وداعاً عم رحبعام , الاعلامي مينا عطا يرثي باش حكيم ملوي .. ستظل قدوة ونموذجاً

كتب : احمد مصطفى
رثى الكاتب الصحفي والاعلامي مينا عطا العم رحبعام باش حكيم ملوي والذي اطلق عليه طبيب الغلابة بمحافظة المنيا مركز ملوي ومسقط رأسه قرية دير البرشا، الذي رحل عن عالمنا في 17 مارس 2025 م عن عمر ناهز ال 89 عاماً، بهذه الكلمات :
وداعاً عم رحبعام ستظل حاضرا رغم المغيب، وستظل قدوة ونموذجاً، وعلامة مضيئة فى سجل أبناء بلدنا الحبيب دير البرشا ، الذين ضحوا بكل غال ونفيس من أجل خدمة البلد ، وأبنائها، فقد كنت رحمك الله نسيجا وحده فى الإنسانية والإيثار، وهبت طوال مسيرة حياتك كل ما تملك لمساعدة الغلابة والفقراء، وبادلوك مكانة فى قلوبهم مرصعة بالحب والعرفان والتقدير.
وودعت قرية دير البرشا أمس الإثنين الموافق 17 مارس 2025م ، رجلا عظيما، وظاهرة بشرية، تعدت علاقتها بالطب الخمسين عاما اوجدها الله فى زمن قد كانت الخدمة الطبية فيه قليلة جدا، وشخصية وهبها الله ان تتميز بيد الشفاء والحكمة فكانت موضع الأمان والإطمئنان لكل مريض ، العم رحبعام معزوز والمعروف في مركز ملوي محافظة المنيا بلقب طبيب الغلابة عن عمر ناهز 89 عامًا.
وتحولت منصات التواصل الإجتماعي إلى ساحة تعبير عن الحزن والأسى على وفاة رحبعام، الذي كان يُعرف أيضاً بـ «باش حكيم ملوي» بين أهل قريته والقرى المجاورة لها .
وجمع الكاتب الصحفي مينا عطا شاكر العديد من المعلومات عن حياته ومهنته وخدمته وأشار الى الآتي:
ان العم « رحبعام » قد مارس مهنة التمريض منذ عام 1956، أثناء العدوان الثلاثي على مصر، واشتهر بتقديم خدماته الطبية للفقراء والمحتاجين دون أن يتقاضى منهم أجرًا يقابل الرعاية والخدمات الطبية العظيمة التي قدمها طوال مسيرة حياته من إنقاذ ارواح وإسعاف مرضى ومصابين وتعامل مع الطوارئ .
واشار الى أن علاقته بعالم الطب بدأت منذ العدوان الثلاثى على مصر عام 1956،
وكان مجنداً في الجيش كغيره من الذين لبوا نداء الوطن وقرر أثناء أدائه الخدمة العسكرية أن يتعلم فن التمريض وخباياه، وإكتسب الكثير من أسرار الطب خلال الحرب،
كان في مستشفى رأس التين بالإسكندرية، وهناك حصل على عدد من الدورات التدريبية للممرضين وكيفية التعامل مع إسعاف مصابى الحرب والتي استمررت 3 سنوات في الجيش وتعلم خلالها كل فنون التمريض وإسعاف المصاب بسهولة وأطلق عليه في الجيش (باش حكيم) لتفوقه على زملائه وموهبته في التعامل مع الطوارئ ،
وإنتهت سنوات الجيش وعاد إلى قريته في دير البرشا، وهو في الخامسة والعشرين من عمره ليبدأ مرحلة جديدة من العمل ويغير مهنته من مجرد مزارع إلى باش حكيم كما أحب أن يطلقوا عليه.
وفى عام 1982 سافر للعمل كممرض في العراق في أحد المستشفيات لمدة عام، وازدادت خبرته في الطب والتمريض كما وكيفية التعامل مع المرضى واستقبالهم ثم عاد الى أهالي بلدته الذين لم ينسوه ، عاد لإستكمال خدمته لهم ولكل القرى المجاورة لدير البرشا ووضع الله في يده الشفاء لكل من أتوا اليه ،
وكان هو الأكثر شهرة في مدينة بحجم ملوى التي تضم أكثر من سبعين قرية، و بجانب اهل قريته الذين كانوا لا يعرفون الطريق إلى الطبيب إلا في الحالات المستعصية وبتوجيه منه، وكان من اكثر المترددين عليه
بالقرى المجاورة دير أبوحنس والبرشا والبياضية ونزلة البرشا، والريرمون والشيخ عباده والروضة.
وإكتسب سمعته بالمعاملة الطيبة مع المرضى البسطاء، ولم يغلق العم رحبعام بابه في وجه اي مريض حتى لو كان في الفجر ، وكان يستقبل المرضى ويقوم بعمل الإسعافات السريعة لإصاباتهم التي لو قرروا بسببها الذهاب لدكتور خارج القرية لإزدادت حالتهم سوءا، وكثيرا ما كان يقترح على المريض بعد عمل الإسعاف اللازم له والكشف أن يذهب إلى الطبيب المختص حتى يحصل على الفحص الكامل من شائعات وتحاليل وخلافه.