"بين دعم ترامب ومأزق نتنياهو: هل يعيد العرب حساباتهم في القضية الفلسطينية؟"

تقرير : علياء الهواري
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه أمام فرصة ذهبية لتعزيز أجندته السياسية، خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. وبينما يتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية، تترقب الدول العربية هذه التحولات بحذر، في ظل تحديات سياسية واقتصادية معقدة. فهل نشهد مرحلة جديدة من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل؟ وكيف سيتعامل العرب مع هذا الواقع الجديد؟

منذ ولايته الأولى، أظهر ترامب دعمه المطلق لإسرائيل عبر قرارات غير مسبوقة، مثل:
- نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عام 2018، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين والمجتمع الدولي.
- الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل مما عزز سياسات الضم الإسرائيلية.
- “صفقة القرن” التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية وأعطت إسرائيل سيطرة أكبر على الأراضي المحتلة.
ومع عودته إلى الحكم، تشير التوقعات إلى أنه سيواصل نهجه السابق، وربما يتخذ قرارات أكثر حدة لدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.
رغم الدعم الأمريكي المتوقع، يواجه نتنياهو تحديات داخلية كبيرة، أبرزها:
- الاحتجاجات المتزايدة في إسرائيل بسبب سياساته الداخلية، خاصة الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل.
- التوتر في غزة والضفة الغربية،حيث تزداد المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
- الخلافات داخل حكومته اليمينية المتطرفة، والتي قد تؤثر على استقرار ائتلافه الحاكم.
لكن دعم ترامب قد يمنحه هامشًا أكبر للمناورة، خاصة فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان وقمع المقاومة الفلسطينية دون خوف من ضغوط دولية.
في ظل هذه التطورات، باتت الدول العربية أمام اختبار حقيقي في كيفية التعامل مع تصاعد الدعم الأمريكي لإسرائيل.
- تلعب مصر دورًا رئيسيًا في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتسعى لمنع تصعيد عسكري جديد في غزة.
- رغم علاقاتها القوية مع واشنطن، فإنها ترفض المساس بحقوق الفلسطينيين، وتدفع نحو حل سياسي متوازن.
- رغم التقارب مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، قد تضطر السعوديةولإمارات إلى إعادة النظر في مواقفهما، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي ضد السياسات الإسرائيلية.
- ملف التطبيع:هل يستمر بنفس الوتيرة، أم يتعرض لضغوط شعبية وسياسية؟
- تواصل الأردن التأكيد على وصايتها الهاشمية على المقدسات في القدس، وترفض أي تحركات إسرائيلية تهدد الوضع القائم.
- تواجه الحكومة الأردنية تحديًا في موازنة علاقاتها مع واشنطن وإسرائيل مع الضغط الداخلي الرافض للسياسات الإسرائيلية.
- تواصل الدوحة تقديم الدعم المالي والإنساني لقطاع غزة.
- دورها كوسيط قد يكون أكثر تأثيرًا في ظل أي تصعيد مستقبلي.
مع استمرار هذا المشهد المتوتر، هناك عدة سيناريوهات محتملة:
1.تصعيد عسكري جديد في غزة
بدعم أمريكي غير محدود لإسرائيل.
- تحركات دبلوماسية عربية لمحاولة احتواء التصعيد
٣. رغم صعوبة تحقيق اختراق حقيقي. - إعادة تقييم بعض الدول العربية لسياسات التطبيع خاصة إذا تصاعد الغضب الشعبي.
- تكثيف المقاومة الفلسطينية كرد فعل على سياسات نتنياهو وترامب.
بينما يعود ترامب إلى البيت الأبيض، ويواجه نتنياهو تحديات داخلية، تبقى القضية الفلسطينية في قلب المشهد الإقليمي والدولي. ومع تزايد الضغوط على الدول العربية لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا، سيكون على هذه الدول اتخاذ قرارات حاسمة تحدد مستقبل العلاقة مع إسرائيل، ومستقبل القضية الفلسطينية بأكملها.