تحقيقات وتقارير

تقرير : أهم إنجازات السياسة الخارجية لكازاخستان في عام 2024

كتبت: فاطمة بدوى

في عام 2024، واصلت كازاخستان تعزيز مكانتها الدولية، مؤكدة التزامها بمبادئ التعاون المتعدد الأطراف

سلطت وسائل الإعلام الكازاخية الضوء على الإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية الكازاخستانية في عام 2024، نقلاً عن وزارة الخارجية.

القيادة في المنظمات الدولية

لقد ترأست كازاخستان العديد من المنظمات الدولية الرئيسية، بما في ذلك منظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة الدول التركية، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاجتماع الاستشاري لرؤساء دول آسيا الوسطى، والصندوق الدولي لإنقاذ بحر الآرال. وقد أدت هذه الأدوار إلى توسيع نطاق البلاد الدبلوماسي وتعزيز نفوذها الدولي.

وتضمنت رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاي للتعاون استضافة أكثر من 160 حدثًا غطت التعاون الاقتصادي والأمن والمبادرات البيئية والتحول الرقمي. وقادت البلاد استراتيجية تطوير منظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2035، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي واللوجستي عبر أوراسيا. وكان من أبرز أحداث رئاسة كازاخستان قمة أستانا، التي عقدت لأول مرة في صيغة “SCO Plus” الموسعة.

وفي ظل قيادة كازاخستان، دخلت منظمة CICA مرحلة جديدة من التطور المؤسسي. فقد اعتمدت المنظمة ميثاقها وقواعد إجراءاتها، وحدّثت كتالوج تدابير بناء الثقة، وأنشأت منتدى المراكز التحليلية وصندوق CICA. كما اقترحت كازاخستان رقمنة التفاعلات بين الدول الأعضاء من خلال إطلاق منصة لتبادل البيانات.

وفي إطار منظمة التعاون الاقتصادي، قدمت كازاخستان برنامج “ترك تايم!”، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية بين الدول الأعضاء. ودعمت المبادرة المشاريع التعليمية والعلمية، وأدت إلى إنشاء صندوق استثماري، وساهمت في زيادة التجارة المتبادلة، التي تجاوزت 45 مليار دولار.

وباعتبارها رئيسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، نفذت كازاخستان تدابير لمكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية والإرهاب والاتجار بالمخدرات. وتم عقد أكثر من 80 حدثًا، بما في ذلك التدريبات العسكرية والمناقشات المستديرة. وكانت الأولوية الرئيسية هي إكمال البرنامج الذي دام عقدًا من الزمان لتعزيز الحدود الطاجيكية الأفغانية.

وفي إطار الصندوق الدولي لإنقاذ بحر الآرال، ركزت كازاخستان على تحسين إدارة موارد المياه والطاقة وتنفيذ البرامج البيئية للتخفيف من آثار تغير المناخ.

دبلوماسية المياه

وقد عملت كازاخستان بنشاط على تعزيز التعاون في مجال إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، حيث عقدت نحو 35 اجتماعاً مع الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى. وتم التوصل إلى اتفاقيات مع قيرغيزستان وأوزبكستان بشأن إمدادات المياه عبر أنهار شو وتالاس وسيرداريا. وتجري مفاوضات مع الصين بشأن تخصيص الموارد المائية من نهري إرتيش وإيلي. وبالإضافة إلى ذلك، انضمت كازاخستان إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن قانون الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.

تعزيز التعاون الإقليمي

كان الاجتماع التشاوري السادس لرؤساء دول آسيا الوسطى، الذي حضره رئيس أذربيجان وممثلو الأمم المتحدة، بمثابة خطوة مهمة في التعاون الإقليمي. وأسفر الاجتماع عن اعتماد مفهوم تطوير التعاون في آسيا الوسطى 2040، وخريطة الطريق للفترة 2025-2027، وخطة عمل للتعاون الصناعي.

كازاخستان كمركز دبلوماسي

وتستمر كازاخستان في لعب دور رئيسي في حل النزاعات الدولية. وكجزء من عملية أستانا، وفرت البلاد منصة للمفاوضات بشأن الأزمة السورية. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت كازاخستان إنشاء مركز وساطة دولي للمساعدة في حل النزاعات الإقليمية.

الاندماج في الاقتصاد العالمي

تظل كازاخستان مشاركًا نشطًا في المبادرات العالمية في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والتقنيات الرقمية. ويؤكد تطوير طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين، والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، والمشاركة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على التزام البلاد بتعزيز العلاقات الدولية. وينصب التركيز بشكل خاص على التقنيات الخضراء، وإزالة الكربون الاقتصادي، والشراكات مع الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط في التنمية المستدامة والطاقة.

الالتزام بسياسة خارجية سلمية

وستواصل كازاخستان انتهاج سياسة خارجية سلمية، مع إعطاء الأولوية للأمن والتنمية المستدامة في أوراسيا. وتظل توسيع المشاركة في المنظمات الدولية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى العالمية الكبرى، وتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية، من الأولويات الرئيسية في أجندة السياسة الخارجية للبلاد.

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام الكازاخية أن كازاخستان قدمت فئات جديدة من التأشيرات للمتخصصين المهرة و”البدو الرقميين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى