سفير الصين بمصر فى مؤتمر صحفى : لابد ان تتعايش بكين وواشنطن بسلام على هذا الكوكب،

كتبت: فاطمة بدوى
قال سفير الصين لدى القاهرة، لياو ليتشيانج، إن الاحترام المتبادل هو المبدأ الأساسي في التعامل بين الدول، وكذلك شرط مهم للعلاقات الصينية الأمريكية، لا يمكن لأي دولة أن تتوهم ممارسة الردع على الصين من جهة، وتطوير علاقة جيدة معها من جهة أخرى، كما أن هذا النهج المنافق لا يضر بالعلاقة الثنائية فحسب، بل يعيق بناء الثقة المتبادلة بين الجانبين.
جاء ذلك في تصريحات له خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس للتعريف حول نتائج دورة مجلس نواب الشعب الصيني ودورة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الذي عقدت في بكين.
وأضاف السفير أنه فيما يتعلق بالفنتانيل، فإن الصين دائما تلتزم بحزم بمكافحة تهريب وتصنيع المخدرات، وهي الدولة التي تتخذ السياسة الأكثر صرامة وشمولا لمكافحة المخدرات في العالم، فمنذ عام 2019، تجاوبنا لطلب الجانب الأمريكي، بادرت بكين إلى إدراج جميع المواد المرتبطة بالفنتانيل في قائمة المراقبة، وانتشار الفنتانيل في الولايات المتحدة هو مشكلة داخلية، يتعين على الجانب الأمريكي مواجهتها بنفسه، انطلاقا من الروح الإنسانية، قدمت الصين المساعدة للولايات المتحدة، ويجب ألا يقابل الإحسان بالجحود، ناهيك عن فرض رسوم جمركية غير مبررة، إنه تصرف لا يليق دولة كبيرة ومسؤولة.
وقال : على الولايات المتحدة أن تراجع نفسها، متسائلا: ماذا حصلتم من الحروب الجمركية والتجارية خلال السنوات الماضية؟ هل تقلص العجز التجاري أم لا؟ هل ازدادت التنافسية لقطاع التصنيع أم لا؟ هل تحسن التضخم أم لا؟ هل تحسنت معيشة الشعب أم لا؟ إن العلاقة الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة قائمة على المساواة والمنفعة المتبادلة، فإذا اختار الجانبان التعاون، سيكسبان معا، أما إذا استمرت الضغوط، سترد عليها الصين بكل حزم.
ولفت إلى أن الصين والولايات المتحدة، كأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، لا بد من التعايش بسلام على هذا الكوكب، كما قاله الرئيس شي جين بينج في مكالمته مع الرئيس ترامب في بداية هذا العام، يجب ألا يكون الصراع والمواجهة خيارا، ويمتلك البلدان مصالح مشتركة واسعة وآفاقا رحبة للتعاون، ويمكن أن تكونا الشركاء لتحقيق الازدهار المشترك.
وتابع: ستلتزم الصين بما طرحه الرئيس شي جين بينج من مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتعاون متبادل المنفعة، وتعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية السليمة والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية. في الوقت نفسه، نأمل من الجانب الأمريكي الاستماع إلى أصوات الشعبين، وإدراك الاتجاه العام، والنظر إلى تطور الصين بشكل موضوعي وعقلاني، التواصل مع الصين بشكل إيجابي وعملي، والسير في الطريق الذي يخدم مصلحة البلدين ويعود بالنفع على العالم كله.
وحول الأوضاع بالنسبة لتايوان، قال لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، ويصادف هذا العام الذكرى الـ 80 لاستعادة تايوان، فقد أسهم انتصار الشعب الصيني في حرب ضد العدوان الياباني في عودة تايوان إلى السيادة الصينية، وأكدت «إعلان القاهرة» و«إعلان بوتسدام» بشكل واضح على سيادة الصين على تايوان، وتشكل هذه الوثائق جزءا أساسيا للنظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
وتابع أنه في عام 1971، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة، وقررت استعادة جميع الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي سلطات تايوان من الأمم المتحدة وجميع وكالاتها على الفور، وحسم هذا القرار بشكل نهائي حق التمثيل للصين، بما فيه تايوان، في الأمم المتحدة، ومنع جميع المحاولة لخلق «صينين» أو «صين واحدة وتايوان واحدة». والتسمية الوحيدة لتايوان في الأمم المتحدة هي «مقاطعة تايوان الصينية». لم تكن تايوان دولة مستقلة، لا في الماضي ولن تكون في المستقبل، وإن الترويج لما يسمى بـ«استقلال تايوان» هو محاولة لتقسيم الصين، ودعم «استقلال تايوان» هو التدخل السافر في الشؤون الداخلية للصين، والتساهل مع «قوى انفصال تايوان» تعبث باستقرار منطقة مضيق تايوان.
وقال: يعد مبدأ السيادة حجر الأساس لميثاق الأمم المتحدة، ويجب ألا يمارس أي دولة المعايير المزدوجة في هذا المجال، إن احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها يتطلب دعم جهود الصين لتوحيد أراضيها، والالتزام بمبدأ «الصين الواحدة» يتطلب رفض أي محاولة لـ«استقلال تايوان»، تعد الوحدة الوطنية الكاملة التطلع المشترك لجميع أبناء الشعب الصيني، وهو اتجاه حتمي وضروري. إن محاولة «استقلال تايوان» لا تؤدي إلا إلى الهلاك الذاتي، والسعي لاستخدام تايوان لاحتواء الصين أشبه بمحاولة إيقاف عجلة التاريخ بيد واهنة، وإن الصين ستتحد في نهاية المطاف، وذلك سيتحقق بلا أدنى شك.