تصعيد خطير في غزة: انهيار الهدنة وعودة القصف وسط تحركات دبلوماسية متسارعة

تقرير: علياء الهوارى
شهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا جديدًا بعد انهيار الهدنة، وسط قصف مكثف وعمليات عسكرية أدت إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. يأتي ذلك في ظل تصريحات متشددة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق “أهداف إسرائيل الأمنية”، متهمًا حركة حماس بعدم الالتزام بشروط التهدئة
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المفاوضات التي كانت تقودها مصر وقطر بوساطة أمريكية لم تُفضِ إلى اتفاق جديد، إذ رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار دون تحقيق تقدم ملموس في ملف الأسرى، بينما اشترطت حماس إنهاء العدوان ورفع الحصار عن القطاع. هذا الجمود السياسي أدى إلى تصعيد ميداني سريع، حيث استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة، في حين ردّت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا سياسية داخلية، شدد في اجتماع حكومي على أن “القواعد قد تغيرت”، مؤكدًا أن إسرائيل لن تعود إلى التهدئة إلا بشروطها. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعمه الكامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مشددًا على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهو ما عزّز موقف حكومة تل أبيب في رفض وقف العمليات دون تحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
على الجانب العربي، دعت مصر والأردن والإمارات إلى ضرورة العودة الفورية إلى التهدئة، محذّرين من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. في المقابل، أصدرت الأمم المتحدة بيانًا دعت فيه جميع الأطراف إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار الحصار وانهيار الخدمات الأساسية.
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد، في ظل غياب أي مؤشرات على انفراجة سياسية قريبة. ومع استمرار القصف الإسرائيلي وردود المقاومة الفلسطينية، يظل السؤال الأبرز: هل سيتدخّل المجتمع الدولي بشكل جاد لإعادة الهدنة، أم أن غزة مقبلة على مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة؟