.

وفي مثل هذه الظروف فإن الجهود المشتركة لدول المنطقة ودعم المجتمع الدولي فقط هي التي ستساعدنا في التغلب على هذه المشاكل.

سيداتي وسادتي،

على مدى العشرين عامًا الماضية، عملت طاجيكستان بشكل نشط على تعزيز أجندة المياه والمناخ على الساحة العالمية، مع إيلاء اهتمام خاص لقضايا تغير المناخ والاستدامة البيئية.

إن اعتماد 14 قرارًا ذات صلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بادرت طاجيكستان باتخاذها، أرسى أساسًا متينًا لتحقيق الأهداف العالمية المنسقة في مجال الموارد المائية.

وقد أرست مبادراتنا العالمية أيضًا الأساس لتنفيذ الأهداف، بما في ذلك أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ليس هناك شك في أن هناك علاقة وثيقة بين الطاقة وتغير المناخ. ونحن نعتقد أن تطوير الطاقة “الخضراء” يمكن أن يشكل خطوة إيجابية نحو حماية المناخ.

ومن الجدير بالذكر أن طاجيكستان تنتج حاليا 98 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من موارد الطاقة الكهرومائية في البلاد، وتحتل المرتبة السادسة في العالم من حيث إنتاج الطاقة “الخضراء” من مصادر متجددة.

علاوة على ذلك، تحتل طاجيكستان المرتبة 130 من حيث حصتها من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مع أدنى المستويات في العالم.

تخطط بلادنا للتحول الكامل إلى إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2032.

تشكل الأنهار الجليدية في طاجيكستان مصدر الموارد المائية في المنطقة، ويتشكل 60 بالمائة منها داخل بلادنا.

ولسوء الحظ، فإن آثار تغير المناخ العالمي تتسبب في ذوبان سريع للأنهار الجليدية.

من بين 14 ألف نهر جليدي في طاجيكستان، ذاب حوالي 1300 نهر جليدي بالكامل خلال الخمسين عاماً الماضية.

وهذا اتجاه مثير للقلق الشديد، لأن الأنهار الجليدية ليست مصدراً للمياه للمنطقة فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً هاماً في حماية مناخ المنطقة.

وفي الوقت نفسه، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمبادرة من طاجيكستان، عام 2025 السنة الدولية للأنهار الجليدية و21 مارس/آذار اليوم العالمي للأنهار الجليدية.

وبناء على هذا القرار، سيعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى الأول بشأن حماية الأنهار الجليدية في دوشانبي في مايو/أيار من هذا العام، وهو ما سيكون له دور مهم آخر لطاجيكستان على أجندة المناخ العالمي.

وأغتنم هذه الفرصة لأدعوكم جميعا للمشاركة بنشاط في عمل مؤتمر دوشانبي والمساهمة في دعم حماية الأنهار الجليدية.

أعزائي المشاركين في المؤتمر،

ونحن ملتزمون بمواصلة جهودنا لضمان استقرار المناخ وتعزيز التعاون لحماية موارد المياه واستخدامها بحكمة.

إن قضية الحفاظ على الموارد المائية مهمة ليس فقط في آسيا الوسطى، بل في جميع أنحاء العالم، وتتطلب إجراءات محددة ومستدامة. لذلك، فإننا نعتبر استخدام تقنيات توفير الطاقة الحديثة والتعامل بعناية مع هذا المورد الحيوي المهم هو الشرط الرئيسي لتقليل فقدان المياه.

وفي الوقت نفسه، فإننا ندعم دعوة المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل المخصص لتدابير حماية المناخ والإغاثة من الكوارث.

وسوف يسمح هذا للدول الضعيفة، وخاصة الدول النامية، بالتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

شكرًا لكم على اهتمامكم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى