مكة المكرمة وتطاون المغربية في خدمة الانسانية
المغرب: محمد سعيد المجاهد
تعتبر العلاقات السعودية المغربية الأخوية هي العلاقات الثنائية والتاريخية، الضاربة في عمق التاريخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولمدينة تطاون المغربية والمملكة العربية السعودية وخاصة مكة المكرمة وجدة علاقة تاريخة كلها أخوة ومودة، علينا أن نعود إلى الزمن الجميل، ونتذكر تاريخنا العريق المشترك،ونقوم كمجتمع مدني بإحياء العلاقات الأخوية الإنسانية التي كانت تجمع الشعوب على المحبة والمودة والإخاء، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وجلالة الملك محمد السادس حفظهم الله، من أجل عالم متعايش ومتسامح، فالرحلة المكية من تطاون إلى مكة المكرمة الخالدة والمنقوشة بماء الذهب على صفحات التاريخ الإنساني. مدينة تطاون التي تلقب بالحمامة البيضاء وهي إحدى المدن المغربية التي يطغى عليها الطابع الأندلسي، ويعود تاريخ المدينة إلى أكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد. ولتطاون والمملكة العربية السعودية ذكريات وذكريات، منذ سنة 1937، انطلقت باخرة الرحلة المكية التي كان يقودها العلامة الفقيه الرهوني وبدعوة كريمة من مؤسس المملكة العربية السعودية، الراحل الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وكانت رحلة السلام والمحبة والوفاء والوئام ، من المنطقة الخليفية للشمال والصحراء، في عهد الحماية الإسبانية إلى الديار المقدسة. نظمت هذه الرحلة بأمر من الخليفة السلطاني الأمير مولاي الحسن بن المهدي العلوي رحمه الله وتلبية لدعوة جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله الكريمة. فعلينا اليوم في القرن الواحد والعشرين، عصر الحداثة ورؤية 2030، أن نخلق مناخ للعمل الإنساني والتواصلي بين شباب مدينة تطاون ومكة المكرمة وجدة.سوف يسجل التاريخ لعهد الملك سلمان نجاحه في إحداث هذا التحول عبر إعادة تشكيل البنية العقلية لدى المجتمع من خلال التركيز المباشر على التاريخ السعودي كوطن وقومية، وتعزيز الهوية الوطنية..وكان لي الشرف الجلوس مع الملك سلمان حفظه الله ،في قصره بمدينة ماربيا-إقليم مالقا جنوب إسبانيا عدة مرات ودعمنا في نشر مجلة رسالة المسجد التي انطلقت من مسجد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله،بماربيا.ولا أحد يستطيع أن يقوم بخدمة الدين الإسلامي بالأندلس،لقد أعاد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انذاك الروح الإسلامية إلى الأندلس ورفع الآدان في مساجد بالأندلس وأعطى صورة مشرفة للعالم الإسلامي بالمملكة الإسبانية.لقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان – وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، الكثير من التحولات والتغيير نحو نماذج تحولية هادفة إلى تطوير النموذج الاجتماعي والنموذج السياسي والاقتصادي، وتركز هذه التحولات على الوطن والمواطن ورفع مستوى الأداء في العملية الاجتماعية التي يشكل المواطن محورها الرئيس، ولعل السؤال هنا يدور حول العملية الاجتماعية التي أخذت الاهتمام العالمي، وشكّل الحديث عن تحولات المملكة رقماً مميزاً في الإعلام الدولي، المملكة كانت بحاجة فعلية إلى تغييرات جوهرية في النمط المجتمعي؛ فقد كانت العقود الأربعة الماضية صورة مقولبة، تأثرت بالأداء الديني المتشدد إلى حد كبير، وساهمت في انعكاسات مجتمعية شكّلت في كثير من الأحيان سداً منيعاً نحو إحداث التحولات المطلوبة لنقل المجتمع السعودي من مرحلة إلى أخرى استجابة للتطور الطبيعي للمجتمعات.لقد كان من الضروري بناء نموذج لعملية اجتماعية عميقة؛ لأن الدائرة الوحيدة التي كان المجتمع يدور فيها قد أوشكت على الامتلاء، واشتدّ زحام أفكارها، ولذلك فإن السلوك الطبيعي للمؤسسة السياسية وقمتها في المملكة أن تعمل على بناء أكثر من فلك اجتماعي يمكن الدوران حوله، وهذا ما بدأ يتحقق فعلياً في «عهد الحزم»، وحدث كل ذلك، وتقبل المجتمع خيارات كثيرة كان يطمح في تحقيقها لسنوات طويلة مضت، وكانت المفارقة الجميلة أن تلك التحولات حدثت، وتم قبولها مجتمعياً من خلال التزام راسخ في القيم السياسية التي تشكّلت عليها المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله -.سوف يسجل التاريخ لعهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله،نجاحهما في إحداث هذا التحول عبر إعادة تشكيل البنية العقلية لدى المجتمع من خلال التركيز المباشر على التاريخ السعودي كوطن وقومية، وتعزيز الهوية الوطنية، فقد تنامت بشكل كبير فكرة الانتماء بين أفراد المجتمع من الجيل الجديد من الشباب، وعلى رأسهم سمو ولي العهد، وتم تجاوز تلك التعبيرات التي كانت تتعمد الخلط بين فكرة الأممية وقومية المجتمع المستقلة، بمعنى دقيق: عهد الملك سلمان أعاد تشكيل الهوية السعودية وفق الأسس الطبيعية، فتضاعف الانتماء بين أبناء الجيل الجديد، وقد عكست الكثير من الأحداث السياسية تميز الهوية السعودية بين أفراد المجتمع، وتضاعف الفخر الوطني، وهذا تحول تاريخي يمكن مشاهدته في المملكة خلال السنوات الماضية .الوجه السعودي اليوم في كل المجالات ليس وجهاً مختلفاً في عمقه، ولن يكون كذلك، فهناك قواعد تحكم هذا الوطن، فهو قبلة المسلمين، ويمتلك طاقة طبيعية يحتاجها العالم، ويتربع على دور سياسي مؤثر إقليما ودولياً، لهذه الأسباب ظلت المملكة محور اهتمام دولي، والكل يحاول أن يفهم ما الذي يمكن أن يحدث في هذا الوطن الذي تميزه كل هذه الصفات الكبرى، ولذلك فإنه مهما وضعت التغيرات السعودية تحت المجهر الإعلامي محلياً أو دولياً فإنه لابد من الفهم أن المجتمع السعودي في هذا العهد يتحول بدقة، ويصحح كل التجارب التي يمكن أن تواجهها العقبات سواء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية. لذلك فإن فهم المجتمع السعودي ينطلق من فهم تكوينه السياسي، وفهم البنية الوطنية التي يتمسك بها بعيداً عن التأثيرات المؤقتة للأفكار سواء فكرة متشددة أو متحررة، هناك دائماً في هذا المجتمع منطقة وسط يحتكم إليها الجميع، تتمثل في قواعد تاريخية بني عليها هذا الوطن.فعهد الملك سلمان مليء بالتحولات الإيجابية، ومليء بالمعالجات لكل العقبات التي يمكن أن تواجهها تلك التحولات، وسوف تشهد المملكة خلال العقد القادم الآثار الإيجابية لهذا العهد، وسوف يكون النموذج السعودي أكثر وضوحاً في قوميته ووطنيته وهويته المجتمعية، مما يعني مجتمعاً نموذجياً في إنتاجه الوطني.لهذا علينا أن نخلق علاقات ومبادرات مميزة بين جدة ومكة وجهة طنجة تطوان الحسيمة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.